«معارك العمران».. كتاب لـ سمير غريب يوثق دوره في الحفاظ على الطرز والمباني التاريخية
صدر حديثا كتاب "معارك العمران"٬ عن دار رؤية للنشر والتوزيع٬ والذي يتضمن شهادة كاتبه سمير غريب الشخصية والموثقة على بعض مما جرى للعمران في مصر خلال 10 سنوات٬ خلال رئاسته للجهاز القومي للتنسيق الحضاري، في الفترة من 2004 وحتى 2014.
ويقدم الكتاب توثيق لبعض المعارك التي خاضها مؤلفه للحفاظ على الطرز والمباني المعمارية دون تغيير لتحتفظ بصورتها التاريخية.
ومن بين الأمثلة على المشروعات التي احتفظت برونقها المعماري التاريخي الذي تأسست عليه٬ واجهات محطة مصر.
وقال غريب: «نجح الجهاز في إنقاذ واجهات المبنى التراثي والتاريخي لمحطة السكة الحديد الأقدم في مصر بميدان رمسيس. حافظنا على شكلها وخاماتها٬ وعدم فتح واجهات لمحلات تجارية على هذه الواجهات كما كان مصمما لها في مشروع وزارة النقل. خضت من أجل الحفاظ على واجهات المحطة معركة مع وزراء النقل المتعاقبين وأولهم المهندس "محمد منصور" وكان رجلا محترما. لكن الأسوأ أني خضت معركة ضد استشاري المشروع لدى وزارة النقل. الأسوأ لأن هذا الاستشاري كان مركزا علميا يتبع وزارة الهندسة بجامعة الإسكندرية. فهذا المركز لم يبد أي تفهم للوضع التراثي والمتميز لمحطة السكك الحديدية الأولى والأقدم في العالم العربي. لم ينفذ الاستشاري ولا وزارة النقل مطالب الجهاز ولم يستجيبا لملاحظاته حول الكارثة التي نفذوها داخل المحطة والتي غيرتها تماما».
وأضاف: «لم يكن القانون معي في هذه الحالة لأن دور الجهاز هو تحقيق القيم الجمالية في الفراغ العمراني، لا بد أن أتذكر هنا بكل خير الدكتور عبد العظيم وزير محافظ القاهرة وقتها الذي وقف معي بقوة للحفاظ على واجهات المحطة. طلبت منه أكثر من مرة إيقاف أعمال التجديد بالواجهات. صرح بالفعل إلي الصحف بأنه أوقف الأعمال٬ لكن الأعمال لم تقف فكتبت له مرة أخري في 22 فبراير 2009 مذكرا بأن في هذه الأعمال (تعد صارخ على هذا المبنى التراثي المتميز معماريا٬ ولما يمثله سلوك المسئولين عن هذا العمل من تحد وإصرار على مخالفة القانون وتخريب التراث المصري)، كما جاء بخطابي في ذاك التاريخ. الغريب أن هيئة السكة الحديد بدأت مشروع تجديد المحطة دون الحصول علي ترخيص من الحى؟ رد المحافظ بأن أرسل لي صور ثلاثة خطاطات منه إلى وزير النقل المهندس محمد منصور مذكرا إياه بأنه سبق للمحافظة عند بدء الأعمال في المحطة إخطار هيئة السكة الحديد والشركة القائمة بالأعمال بضرورة إيقافها إلي حين وضع خطة عمل يتفق عليها الجميع ويصدر بها ترخيص من الحى المختص».
وأوضح غريب: يشار إلي أن الهيئة أو الشركة لم يلتزم أي منهما بالإيقاف مما دعا السيد رئيس جهاز التنسيق الحضاري إلى إرسال عدد من الخطابات وآخرها الخطاب المرفق بشأن طلب التأكيد على أهمية إيقاف الأعمال. وتأمل المحافظة في إصدار كريم توجيهاتكم إلى هيئة السكة الحديد والشركة القائمة بضرورة إيقاف الأعمال" كما جاء بخطابه إلي الوزير. بالفعل تم إيقاف الأعمال وتم عقد اجتماع لجميع الأطراف حضرته مع المحافظ وعدد من زملائي في الجهاز اتفقنا فيه على الالتزام برأي الجهاز فيما يتعلق بالحفاظ على واجهات المحطة٬ وأبدينا فيه اعتراضنا على مشروع الهيئة داخل المحطة٬ وكان من حق الحي عدم إصدار ترخيص لهذه الأعمال لكن هذا لم يحدث».
وتابع: «ثار كثير من المعماريين على التشويه الذي قامت به وزارة النقل في محطة مصر التاريخية٬ ووصل الأمر إلي أن رفعت صديقة لي هي الدكتورة "جليلة القاضي" قضية في المحكمة اختصمتني فيها شخصيا مع المسئولين عن هذا التشويه وتعجبت عندما جاءني إنذار علي يد محضر٬ فقلت لنفسي: حتى أنت يا بروتس».