وزراء الأوقاف يشيدون بتجربة الإفتاء فى التعامل مع التطورات الرقمية
أعرب الدكتور يوسف بلمهدي، وزير الشئون الدينية والأوقاف بالجزائر، خلال مؤتمر دار الإفتاء المصرية، عن سعادته بمشاركته في هذا المحفل العالمي، مضيفًا أنه برغم ظروف كورونا إلا أنه لم يحتجب عن المشاركة في هذا المؤتمر العالمي.
وأضاف أن أمتنا مدعوة إلى أن تتكاتف جهودها، وأن نحمل الخطاب الذي يزيل التطرف، والحروب الافتراضية، ولذا فينبغي علينا أن نتكاتف في جهودنا حتى تكون الهواتف الذكية موجهة للرأي العام، كما ينبغي أيضًا أن نشيع الفضيلة في مجتمعاتنا.
واختتم كلمته بعرضه تجارب الدولة الجزائرية في التعامل مع التطورات الرقمية وعلاقتها بالفتوى والفقه وتواصله مع الخبراء المتخصصين.
من جانبه، قال الدكتور نصر الدين مفرح، وزير الشئون الدينية والأوقاف السوداني، إن الرسول أكد أن العلماء هم ورثة الأنبياء، وأقول دوما أن بالعلم تحيا النفوس وتتغذى الأرواح وتتحقق المعرفة، فالعقل هو جوهر الإنسان وهو جوهر التكليف.
وأضاف أن مراحل تطور الإنسان آية من آيات الله تبارك وتعالى، وهذه الآية هي ميزة من مميزات الله على سائر مخلوقاته، ومع تطور الحياة تطورت حركة الفكر فكانت اكتشافات البحث العلمي لتسهيل حركة الحياة وليس أدل على ذلك من التحول الرقمي الكبير في العالم أجمع.
وتابع مفرح: أقول لدار الإفتاء لقد أفلحتم في اختيار موضوع هذا المؤتمر غير التقليدي وهم هام لاستفادة العلماء من التقنيات والمساعدة على الانتشار، فإن هذه التقنية تسهل على علمائنا سرعة التواصل للاتفاق على الأهداف والمقاصد ومعرفة فتاوى الفروع، مما يسهم في زيادة الوعي في الفتوى حسب اختلاف الزمان والمكان والبيئة.
كما أوصى بضرورة التوجه إلى الاستفادة من الرقمنة في الإفتاء الجماعي فيما يخص أمتنا الإسلامية وفى الاتفاق على المقاصد والكليات بما يجلب المصلحة، وكذلك للحاجة إلى الفتوى الجماعية في هذا العصر، مشددًا على أن التقنية الرقمية تزداد أهميتها لمواجهة القضايا الملحة مثل التطرف والإلحاد والمواطنة، وكذلك جائحة كورونا التي أثرت على المجالات شتى.
وبدوره، قال الدكتور سعيد حميد كمبش، رئيس الوقف السني بالعراق، في المؤتمر العالمي لدار الإفتاء: «أنا قادم إليكم أحمل سلامًا من مآذن جامع الإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان إلى مآذن الجامع الأزهر إلى نهر النيل العظيم، ومن بغداد الرشيد إلى قاهرة المعز، ومن أنوار جامع الشيخ الجياني إلى أنوار سيدنا الحسين، ومن عراق الحضارات إلى مصر أم الدنيا».
وأضاف: «اسمحوا لي ابتداء أن أنقل إليكم أصدق التحيات من بلدي العراق، حكومة وشعبا، وأنا أقدم لكم خالص احترامي واعتزازي على دعوتي متحدثا في هذا المؤتمر في إطار أسرتنا الإسلامية الواحدة. ويغمر قلبي السرور، أنا أقف في مصر الكنانة التي ذكرها الله في كتابه في أربع وعشرين آية تكفي للتدليل على عراقة شعبها الأصيل، فقد جئتكم من بلاد الأنبياء والصحابة بلادي الصديقين والصالحين والأولياء والأتقياء والشهداء والأطهار وأولي العزم والكرامات، حيثما رسم المقاتل العراقي في الحرب على التكفير ملحمة انتصار عظيمة لم يكتبها ألف شاعر ولا بلاغة عربية ولا بيان ولا ألف ديوان حماسة».
ولفت إلى أنه عند العودة إلى الأصول الأولى للإسلام نجد أنه لم تكن رسالة النبي العظيم محمد صلى الله عليه وسلم مقتصرة على الدعوة الدينية فحسب بل كانت ترسم منهاجًا لسلوك أفراده، ولم يكن هذا التنظيم الاجتماعي العظيم صالحًا فقط لجماعات وأفراد بل كان صالحًا للبشرية جمعاء.