الحكيم والشعراوى وسجادة الصلاة.. قصة الهدية التى فاجأ الشيخ بها الأديب
تحتفى الأوساط الثقافية خلال شهر يوليو بذكرى رحيل توفيق الحكيم (9 أكتوبر 1898م - 26 يوليو 1987) أحد أبرز رواد الرواية والكتابة المسرحية العربية في تاريخ الأدب العربي الحديث؛ والذى ولد فى محافظة الإسكندرية وتوفي فى القاهرة.
ولتوفيق الحكيم سجالات مع الشيخ محمد متولي الشعراوي بسبب "حوار مع الله" الذي نشره توفيق الحكيم فى جريدة الأهرام، وهي مجموعة المقالات التى جمعها الحكيم في كتاب بعد أن حذف الجزء الحوارى مع الله؛ يرويها الكاتب الصحفي إبراهيم عبد العزيز، منها رفضه إهداء هذا الكتاب للشيخ الشعراوي بسبب سجادة صلاة.
يقول إبراهيم عبد العزيز: أتذكر حينما وقعت مشكلة شهيرة بينه وبين الشيخ محمد متولى الشعراوى بعد «حوارات مع الله» التى نشرها «الحكيم» على صفحات اﻷهرام، أنه جمعها فى كتاب بعد أن حذف الجزء الحوارى مع الله، وطلب منى كعادته أن أهديه لبعض الشخصيات، فطلبت منه بسذاجة أن يهدى نسخة منه إلى الشيخ، فلم يفعل، ولكننى بعدها احتفلت بعيد ميلاد توفيق الحكيم بأن طلبت من بعض اﻷدباء والمثقفين بأن يتوجهوا بسؤال له، وكان منهم الشيخ الشعراوى، فطلب منى فضيلته أن أسأل «الحكيم» عن السجادة التى أهداها له فى المستشفى أثناء المرض، وهو ما فاجأت به «الحكيم» فرد قائلًا: «أبلغه بأننى أعتز بهدية فضيلته وأواظب على الصلاة عليها».
وتابع "عبد العزيز": "أتذكر أنه كانت له ملاحظات على بعض كتَّاب عصره، فمثلًا عندما كتب يوسف إدريس يعيب على زكى نجيب محمود أنه يكتب فى موضوعات فلسفية بعيدة عن اهتمام الناس، قال لى توفيق الحكيم: وما الذى يريده يوسف إدريس؟! هل يكتب له الدكتور زكى نجيب محمود عن أسعار القوطة؟! وحينما طالب يحيى حقى فى حوار أجريته معه بتدشين حملة لإعادة رفات عبدالله النديم من تركيا إلى مصر فى احتفال وطنى كبير، ورحت أسأل توفيق الحكيم عن رأيه فى هذه الدعوة قال لى: دعك من هذا وتعال لنتحدث فى أهم مشكلة تواجه مصر وهى مشكلة التعليم، وبالفعل طالب فى حوار أجريته معه بثورة فى التعليم، ورد عليه وزير التعليم حينها- الدكتور عبدالسلام عبدالغفار- قائلًا: إنه لا يميل إلى كلمة ثورة لكنه يميل إلى كلمة تطوير التعليم، ولم يحدث ثورة ولا تطوير فى التعليم".
تعد مسرحية توفيق الحكيم المشهورة أهل الكهف في عام 1933 حدثاً هاماً في الدراما العربية فقد كانت تلك المسرحية بدايةً لنشوء تيار مسرحي عرف بالمسرح الذهني.
وعلى الرغم من الإنتاج الغزير لتوفيق الحكيم فإنه لم يكتب إلا عدداً قليلاً من المسرحيات التي يمكن تمثيلها على خشبة المسرح فمعظم مسرحياته من النوع الذي كُتب ليُقرأ فيكتشف القارئ من خلاله عالماً من الدلائل والرموز التي يمكن إسقاطها على الواقع في سهولة لتسهم في تقديم رؤية نقدية للحياة والمجتمع تتسم بقدر كبير من العمق والوعي.