صلاة أم قصة.. تولستوي عن الموت والخير الذى يكمن في الشر
الموت ليس نهاية المشوار، بل هو بداية لمشوار بلا نهاية ففى حضرة الموت تكون الأسباب كلها مجرد شكليات ، فالله وحده هو الخبير بما لا نعلم، والله لا يريد لنا إلاّ الخير مهما عجزنا عن فهم المقاصد من وراء المصائب.
تلك القصة الفلسفية التى أراد منها تولستوى أن يقول إن الإنسان متعجل يتأله على الله اذا ما إصابته مصيبه ويأخذه عقله القاصر عن الفهم أن الله يظلمه حين أبتلاه، وهو لا يعلم أن الخير يكمن فى الشر أحيانا.
تبدأ قصة صلاة أم، من حديث الطبيب الذى ينظر إلى الطفل الذى لم يتجاوز الثلاثة أعوام وهو طريح الفراش بلا حراك، فينظر إلى والديه ويهز رأسه ٱسفا بأن الطفل يحتضر.
تصرخ الأم الشابة فى وجه الطبيب وتنهره فيخرج الطبيب بينما يضم الزوج زوجته ليهدأ من روعها إلا أنها تنفلت منه وتدخل غرفتها وتتحدث مع الله بطريقه غير لائقة وتسأله لماذا طفلى انا تحديدا؟، ولماذا لم تقبل صلاتى ؟
ثم تعود إلى المربية التى تعظها وتخبرها انا الله هو الخبير بشئون العباد وهو مصرف أمورهم، لم تقتنع الأم الثكلى بكلام المربية ورجعت إلى غرفتها ثم عليها النوم.
فرأت ابنها الصغير معافى يركض يمينا ويسارا ثم رأيته صبيا ثم شابا ثم كهلا ثم عجوزا يأكل ما تبقى على احدى الموائد كان بشعا للغاية استيقظت من نومها ودخلت على ابنها فوجدته قد فارق الحياة ، فبكت ، فقالت لها المربية أنه فى الجنه يا سيدتى لأنه لم يرتكب خطأ واحدا ربما لو عاش فى الدنيا لكان مٱله إلى النار فتذكرت الأم ذاك العجوز الكريه الذى رأته فى منامها فتنهدت وعلمت أن الخير يكمن فى الشر.
تذكرنا قصة صلاة أم للأديب العالمى تولستوى بقصة سيدنا موسى والخضر التى وردت فى سورة الكهف عن قتل الخصر للغلام والتى تبين أن مقاصد النور مختلف عما نراه وأن ظاهر الأشياء ليس كباطنها، والله هو العليم بأمر العباد، وهذا ليس غريبا على تولستوى المثقف والمفكر والفيلسوف .