الإعلام الدولى يشيد بتحركات تونس للتخلص من الإخوان
أشاد العديد من التقارير الدولية بقرارات الرئيس التونسي قيس سعيد التي كانت نتاجا للحراك والاحتجاجات الشعبية التي حدثت في 25 يوليو ضد تنظيم الإخوان المتمثل في حركة "النهضة"، داعية تونس إلى السير على خطى مصر التي نجحت في التخلص من الجماعة ومن ثم حققت إنجازات غير مسبوقة.
الثورة ضد إخوان تونس رغبة شعبية
وقال الإعلامي اللبناني خيرالله خيرالله، في مقال نشرته صحيفة “أراب ويكلي” البريطانية، إن الثورة ضد حكم الإخوان في تونس ليس قرارا فرديا من الرئيس التونسي قيس سعيد، وإنما هو مطلب شعبي كما حدث في ثورة 2013 في مصر، عندما أراد الشعب المصري الإطاحة بحكم الإخوان والتخلص من محمد مرسي الذي أثبت فشله في الحكم.
ودعا خيرالله تونس أن تحذو حذو مصر في نهجها وثورتها ضد الإخوان، مؤكدة على أن مصر بعد التخلص من حكم الإخوان وفي حكم الرئيس عبدالفتاح السيسي حققت العديد من الإنجازات المشهودة على المستويين العربي والدولي.
وقال خيرالله إنه كعادة الإخوان، خرجوا رفضا للثورة الشعبية والانتفاضة ضدهم، وهو ما يؤكد أن هذه الحركة وجماعة الإخوان ترفض الاعتراف بانهيار تونس على جميع المستويات والتدهور الكبير في الاقتصاد والمستوى المعيشي للمواطن العادي.
وتابع: "هذه الأحزاب التابعة للإسلام السياسي التي رعتها الإخوان المسلمون تعتقد أن الشعارات يمكن أن توفر الخبز وأن الناس يمكن أن يكتفوا بالحديث عن مستقبل أفضل دون فعل أي شيء لجعل ذلك حقيقة واقعة".
وأكد خيرالله، أن قيس سعيد ليس من تحرك ضد النهضة حيث قاد الرئيس التونسي هذه الخطوة، ولكن الذي تحرك ضد النهضة هو الدولة العميقة في تونس بأجهزتها ومؤسساتها ومجتمعها المدني وشعبها.
وأشار إلى أن حركة النهضة حتى الآن عجزت عن إثارة الشارع التونسي وتحريضه على الإجراءات التي اتخذها الرئيس التونسي الذي انتخب بأغلبية شعبية تزيد على 70%.
وتمر تونس حاليًا بمرحلة انتقالية مهمة للغاية، حيث تعاني من عدد من الأزمات، وفي مقدمة هذه الأزمات الاقتصاد ووباء كورونا، الذي كشف هشاشة وعدم كفاءة حكومة هشام المشيشي، حيث دمر الوباء البلاد.
واكتشف التونسيون أن المشيشي لم يكن سوى أداة استخدمها حزب النهضة لشل مبادرات الرئيس قيس سعيد ومؤسسات الدولة.
وقال خير الله، إن ما يحدث في تونس الان في 25 يوليو2021 يشبه لحد كبير ما حدث في مصر في 30 يونيو 2013.
وأكد أن ما حدث في 30 يونيو 2013 كان ثورة شعبية حقيقية حررت مصر من خطر الإخوان وضيق أفقها والرئيس الراحل المعزول محمد مرسي، الذي كان رجلا محدودا لا يليق بمصر والمصريين.
وقال إن ما حدث في مصر سمح لها بالخلاص، وساد صوت العقل في مصر، وهذا ما يؤكده التقدم الذي تم إحرازه في كافة المجالات منذ عام 2013، حيث نهضت مصر على قدميها وتعافت، وهي عادة مصر القوية.
وأضاف خيرالله: "سيتعين على تونس أن تحذو حذو مصر، سيتوقف الكثير على قدرة مؤسسات الدولة العميقة على السير في نهاية الحالة التي أدت الى تراجع الدولة".
وتابع: “تونس بحاجة إلى استعادة الجانب المشرق من ماضيها، من الواضح أن حركة النهضة لم تكن قادرة في أي وقت على تقديم أي مساهمات إيجابية لتونس، لقد اقتصرت على السعي الخبيث للسلطة، وبالتأكيد فوجئت الحركة الإخوانية بقيس سعيد وعزمه على أخذ زمام المبادرة ووضع حد للفوضى التي أرادت حكومة المشيشي نشرها، حتى يتمكن راشد الغنوشي من لعب دور الحكم بين الرئيس ورئيس الوزراء في كل منهما”.
واختتم مقاله قائلا: "نعم، مصر مثال يمكن لتونس أن تسير على خطاه".
دعوات لبايدن لدعم تونس في مسيرتها لنبذ الإخوان
ومن جهته، طالب أحمد الشرعي، الإعلامي المغربي الشهير ومدير مجلس إدارة مؤسسة “أتلانتيك كاونسل” البحثية الأمريكية والمستشار الدولي لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية وعضو المجلس الاستشاري لمجلة "ناشونال إنترست" في واشنطن، حكومة الرئيس الأمريكي جو بايدن بدعم تونس في مسيرتها نحو الديموقرطية بعد أن نبذت الاخوان.
وأضاف: "لم يؤد الوضع السياسي إلا إلى تفاقم الأزمة في تونس، حيث فشلت حركة النهضة والحكومات الموالية لها في تحقيق أي تقدم في تونس وهو ما دفع الرئيس التونسي قيس سعيد، لاتخاذ قراراته الأخيرة بحل البرلمان التونسي واقالة الحكومة".
