تبعد عنها 50 كم فقط..
باحثة بالمركز المصرى تكشف لـ«الدستور» ماذا لو سقطت كابول فى يد حركة طالبان؟
تواصل حركة طالبان استيلاءها على الولايات الأفغانية، حيث سيطرت، اليوم الجمعة، على لشكركاه عاصمة ولاية هلمند في جنوب أفغانستان، بعدما سمحت للجيش والمسئولين السياسيين والإداريين بمغادرة المدينة.
كما سيطرت على مدينة قندهار، ثاني أكبر مدن أفغانستان، في أكبر انتكاسة تتعرض لها الحكومة المدعومة من الولايات المتحدة منذ أن بدأت الحركة هجوما جديدا مع انسحاب القوات الأمريكية.
وأعلنت طالبان السيطرة على بولي علم عاصمة لوغار التي تبعد 50 كم عن العاصمة الأفغانية كابول.
وحول أهمية كابول بالنسبة للمنطقة وماذا لو سيطرت حركة طالبان على العاصمة الأفغانية، حاورت "الدستور" مروة عبد الحليم، باحثة بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، للتعرف على سيناريوهات الفترة المقبلة.
قالت عبدالحليم، إنه بالتزامن مع اتساع رقعة نفوذ حركة طالبان، وبدء المرحلة الأخيرة من انسحاب القوات الأمريكية المقرر اكتماله بحلول 31 أغسطس الجاري، تتجه أفغانستان نحو دولة فاشلة وحرب أهلية يزدهر فيها تنظيم القاعدة، لتشكل تهديدا للغرب مرة أخرى، حيث أعلنت حركة طالبان الاستيلاء على مدينة قندهار، ثاني أكبر المدن الأفغانية، في خطوة قد تمثل انتصارا كبيرا للمسلحين، خاصة أن المدينة كانت معقلا سابقا لطالبان، وتحتل أهمية استراتيجية بسبب مطارها الدولي وإنتاجها الزراعي والصناعي ومكانتها كواحدة من المراكز التجارية الرئيسية في البلاد.
وأضافت "عبدالحليم" أن الحركة تسيطر حاليا على معظم مناطق شمال أفغانستان، ونحو ثلث العواصم الإقليمية في البلاد، حيث سيطرت الحركة، خلال الأيام الأخيرة، على 18 ولاية من أصل الولايات الأفغانية الـ34، مع استمرار تقدمها في أراضي البلاد.
وتابعت في ضوء التقدم السريع والصادم لحركة طالبان، فإن سقوط العاصمة كابول بات قريبًا جدًا، خاصة بعد أن سيطرت الحركة على مدينة غزنة، والتي تمثل مكسبا كبيرا لطالبان، نظرا لموقعها على الطريق السريع الواصل بين كابول وقندهار، والذي يربط معاقل المسلحين في الجنوب بالعاصمة كابول. ورغم أن طالبان موجودة منذ فترة في ولايتي ورداك ولوغار على بعد عشرات الكيلومترات من كابول، إلا أن سقوط غزنة يشكل إشارة مقلقة للغاية بالنسبة الى العاصمة.
وأردفت، تشير المعطيات الحالية إلى أن حركة طالبان فرضت سيطرتها اليوم على منطقة بولي علم في محافظة لوغار الواقعة على بعد 50 كم جنوب العاصمة الأفغانية كابول، وقام المسلحين بقطع الكهرباء عن المدينة صباح اليوم.
ولفتت عبدالحليم إلى أن تقديرات مخابراتية أمريكية كشفت عن أن حركة طالبان قادرة على عزل العاصمة الأفغانية كابول في غضون 30 يوما".
وفي حال سيطرت حركة طالبان على كابول، قالت "عبدالحليم" إن ذلك سيكون بمثابة ضربة قوية للقوات الحكومية، وتصعيدا للصراع العسكري في البلاد، وسقوط كابول يعني أنه تم الاستيلاء على السلطة بالقوة وإعادة تأسيس إمارة إسلامية، فطالبان لا ترضى بأقل من حكم أفغانستان، فهي لا تعترف بالحكومة كطرف أصيل في المعادلة، وتنعتها بالعمالة، وبأن بقاءها يعني بقاء عملاء للاحتلال الأمريكي.
وأوضحت الباحثة أن تفرد طالبان بالحكم سيضعها في مواجهة تحد دولي وإقليمي وداخلي، وربما يفضي ذلك إلى فرض عزلة دولية عليها، وقد واجهت الحركة هذا التحدي أيام حكمها أفغانستان بين عامي 1996 و2001، وطالبان تدرك هذا جيدا، كما أن سيطرة طالبان على الحكم في كابول بالقوة، ستكون لها انعكاسات سلبية على جميع المستويات المحلية والإقليمية والدولية.
وأضافت "عبدالحليم" أن سيطرة عناصر طالبان على الحدود الأفغانية مع طاجيكستان وأوزبكستان تعزز مخاوف موسكو الأمنية، حيث تدير روسيا قاعدة عسكرية في طاجيكستان، وهي بدورها عضو في تكتل عسكري تقوده موسكو، وهو ما يعني أن موسكو ستكون ملزمة بحمايتها إذا تعرضت لاجتياح، حيث يرتبط البلدان بعلاقات وثيقة.
واختتمت "عبد الحليم" تصريحاتها قائلة: إن مع التدهور الأمني السريع، خططت الولايات المتحدة لإرسال 3000 جندي للمساعدة في إجلاء بعض الموظفين من السفارة الأمريكية في كابول وبشكل منفصل، قالت بريطانيا إن نحو 600 جندي سيتم نشرهم على أساس قصير الأجل لمساعدة الرعايا البريطانيين الذين يغادرون البلاد، وسترسل كندا قوات خاصة للمساعدة في إخلاء سفارتها.