في رسالة تحذيرية.. مجتمع أورومو في مينيسوتا يحذرون أبي أحمد من الحرب باثيوبيا
بعث ثلاث صحفيون إثيوبيون برسالة مفتوحة إلى رئيس الوزراء أبي أحمد، يحذرونه فيها من تداعيات الحرب التي شنها في تيجراي و يدعونه فيها إلى لنبذ العنف والكراهية العرقية والسير فى طريق السلام وكسر الحلقة المفرغة للحرب، مشيرين إلى أن فوزه في الانتخابات التشريعية الأخيرة إذا لم يقترن بالتسوية نحو توافق وطني من أجل السلام، يمكن أن ينتج انقسامات اجتماعية غير مرغوب فيها.
وأوضح الصحفيون، وهم عبد اللطيف ديرة، أحمد حسن، إيمانويل يرادو، من عرقية أورومو ويقيمون في ولاية مينيسوتا بالولايات المتحدة الأمريكية، في الرسالة التي نقلها وترجمها موقع فارودي روما الإيطالي، أن أبي أحمد يبعد عن خطاب السلام ولا يريد أن يطبق مبادئ الحوار والتفاهم والأخوة بين أبناء وطنه.
وقالوا في رسالتهم موجهين حديثهم إلى رئيس الوزراء الإثيوبي "إن المصالحة والتسوية نحو توافق وطني من أجل السلام لا تعني الاستسلام، بل إنه عمل نبيل يمكن أن يضمن السلام الدائم ويسرع طريق الازدهار".
واستنكر الصحفيون ما صرح به أبي أحمد خلال جلسة برلمانية عقدت في الخامس من يوليو الجاري، حيث قال "إن حكومته قادرة على حشد ملايين الشباب للقتال"، واعتبروها أنها بمثابة رسالة للحرب وليس السلام، قائلين “لن يكون هذا قرارًا حكيمًا، وبالطبع لن يعطي النتائج المرجوة”.
وأضافوا في خطابهم لأبي أحمد: "بدلاً من ذلك، اسلك طريق السلام والتسامح والتضامن، اكشف عن فضائل فلسفتك الحقيقية كقائد سياسي، البلد بحاجة ماسة إليك للعودة إلى طريق بناء توافق في الآراء لإعادة توحيد البلاد، لذلك هناك حاجة إلى حوار وطني عالمي يتضمن أصواتًا ووجهات نظر مختلفة، ما يمكن أن يكون نقطة انطلاق جيدة لوقف الصراع".
وتابعوا: "عندما أصبحت رئيسًا لوزراء إثيوبيا في أبريل 2018، كانت عائلاتنا في حالة حرب مع الدولة الإثيوبية، وبالنسبة للكثيرين منا، مرت إثيوبيا بحالة صدمة واحتلال وألم عبر الأجيال. كنا نعتقد أنك ستكون القائد الذي سيغير مصير شعبنا في إثيوبيا للأفضل، ولكن إثيوبيا تمر بأوقات حرجة في الوقت الحالي، ولا بد من وضع حد للنزاع العرقي وتقديم يد المصالحة والسلام وليس العنف".
واستكملوا “ المصالحة لا تجعلك عرضة للخطر، بل تجعلك من ضمن قادة السلام المحترمين، فطريق السلام يقدم أكثر مما يسلب أنقذ الأرواح والأجيال القادمة من السقوط في الجحيم الحي، من العنف والفقر إذا سرت في طريق السلام ، فإن شعبنا بالتأكيد سيحصد ثماره من حيث الاستقرار والازدهار”.
ولفتت الرسالة إلى أن لجوء أبي أحمد للتدخل العسكري لن يحل الصراع الدائر في إثيوبيا، واعتبرته أنه نهج قصير النظر يدمر الأرواح وسبل العيش، ويخلق اضطرابات اجتماعية منهكة تقييد الأجيال في ظلام الحرب والفقر".
وتابع كاتبو الرسالة موجهين حديثهم لـ أبي أحمد: “مهما كانت الاختلافات الملحوظة التي قد تكون لديك مع خصومك، فإن النتائج المرغوبة طويلة الأمد لن تتحقق عسكريا أو عن طريق الحبس الجماعي، ولكن الحوار سيفعل ذلك، امنح طريق السلام فرصة، إذا كنت بالفعل تستحق جائزة نوبل للسلام”.
ودعت الرسالة في نهايتها رئيس الوزراء الإثيوبي إلى العفو عن السجناء السياسيين القابعين في السجون لتسهيل الحوار الوطني الشامل، و"لمنح فرصة لملايين من الشباب العيش في مستقبل أفضل"، وتابعت أن “المعاناة والفظائع التي لا يمكن تصورها في تيجراي تتطلب حلاً سلميًا بشكل عاجل، وسيتضمن هذا مستقبلًا حيث ستعلم أجيال من الإثيوبيين بفخر وتعلم تاريخ بلدنا في حل النزاعات بدون فوهة البنادق”.
واختتمت الرسالة "بلدنا أمامه مستقبل عظيم. لا يستطيع تحمل النزاعات، أوقفه بأي ثمن".