تزعزع استقرار إثيوبيا.. وسائل إعلام كبرى تنتقد انتهاكات آبى أحمد فى تيجراى
انتقدت عدة وسائل إعلام كبرى الانتهاكات التي يقوم بها رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في إقليم تيجراي الذي يشهد مجاعة كبيرة وعمليات اغتصاب وقتل وخطف من قبل القوات الإثيوبية في حق المدنيين.
وترصد “الدستور” في التقرير التالي أبرز ما جاء فيها:
معهد أمريكان إنتربرايز
قال مشروع رصد التهديدات الخطيرة "Critical Threats Project"، التابع لمعهد أمريكان إنتربرايز "American Enterprise Institute"، إن الحرب الأهلية في تيجراي شمال إثيوبيا آخذة في الانتشار وتشكل خطرًا جسيمًا على استقرار البلاد ومنطقة القرن الأفريقي بأكملها، معتبرا أن الوضع الانساني في تيجراي شمال البلاد "خطير ومخيف للغاية" بسبب انتهاكات حقوق الانسان التي ترتكبها قوات آبي أحمد في الإقليم المشتعل.
ولفت المشروع في تقريره نصف الشهري عن الديناميات الأمنية والسياسية في افريقيا، إلى أن أزمة إثيوبيا تنتشر إلى ما بعد إقليم تيجراي، حيث أمتد الصراع إلى منطقة عفر المجاورة، بعد أسابيع من استعادة قوات تيجراي العاصمة الإقليمية "ميكيلي" من القوات الفيدرالية الإثيوبية.
وأضاف أن الأزمة من شأنها أن تعطل الاقتصاد الإثيوبي بشدة إذا سيطرت قوات تحرير تيجراي على الطرق الرئيسية وخطوط السكك الحديدية في إقليم عفر التي تربط إثيوبيا بالبحر عبر جيبوتي المجاورة، مشيرًا إلى أن الصراع يؤجج بالفعل أزمة إنسانية حادة في شمال إثيوبيا.
وتابع: "من شأن الصراع الواسع النطاق والمستمر في إثيوبيا - موطن ثاني أكبر عدد من السكان في إفريقيا - أن يخلق فرصًا للجماعات الإرهابية، بما في ذلك حركة الشباب الصومالية، التي حاولت وفشلت إلى حد كبير في الحصول على موطئ قدم في إثيوبيا في الماضي"، لافتًا إلى أن الأزمة تأتي في الوقت الذي تشن فيه حركة الشباب هجمات في الصومال وتسعى للاستفادة من الخلل السياسي المستمر في ذلك البلد.
وكالة بلومبرج
ومن جهتها، قالت وكالة "بلومبرج" الأمريكية، إن اتساع نطاق الصراع في إثيوبيا أدى إلى نزوح وتشريد عشرات الآلاف من المواطنين بعد أن توسع الصراع المسلح في منطقة تيجراي ليشمل مناطق أخرى في ولاية عفر المجاورة، وفقًا لما نقلته عن مسؤول حكومي، مضيفًا أن الأزمة تسببت أيضًا في تدهور اقتصاد البلاد ونقص الإنتاج بشكل كبير.
ولفتت الوكالة إلى أن العنف المسلح في شمال إثيوبيا أجبر 54 ألف شخص على الفرار من ديارهم في ولاية عفر، إلى جانب نزوح أكثر من مليوني شخص منذ بداية اندلاع الحرب في تيجراي في نوفمبر الماضي.
ونقلت الوكالة عن أحمد كالويتا، المتحدث باسم منطقة عفر، قوله "استولت الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي على مناطق يالو وجولينا وأورا بالكامل ونزح أكثر من 54 ألف شخص من هذه الأماكن"، مضيفًا "تحاول الحكومة الإقليمية إعادة توطين هؤلاء النازحين داخليًا".
وذكر "كالويتا" إن قوات الدفاع الوطني الإثيوبية والقوات الخاصة العفارية والميليشيات شنت قتالًا مشتركًا ضد التيجرايين في المناطق التي تقدمت فيها قواتهم.
وتابعت بلومبرج: "بدأ الصراع في تيجراي عندما أمر آبي أحمد بتوغل انتقامي ردًا على هجوم على قاعدة للجيش الفيدرالي من قبل القوات الموالية للحزب الحاكم المنشق في المنطقة، وأدى العنف إلى مقتل الآلاف، وحذرت الأمم المتحدة من أن أكثر من 900 ألف شخص على شفا مجاعة."
وأشارت إلى أن برنامج الغذاء العالمي علق عملياته في تيجراي هذا الأسبوع بعد أن تعرض إحدى قوافله لإطلاق النار، وقالت كلير نيفيل المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي في إثيوبيا إن تسع شاحنات وسيارة خفيفة تعرضت للهجوم في 18 يوليو في منطقة عفر.
مجلة فورين بوليسي
وفي السياق، أكدت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، انه لم يكن لدى رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد سوى القليل من الوقت للاحتفال بالفوز الساحق لحزبه في الانتخابات المشكوك في نزاهتها، حيث احتفل قوات جبهة تحرير تيجراي بفوزهم.
وبعد أسبوعين من استعادة العاصمة ذات الأهمية الاستراتيجية والنفسية لمقاطعة تيجراي، ميكيلي، بدأ القتال ينتشر في المقاطعات المجاورة.
وقالت جبهة تحرير شعب تيجراي إنها تستهدف ميليشيات الأمهرة المتحالفة مع الحكومة، مع امتداد القتال إلى منطقة عفار المجاورة.
ويقبع المئات من قوات الدفاع الوطني الإثيوبي الآن كأسرى حرب في تيجراي.
وأفادت تقارير بأن أتباع عرقية تيجراي في أديس أبابا أُجبروا على ترك وظائفهم وأعمالهم، مع اعتقال بعضهم لحملهم بطاقات هوية صادرة من تيجراي.
شبكة سي إن إن
أما شبكة سي إن إن الأمريكية فأشارت إلى توسع الصراع المستمر منذ ثمانية أشهر في تيجراي إلى منطقة لم يصلها من قبل.
وبحسب الشبكة فقد قال أحمد كولويتا المتحدث باسم عفار إن مقاتلين من تيجرايين عبروا الحدود إلى عفار يوم السبت الماضي ولا تزال قوات عفار والميليشيات المتحالفة تقاتلهم.
وتعتبر عفار ذات أهمية استراتيجية لأن الطريق والسكك الحديدية التي تربط العاصمة أديس أبابا بميناء جيبوتي البحري تمر عبرها، وجيبوتي هي المنفذ الرئيسي لإثيوبيا غير الساحلية على البحر.
ولقي آلاف الأشخاص حتفهم في نزاع تيجراي حتى الآن، حيث أُجبر حوالي مليوني شخص على الفرار من ديارهم ويعتمد أكثر من 5 ملايين على المساعدات الغذائية الطارئة.
وبحسب الشبكة الأمريكية، فإن امتداد الحرب إلى جزء آخر من ثاني أكبر دولة في إفريقيا من حيث عدد السكان سيؤدي إلى زيادة الضغط على رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد.