الأنبا نيقولا أنطونيو: «هذه تفسيرات ورموز الحواس التي تحدث الإنجيل عن وجودها في الله»
أدلى الأنبا نيقولا أنطونيو مطران الغربية وطنطا للروم الأرثوذكس المتحدث الرسمي للكنيسة في مصر، بتصريحات حول العبارات التي تتحدث عن الله بشكل “جسمي”.
قال الأنبا نيقولا أنطونيو، الوكيل البطريركي للشؤون العربية، في بيان الأربعاء، عبر حسابه الرسمي بفيسبوك: «إن كنّا نرى، في الكتاب الإلهي، الكثير من المقولات ترمز إلى الله بصورة جسمية أكثر منها روحية، فيجب أن نعلم، نحن البشر لابسي هذا الجسد الكثيف، أنه لا يمكننا أن نفهم أفعال اللاهوت الإلهية، السامية، اللامادية، ولا أن نعبّر عنها إلا إذا استعملنا الصور والأمثال والرموز المختصة بنا وعليه كلّ ما يُقال في الله بصورة جسمية إنما يُقال بصورة رمزية، ومعناه أسمى من ذلك، لأن الإله بسيط ولا شكل له».
وأضاف: «إذاً يُراد "بعيني الله ونظره" قوته المشرفة على الكل ومعرفته التي لا خفيَّ أمامها، ذلك لما يحصل لنا من أكمل المعرفة واليقين بواسطة هذه الحاسّة، ويُراد "بأذنيه وسمعه" تعطّفه واستجابة سؤالنا، لأننا نحن أيضاً -بواسطة هذه الحاسة نفسها- نُؤخذ بالعاطفة فنُصبح أكثر استعداداً لنميل بأُذننا نحو من يتوسّلون إلينا، ويُراد "بفمه وكلامه" إعلان مشيئته، لأننا نحن أيضاً نُدلي بالفم والكلام عن مكنونات صدورنا، ويُراد "بشمه" إعلان فكرنا إليه، وعلى مثال حاسة الشم نفسها عندنا يحصل قبول رائحة فكرنا العطرة لديه، ويُراد "بوجهه" إعلانه تعالى وظهوره بأفعاله، كما يتم ظهورنا في وجهنا».
وتابع: «ويُراد "بيديه" فاعليّتُه في عمله، لأننا نحن أيضاً ننجز بأيدينا نفسها أفيد أعمالنا وأكثرها كرامة، ويُراد "بيمينه" إغاثتنا في الصالحات، لأننا نحن أيضاً نستعين بيميننا، خاصة في الأعمال الأكثر شرفاً وكرامةً والمتطلبة قوةً أعظم من غيرها، ويُراد "برجليه ومشيه" مساعدة المحتاجين وردُّ الأعداء وأيُّ عمل آخر يقتضي مجيئاً وحضوراً، لأننا نحن أيضاً ننتقل بواسطة رجلينا للمجيء، ويُراد "بالحلف" ثبات عزمه، لأننا نحن أيضاً نُثبت بالحلف عهود بعضنا مع بعض».
وأردف: "ويُراد "بغضبه وغيظه" بغضه الشر ونفوره منه، لأننا نحن أيضاً نبغض ما يضادُّ رأينا فنغضب، ويُراد "بنسيانه" تأجيله الانتقام من الأعداء وإبطاؤه في منح الإغاثة الاعتيادية لأخصائه، وباختصار الكلام، إن كل ما يُقال في الله بطريقة جسمية يتضمن فكرة خفية ترشدنا ممّا فينا إلى ما يفوقنا. عدا ما يُقال في مجيء الله الكلمة بالجسد، فإنه هو نفسه قد اتخذ- لأجل خلاصنا- الإنسان كلّه، نفسه العاقلة وجسده وخصائص طبيعته البشرية، الآلام الطبيعية البريئة من اللوم.