وأوضح الشرعي، في مقاله بمجلة "ناشونال إنترست" الأمريكية، أن الاقتصاد هو مصدر آخر للبؤس لتونس فقد انتشر الإحباط في جميع أنحاء البلاد، حيث يواصل المتظاهرون المطالبة بالوظائف والمزيد من الاستثمار وأدى تعليق إنتاج الطاقة والفوسفات إلى الإضرار بالاقتصاد وتعميق الانقسامات الاجتماعية في جميع أنحاء البلاد.
وأردف: "ساهمت حركة النهضة تحت قيادة راشد الغنوشي ورئيس البرلمان التونسي الذي كان يتصرف مثل المستبد بتدمير تونس، رافضًا إفساح المجال لقيادة جديدة، الأمر الذي ساهم في خلق طريق مسدود بين البرلمان و الرئيس التونسي قيس سعيد ورئيس الوزراء هشام المشيشي، كما تراجت الحريات الفردية وسط حضور قوي للسلوك الديكتاتوري الذي يقوده راشد الغنوشي".
وتابع: "لقد تعرضت عبير موسي، رئيسة الحزب الدستوري الحر، للصفع والركل أثناء تصوير جلسة برلمانية على هاتفها المحمول في يونيو الماضي في حادثة تشير على عنف النهضة".
وحذر في مقاله من مصير قاتم إذا لم يتم ‘نقاذ تونس، حيث ستكون أرضية انطلاق مثالية للإرهابيين.
ووفقا للمجلة فمن المتوقع أن تساعد إدارة بايدن تونس، من خلال تسهيل القرض البالغ 4 مليارات دولار الذي يخطط صندوق النقد الدولي لمنحه لتونس، حيث أن الحصول على هذا القرض - مع كل الإصلاحات التي يتطلبها - أمر بالغ الأهمية لضمان عدم انزلاق البلاد إلى الفوضى العامة.
وأرسلت الولايات المتحدة إلى تونس حوالي 36 مليون دولار من المساعدات المتعلقة بفيروس كورونا منذ مارس 2020، بما في ذلك 500000 لقاح من خلال برنامج كوفاكس وأكثر من مليون لتر من الأكسجين لوزارة الصحة، ومع ذلك، يجب أن تستمر إدارة بايدن في استكشاف طرق لإرسال إمدادات طبية إضافية إلى تلك الأرض المحاصرة.
لكن قد تكون هناك حاجة أكثر إلى المساعدة السياسية حيث أظهر الاسلام السياسي المتمثل في النهضة أن لديهم الرغبة في السلطة المطلقة.
النهضة تتخبط وتعيش أضعف حالاتها
وعن أوضاع النهضة الإخوانية، قالت شبكة "يورونيوز" الأوروبية، إن حزب النهضة ممثل جماعة الإخوان في تونس، في خطر حقيقي بسبب الأزمة السياسية الحالية أكثر من أي وقت مضى منذ ثورة 2011.
و قال العديد من المطلعين، إن هناك انقسامات ومباحثات داخلية في الحركة، حول أفضل السبل للتعامل مع الأزمة، كما أكدت مصادر للشبكة الأوروبية أن هناك خلافات غاضبة داخل حزب النهضة ، مما أدى إلى تفاقم الانقسامات القائمة بين مسؤولي الحزب حول استراتيجيته وقيادته.
وقال مسؤول كبير بالحزب تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته: "لا يمكن لأحد أن ينكر وجود خلافات واضحة داخل النهضة، الاختلافات أكثر مباشرة ووضوحًا بعد الزلزال السياسي الأخير".
كما يرى مسئولو الحزب أن خطر الأزمة الحالية بات تهديد وجودي لحركة النهضة.
ووفقا للتقرير الأوروبي، فان هناك حالة من التخبط والجدل الأن داخل الحركة حول كيفية الرد على قرارات الرئيس التونسي قيس سعيد بحل البرلمان وإحالة عدد من قيادات الحركة للتحقيق القضائي، لاسيما وأن هذه القرارات لها تأييد كبير في الشارع التونسي.
وقالت "يورو نيوز"، إن حكم حركة النهضة في تونس ارتبط ارتباطًا وثيقًا بسنوات من الفشل الاقتصادي، مؤكدة على أن شعبية حركة النهضة في تونس تراجعت إلى حد كبير للغاية بسبب سياسات الحركة وتوطها في المشاكل الاقتصادية، كما تراجعت شعبية الحركة لاسيما مع ارتفاع معدلات البطالة وتراجع الخدمات العامة.
ووقعت يوم الأحد الماضي، مظاهرات مناهضة للحكومة على مستوى البلاد دفعت سعيد للتحرك، وقال سعيد إن قراراته منطلقة من المادة 80 من الدستور التونسي.
وقالت "يورو نيوز": "فقد حزب النهضة دعمه بشكل مطرد على مدى العقد الماضي، حيث كان يروج لموقف أيديولوجي متشدد ولذلك فانه الانتخابات حتى عام 2019 عندما لم تحصل النهضة، إلا على ربع المقاعد في البرلمان".
وفي انتخابات رئاسية متزامنة، خسر مرشح حزب النهضة في الجولة الأولى وصادق على سعيد في جولة الإعادة ضد قطب الإعلام نبيل القروي، الذي واجه تهماً بالفساد، وعلى الرغم من دعمه في البداية لرئاسة سعيد، انضم الغنوشي لاحقًا إلى حزب قلب تونس الذي يتزعمه القروي في دعم رئيس الوزراء هشام المشيشي في خلاف مع الرئيس.