مقدم «الصديقية الشاذلية»: السلفيون يكفرون الصوفية بلا علم
قال الدكتور أشرف سعد الأزهري، مقدم الطريقة الصديقية الشاذلية فى مدينة نصر، إنه بعد حديث القاضي للداعية السلفي محمد حسان عن رأيه في الأشاعرة تساءل الكثيرين من هم الأشاعرة، وما معنى العقيدة الأشعرية، ولماذا يرفضها البعض ويتهمها بأنها طريقة مخالفة لعقيدة أهل السنة والجماعة وطريقة السلف الصالح رضي الله عنهم أجمعين، وطلب مني بعض طلاب العلم أن أشرح هذه القضية بشكل ميسر سهل مبسط بعيد عن تعقيدات المتكلمين واصطلاحات المناطقة والأصوليين.
وتابع "الأزهري"، عبر صفحته الرسمية “فيس بوك”: أحببت أن ألبي طلبهم وأن أوضح لهم معالم منهج الأشاعرة في صفات رب العالمين سبحانه وتعالى، وقبل أن أوضح معالم هذا المنهج، أود أولا أن أوقف القارئ الكريم على حقيقة هامة تحتاج إلى تأمل ونظر ألا وهي أن معظم إخواننا السلفيين الوهابية الذين ينتقدون منهج الأشاعرة اليوم ويتهمونه بالبدعة والتعطيل في صفات رب العالمين لم يكلفوا أنفسهم في الغالب الأعم بقراءة كتاب واحد في العقيدة الأشعرية، بل كل ما يرددونه من مغالطات وأكاذيب ما هي إلا إلزامات خصومهم لهم وتحاملهم عليهم، لا ما نقله علماء الأشاعرة وقرروه في كتبهم، من المنطقي والبدهي أنك إن أردت أن تتعرف على منهج ما وتستبين أصوله وتتضح لك معالمه فينبغي عليك أن تقرأ كتب هذا المنهج التي ألفها أصحابه أولا ثم لك بعد ذلك أن توافق أو أن تخالف بل وترد وتنتقد لا بأس، لكن ليس من الإنصاف أن تذهب إلى كتب الخصوم ثم تردد ما يقولون على أنه حقائق، ثم إذا سألناك متى وأين قال الأشاعرة هذا؟ لم نجد منك جوابا إلا قال ابن تيمية. قال ابن القيم. قال ابن عبد الوهاب. قال ابن العثيمين..إلخ، فهذه نقطة منهجية لا بد من الاتفاق عليها في أول الأمر، وهناك خطايا منهجية أخرى يقع فيها خصوم الأشاعرة لا أحب التعمق فيها الآن حتى ندخل في المقصود.
وأوضح “الأزهري”: الأشاعرة هم المنتسبون إلى الإمام أبي الحسن الأشعري، واسمه علي بن إسماعيل بن أبي بشر إسحاق بن سالم بن إسماعيل بن عبد الله بن موسى بن أمير البصرة بلال بن أبي بردة بن أبي موسى عبد الله بن قيس بن حَضَّار الأشعري اليماني البصري، ولد بالبصرة سنة 260 هـ، فجده هو الصحابي الجليل أبو موسى الأشعري رضي الله عنه وأرضاه، ونشأ الإمام أبو الحسن في بداية أمره معتزليا ربيبا لأبي علي الجبائي رأس المعتزلة، وعاش في بحار الاعتزال أربعين عاما، ينافح عن مذهب المعتزلة، وبغض النظر عن الأسباب الموضوعية التي تسببت في تحول الإمام الأشعري عن طريقة المعتزلة إلى وضع منهج لأهل السنة والجماعة، إلا أننا نستطيع القول إن الإمام الأشعري مع طول الرحلة والبحث والنظر والتأمل في كتب المعتزلة وكتب خصومهم من علماء الحديث، وجد نفسه أمام مفترق طريقين، طريق يعظم العقل غاية التعظيم، ويجعل العقل أصلا للتحسين والتقبيح، ويرد كل الأمور الاعتقادية إلى العقل حتى تصور هذا الفريق معارضة العقل لكثير من مضامين النصوص الشرعية من الكتاب والسنة ونظرا للاهتمام البالغ من هذا الفريق بالعلوم العقلية والفلسفية وهجران علوم الإسناد والحديث نشأت تلك الغلبة العقلية عندهم، فلم يكلفوا أنفسهم وضع منهج يجمع بين العقل والنقل معا، بل ردوا وأنكروا كل ما تصوروا أنه مخالف للعقل. فأنكروا جملة إثبات الصفات لله تعالى، ونفوا أن يكون لله تعالى صفة قائمة بذات الله سبحانه وتعالى، وقالوا إن الصفات أغيار، أي ليست هي الذات الإلهية فإن كانت حادثة فقد قلنا بقيام الحوادث بذاته تعالى، وإن كانت قديمة وأثبتنا أنها مغايرة لذات الله تعالى فقد قلنا بوجود قدماء مع الله تعالى، ومن ثم أنكروا وجود صفات لله تعالى، كذلك أنكروا الخوارق ومنها معجزات الرسل والأنبياء وكثير مما يتعلق بتفاصيل الأمور السمعية الغيبية.