كاتب تونسي: جماعة الإخوان كانت راعية الفساد ومنبع الإرهاب في تونس
وصف الكاتب التونسي الحبيب الأسود، القرارات التي اتخذها الرئيس قيس سعيد للحد من نفوذ الإخوان وإسقاط آخر حصن لهم في البلدان العربية "حركة النهضة" بأنها "دستورية وصححت المسار السياسي للبلاد" ، مضيفا أن تحركاته الأخيرة قوبلت بتفاهم ودعم واسع على المستوى الدولي.
واعتبر "الأسود"، في مقاله بصحيفة "آراب ويكلي" البريطانية، أن حركة "النهضة" الإخوانية بتونس لم تفشل في الحكم فحسب، بل كانت راعية للفساد وتسببت في إلحاق الضرر بالبلاد ونشر الفكر المتطرف، مضيفا أن البرلمان التونسي الذي كان يترأسه الإخوان كان "مصدرا للفتنة وحاضنا للعنف، وراعيًا للفساد والإرهاب".
وأكد أن حكومة "النهضة" كانت تسعى لتقويض مصالح تونس الإقليمية والدولية باسم الحرية والديمقراطية، مشيرا إلى أن هذا كان سبب ادعى لأن يراقب المجتمع الدولي تحركات "سعيد" دون توجيه أي إدانة له، قائلا أنه "عندما قرر الرئيس تغيير الواقع وتصحيح المسار السياسي، التقى بتفاهم دولي، حتى لو لم تعرب بعض الدول عن دعمها العلني، فقد عرضت دعمها الصامت، والصمت يعني القبول والإذعان كما يقول المثل العربي".
"الإخوان" كانت قد بدأت بالفعل في الاستعداد للإطاحة بالرئيس
ويكشف الكاتب التونسي عبر مقاله، عن الجانب الخفي من الأزمة في تونس، حيث قال إن حركة النهضة قد بدأت بالفعل في الاستعداد للإطاحة بالرئيس، والانقلاب عليه، قبل أن ينجح هو في الإطاحة بهم وكبح نفوذهم وأطماعهم في السلطة.
وأضاف: "شرعت النهضة بالفعل في مسار المشاورات القانونية والدستورية والاستعداد للإطاحة بالرئيس مستندا إلى المادة 88 من الدستور، ولكن المشروع واجه صعوبات كبيرة بسبب غياب المحكمة الدستورية، فضلاً عن عدم القدرة على ضمان أغلبية مؤيدة للثلثين في البرلمان".
َوتابع: "كان الإخوان تبحث عن طريقة للإطاحة بالرئيس قيس سعيد، بناءً على حجتهم بأنه لم يعد هناك أي احتمال للاستمرار في التعايش معه، ولقد تحولت محاولات الاستخفاف بالرئاسة والتقليل من دورها والاعتداء على سمعة الرئيس والتلاعب برموز المنصب الذي يشغله إلى أحد الأهداف الرئيسية للبرلمان، من خلال الذراع العنيف لحركة النهضة، تحالف الكرامة".
واستطرد قائلا: "امتدت الاعتداءات على الرئيس من وسائل التواصل الاجتماعي إلى الصحافة بما في ذلك وسائل الإعلام العامة، حيث تضمنت الحرب على الرئيس الإضرار بعلاقات تونس الخارجية، بما في ذلك علاقاتها مع الدول العربية والأجنبية التي لم يقدّرها الإخوان".
قرارات سعيد أنقذت الإخوان من غضب شعبي كبير ضدها
وأكد الكاتب أن قرارات سعيد يوم الـ25 من يوليو بتعليق عمل مجلس النواب ورفع الحصانة الدستورية عن جميع أعضائه وحل الحكومة بأنها دستورية وأنقذت جماعة الإخوان من الغضب الشعبي الهائل ضدها، وعلاوة على ذلك، سمحت له في نفس الوقت بإطلاق الإصلاحات التي شعر الشعب بالحاجة الشديدة إليها.
ولفت إلى أن تلك القرارات كانت استجابة للاحتجاجات الشعبية التي غطت أرجاء البلاد، ولم تكن تحت أي مظلة سياسية، حيث كان غضب المتظاهرين موجهاً لحركة النهضة بعينها وكانوا ينادون بالإطاحة بها، ملقيا باللوم عليها في جميع الأزمات التي واجهتها البلاد سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أو صحية.
وشدد على أن ذلك كان سببا وجيها للغاية لشرعية القرارات التي اتخذها سعيد، الاستاذ والخبير في القانون الدستوري، كما انه أدى إلى انقسام أعضاء جماعة الإخوان بشكل حاد وحدوث انشقاقات داخلية هددت شعبية التنظيم.