«أمنية حققها الدعاء».. قصة شيخ «كفيف» يُبصر بـ«نور القرآن» في أسوان
قال الشيخ محمود إبراهيم محمد درويش، من ذوي الهمم، إمام وخطيب بأحد المساجد بمدينة كوم أمبو، إنه نشأ في أسرة بسيطة وميسورة الحال، ووالده كان يعمل مزارع ويمتلك أرض زراعية.
وأضاف "درويش"، في حديثه لـ"الدستور"، أن أمنية والده كانت أن يكرمه الله بطفل يحفظ القرآن الكريم؛ لأنه كان لديه صديق مقرب له دكتور جامعي كفيف البصر، وطلب منه أن يدعو الله سبحانه وتعالى أن يكرمه بطفل مثله، لافتًا إلى أن والدته كانت تشعر في إحدى الليالي الوترية أنها ليلة القدر، فدعت الله سبحانه وتعالى بنفس الدعوة، وبعدها بمدة 40 يومًا علمت أنها حامل في طفل.
ولفت إلى أنه بعد والدته ''كفيف''، حرص والديه على البحث له عن علاج لعله يرى، لكن أحد الأطباء أخبرهم بعدم المحاولة، مشيرًا إلى أنه بعدها بحث له والده عن شيخ حتى يحفظه القرآن ويحقق أمنيته، حتى قرر أحد الشيوخ تبنيه، ليتم حفظ القرآن الكريم كاملاً وهو في سن 5 سنوات.
وبخصوص تكريمه من رئيس الجمهورية الأسبق، أشار إلى أنه في سن 4 سنوات كان أتم حفظ 25 جزء القرأن الكريم، وشارك في مسابقة ليلة القدر وفاز بالمركز الثاني على مستوى الجمهورية، وكرم من رئيس الجمهورية الأسبق محمد حسنى مبارك، وبعدها شارك في مسابقة عالمية وهو في سن ١١ عامًا، وفاز بالمركز السابع على مستوى العالم، والثاني على مستوى الجمهورية.
وذكر أنه كان متفوقًا خلال المراحل الدراسية، ولديه هدف ويسعى لتحقيقه، ومنذ التحاقه بالصف الأول الابتدائى كان يحصد المركز الأول على مستوى الجمهورية، وعندما وصل إلى مرحلة الشهادة الثانوية، كان هناك فرق درجتين يمنعه من دخول الكلية التي يريدها، ولكن أخبروه أن كلية أصول دين' بمحافظة أسيوط، تناسبه يُقرر الالتحاق بها.
ونوه بأن والده كان يساعده في التنقل قبل وفاته، وبعد التقديم في الجامعه فضل الاعتماد على نفسه كثيرًا، وكان والده يأتي ليزوره من وقتًا لآخر، وكان يعيش في سكن مغتربين برفقة مجموعة من زملائه.
وأشار إلى أنه خلال أيام الجامعة كان يعتمد في استذكار دروسه على شرائط الكاسيت؛ نظرًا لأنه لا يجيد طريقة برايل، وكان يعتمد على سمعه بشكل كبير، وعلى الرغم مواجهته صعوبة بالغة في استخدام الشرائط لأنها تعطل وقت عندما تنقطع أو يتوقف الكاسيت.
وبين أنه كان يتمني أن يصبح دكتورًا جامعيًا، و كان تقديره العام جيد جدًا، ولكن كان هناك عدة معوقات تقف أمامه، وأنه بعدها كان لديه رضا تام في إرادة الله سبحانه وتعالى، وبعدها توجه إلى بلده مرة أخرى والتحق بمعهد القراءات لعدة سنوات، وبعدها التحق بالعمل كأم وخطيب مسجد تابع لإدارة أوقاف كوم أمبو التابعة لمديرية أوقاف أسوان، وذلك في عام ٢٠٠٨، ومازال بنفس مهنته حتى اليوم، بجانب أنه يتوجه لقراءة القرآن الكريم خلال المناسبات بالمحافظات المختلفة أيضًا.
ولفت إلى أنه بدأ في تسجيل القرآن الكريم بالكامل مرتلاً بصوته، و تنزيلها على قناته الخاصة على اليوتيوب، وأنه استطاع الانتهاء من 10 أجزاء، وأنه جار استكمال باقي الأجزاء، منوهًا أنه طموحه أن يستكمل رسالته، ويستطيع الانتهاء من تسجيل القرآن مرتلا.
وأوضح أنه متزوج ولديه 4 أبناء، ويتمنى أن يصبحوا صالحين ومن حفظة القرآن الكريم، وأن جميعهم مبصرين، وزوجته أيضَا، ولم يشعر بفرق أبدًا بينهم، ولديه رضا تام بقضاء الله سبحانه وتعالى.