أحدهم أنقذه من طعنة السكين.. تفاصيل عن صداقات نجيب محفوظ أديب نوبل
ذكر الكاتب الصحفي إبراهيم عبد العزيز، أن هناك الكثيرين ادعوا أنهم أصدقاء لأديب نوبل الروائي الكبير نجيب محفوظ، ولكنه اختص بالذكر صديقين فقط كانا الأقرب إلى أديب نوبل.
يقول إبراهيم عبد العزيز: “كثيرون يدعون صداقة نجيب محفوظ، ولكنني أعرف أن له صديقين حميمين، أولهما فى شبابه وهو دكتور أدهم رجب، والآخر دكتور فتحي هاشم. أما أدهم رجب فقد كان نجيب محفوظ يسر له بكل شئ حتى أمراضه الخاصة جدا، وقد أعطاني دكتور أدهم مجموعة كبيرة من صور وخطابات صديقه محفوظ إليه عندما كان يدرس أدهم الطب فى الخارج، وفيها يحكي له محفوظ تفصيلات حياته اليومية والوظيفية بكل أريحية وصراحة”.
يضيف عبد العزيز: “أتذكر أنني كنت أعد ملفا خاصا بمناسبة عيد ميلاد محفوظ، ذهبت إلى ”أدهم”، ولم يطمئن لي إلا بعد أن تحدث مع نجيب محفوظ، وقال له عني كلاما طيبا، وأصبحنا أصدقاء مع فارق السن الكبير، وحكي لي كثيرا من أسرار صديقه محفوظ مما لا يعرفه أحد سواه، وقد تعجبت كيف أننا لا نراه ضمن من يجلسون حول محفوظ فى ندواته، فقال لي إن “كثيرا ممن يلتفون حول محفوظ ويدعون صداقته والقرب منه، لم يعرفوه إلا بعد حصوله على نوبل”، ولذلك كانوا يتقافزون على أكتافه للتصوير والشهرة، ولهذا ابتعد عن هذه الأجواء المسممة الادعاء والنفاق، ولكن صلته لم تنقطع به“.
ويواصل: أما الصديق الآخر المخلص لنجيب محفوظ فهو دكتور فتحي هاشم، الذى أنقذه من طعنة السكين الغادرة وهو يركب معه سيارته، ولأنه طبيب فقد وضع يده على مكان الجرح حتى لا ينزف، وقاد سيارته باليد الأخرى حتى وصولهما إلى المستشفى، ولولا ذلك لحرمنا من نجيب محفوظ 12 سنة مد الله بها عمره بعد أن كتبت له النجاة على يد هذا الصديق المخلص الذى لم يحاول استغلال هذا الفعل النبيل ليحقق شهرة يستحقها، بل ظل قانعا بقربه من نجيب محفوظ فى الظل، مستمتعا بصحبته، ولكن للأسف الشديد حرم هذا الصديق النبيل من زيارة نجيب محفوظ فى المستشفى فى أيامه الأخيرة لسوء فهم من زوجة نجيب محفوظ التى قرأت خبرا في إحدى الصحف مفاده أن هاشم هو الذي أسرع به إلى المستشفى بعد مرضه الأخير.
يكمل: “هنا غضبت زوجة محفوظ وقالت: وأين كنا نحن حتى ننتظر فتحي هاشم ليحضر إلينا من شبرا الخيمة -حيث كان يسكن- وقد حققت هذا الخبر، وتيقنت أنه مفبرك، ولا دخل لهاشم به، وحاولت أن أشرح للسيدة عطية الله زوجة محفوظ الأمر، ولكنها للأسف لم تقتنع، وأصدرت قرارًا متعجلًا ظالمًا بعدم السماح بدخول دكتور فتحي المستشفى الذى يعالج فيه ”محفوظ ”، وظل الرجل متألما يشعر بالأسى والحسرة لحرمانه من زيارة الرجل الذى أحبه وصار صديقا له، ولم يشفع صنيعه بإنقاذ محفوظ فى أن ينال عطف زوجته التى قست عليه قسوة لا يستحقها هذا الصديق النبيل.