العثور على مخطوطات رواية رحلة فى أقاصى الليل للكاتب الفرنس لويس فرديناند
قال الناقد الجزائري بوداود عميـّـر، عبر منشور له بحسابه علي موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، صحيفة لوموند، في عددها الصادر اليوم، أعلنت عن عثورها على آلاف المخطوطات المسروقة من الكاتب الفرنسي "لويس فرديناند سيلين"، مخطوطات لا تقدر بثمن لروايته الشهيرة "رحلة في أقاصي الليل" ، وروايات أخرى نشرها، وأيضا مقالات وروايات أخرى لم ينشرها.
وتابع بوداود عميـّـر موضحا: ستستعرض "لوموند" تفاصيل حصولها على المخطوطات وقيمتها الأدبية الكبيرة، التي تصفها بأنها "واحدة من أعظم الاكتشافات الأدبية خلال العقود الأخيرة".
تقول "لوموند" التي خصصت لهذا الحدث الأدبي ثلاث صفحات كاملة، بالتفاصيل والصور: "ستون سنة بعد رحيله، هناك في قبره لا شك سيشعر سيلين بالسعادة، بضربة قدر مستحيلة، وسيتذكر صيحته التنبؤية "أريدهم أن يعيدوا لي مخطوطاتي".. نعم لقد استعاد مخطوطاته".
للإشارة يعتبر الكاتب الفرنسي لويس فردينان سيلين (1894-1961) أحد كبار الروائيين الفرنسيين في القرن العشرين، لكنه محارب في بلده فرنسا، بسبب اتهامات الخيانة، وبسبب كتاباته المعادية لليهود. كما تعتبر روايته المهمة: "رحلة في أقاصي الليل"، واحدة من روائع الأدب الفرنسي والعالمي.
وأردف "بوداود عميـّـر": في سنة 1944، فرّ الكاتب الفرنسي سيلين من فرنسا نحو ألمانيا، ثم إلى الدنمارك. كان مواطنون يبحثون عنه لإعدامه، بتهمة الخيانة والتعامل مع ألمانيا النازية. ترك كل شيء من ورائه. سرعان ما اقتحم مجهولون- قيل حينها أنهم لصوص- سرقوا جميع أغراضه واستولوا خاصة على آلاف النسخ من مخطوطات أعماله الأدبية، لم ينشر أغلبها. عبثا كان يستجدي ويصرخ ويطالب باسترجاع مخطوطاته الثمينة، لكن لم يكن أحد يصدقه.
مات سنة 1961، وفي قلبه غصة على ضياع مخطوطاته كما اعترف أقاربه. أيام قليلة فقط قبل وفاته كتب في حسرة: "لقد أخذوا كل شيء، سرقوا مني كل شيء، أخذوا معهم كل شيء.. آه.. أريدهم أن يعيدوا لي مخطوطاتي..."
وفي مقدمته لرواية "رحلة في أقاصي الليل"، يقول الكاتب الفرنسي لويس فرديناند سيلين: الأرتحال هو جدٌ مفيد... يحرك الخيال، وليس الباقي كله إلا صنوفًا من الإحباط ومن الإعياء، رحلتنا نحن هي كلها خيالية، هاكم قوتها، أنها تمضي من الحياة إلى الموت، البشر والحيوانات والمدن والأشياء، الكل من نسج المخيلة، رواية هي تلك، إن هي إلا حكاية خيالية، يقولها معجم ليتريه الذي لا يخطئ قط! ثم أولًا فإن في مقدور الجميع أن يأتوا بمثلها: يكفي إغماض العينين. إنما ذا هو على الجانب الأخر من الحياة.
تدور أحداث هذه الرواية حول سيرة كاتبها الذاتية بوجهيها الواقعي والنفسي، وبتجربته الشخصية في إدراك واقع عصره، والإنطلاق منه إلى تأمل وضع البشرية، كما تتميز بثورتها الأسلوبية والجمالية، حيث كتب الكثير عن أسلوب سيلين ضمن النزعة العدمية، ورأى (برناتوس) بأن عدمية سيلين منحازة للفقراء، ورأى آخرون أن الثورة الحقيقية للثقافة الفرنسية تعيش وتحلق وتتدفق من خلال أسلوب سيلين.