«حياة كريمة» تبدأ من الطفولة.. كيف طورت المبادرة الحضانات في القرى؟
البداية من الطفولة، مبدأ اعتمدته وزارة التضامن الاجتماعي في مشروعها عن الحضانات الموجودة على مستوى قرى الجمهورية، فما بين إنشاء حصانات وتطوير ورفع كفاءة أخرى سيكون له الأثر الأكبر في رفع المستوى التعليمي لدى أبناء القرى.
وبحسب الموقع الرسمي للوزارة، ففكرة برنامج تنمية الطفولة المبكرة ينطلق من رؤية شاملة تتبناها الوزارة للتعامل مع حقوق واحتياجات الطفل فى الفئة العمرية من 0 - 4 سنوات وهي فترة ما قبل الالتحاق بالتعليم الأساسي.
ويأتي هذا المشروع ضمن مشروعات المرحلة الثانية من مبادرة "حياة كريمة"، التي يسعى الرئيس عبدالفتاح السيسي لتطبيقها في كل المجالات وكل أنحاء الجمهورية، وسيتم تطوير الحضانات فى القرى المستهدفة من المبادرة ضمن برنامج تنمية الطفولة المبكرة الذي تنفذه الوزارة.
وتوصلنا مع إحدى الجمعيات التي تعاونت مع "التضامن" في إنجاز المشروع في عدد من المحافظات، أيضًا عدد من معلمات الحضانات شرحن آلية التطوير الذي حدث خلال الفترة التي بدأ فيها المشروع.
تطوير البنية التحتية للحضانات بـ"الأسمرات"
أحمد إسماعيل، المدير التنفيذي لمجموعة حضانات الخير والبركة بمدينة الأسمرات البالغ عددها 8 حضانات، أوضح أن الأعمال التنموية التي شملها المشروع تضمنت الاهتمام بالحضانات من خلال تطوير البنية التحتية لها عن طريق القيام بكافة أعمال الصيانة اللازمة، والإشراف الدوري على ذلك، لتكون مؤهلة لأن تصبح بيئة جيدة للطفل.
وشرح "إسماعيل"، في حديثه مع "الدستور" أنه بالإضافة إلى ذلك فقد عمل المشروع على تطوير الحضانات من خلال الحرص على زيادة استخدام العناصر الجاذبة للطفل بها مثل الألوان الزاهية، والمقاعد الجذابة التي تتناسب مع عمر الأطفال وتلفت من انتباههم لتجعلهم يحبون الذهاب إلى الحضانات.
"11% فقط من الأطفال هم الملتحقين بالحضانات"، وهو المؤشر الذي وصفه إسماعيل بالضعيف للغاية، فإن ارتفاع هذه النسبة هو أحد أهداف المشروع لأهمية دور الحضانة في تربية الطفل وتنشئته تنشئة اجتماعية سوية، هذا إلى جانب استهداف معلمات الحضانات، لأهمية دورهم في تربية الأطفال سلوكيًا ونفسيًا وتعليميًا، لذا حرص المشروع حسب قوله على تقديم دورات تدريبية لهن من شأنها رفع مستوى الوعي بالتعامل مع الأطفال على مختلف النواح، وكذا اختلاف طبائعهم النفسية وبيئاتهم.
وتحدث أن الضلع الثالث أولياء أمور الأطفال، وذلك لربط الدور التربوي بين الحضانة والأسرة، من خلال تقديم دورات وندوات لتوعية الأهالي بأسلوب التربية السليمة للأطفال والتنشئة الجيدة لهم، مؤكدًا انعكاس آثار هذا التطوير على الطفل، بدليل ملاحظة الأسر التغيير الإيجابي على سلوكيات أطفالهم بعد تفعيل هذا المشروع.
ممثل "خير وبركة" بالقليوبية: هدفنا 200 فصل على مستوى 11 إدارة
صافي الشوربجي، ممثل جمعية وبركة في محافظة القليوبية، أوضحت تم تسليم الحضانات كلها بنسبة 100% كصيانة وتدريبات وتنفيذ جزء من حملات التوعية، وما يتبقى في الوقت الحالي هو تسلم الأثاث لتلك الحضانات واستكمال حملات التوعية بكيفية التعامل مع الطفل في هذه المرحلة العمرية.
وأوضحت "الشوربجي"، في حديثها مع "الدستور"، أن هدف المشروع 200 فصل على مستوى الحضانات في المحافظة، وهو ما يغطي 11 إدارة على مستوى القليوبية من أصل 12 إدارة تعليمية، منتقلة للحديث عن أن حملات التوعية هدفها الأول هو الطفل، بالتالي تم العمل على تذليل الجوانب التي تساعد الطفل على تنمية وتطوير مهاراته، وذلك بتطوير البيئة المحيطة به (الحضانة)، أيضًا للمعلمات اللاتي يتعاملن معه من خلال دورات تدريبية، أيضًا تطوير لمجالس إدارات الحضانات، وأولياء الأمور الذين يربطهم عامل مشترك مع الحضانة يمكن حصرهم في 3 موضوعات؛ التهذيب الإيجابي، التغذية السليمة للطفل، وكيف نقي الطفل من الأمراض خاصة فيروس "كورونا".
وشرحت أن الأمر لم يقتصر على مجرد ندوات مع الأمهات بل كان الأمر عبارة عن أنشطة تجعلهن يلمسن المشكلة التي قد يقع فيها الطفل، وكيف يمكن حماية الطفل من الأمراض، والعادات السليمة التي يجب أن نتخذها تجاه الطفل لحمايته، أما المعلمات قمنا بتدريبهم من خلال مجموعة من الدورات استمرت 21 يومًا، تم تدريبهن على وسائل التعامل مع الأطفال التربوية والتعليمية والوقائية، مشيرة إلى أنه من ضمن الحضانات التي تم تجهيزها جزيرة الشعير في القناطر الخيرية، وعزبة الأهالي بالقناطر، تنمية المجتمع المحلي في شبين القناطر، حضانات في منطقة العبور مثل جنة أطفال الهلال، حضانات بنها مثل تحسين الصحة، طابا، المفتي كفر شكر، الراقية في طوخ.
معلمات الحضانات: استفدنا من الدورات التدريبية.. والحضانات أصبحت متطورة
انتقلنا بعدها لضلع أساسي آخر في عملية التطوير وهن المعلمات، وبدأنا مع نهى عادل، إحدى المعلمات بحضانة تابعة لجمعية "جزيرة الشعير"، قالت إنه تم الحصول على عدد من الدورات من قبل جمعية "خير وبركة" في التعامل مع الأطفال سواء عاديين أو ذوي احتياجات خاصة، أيضًا دورة خاصة بالإسعافات الأولية وأخرى عن التغذية السليمة، وغيرهم، ولم تغفل أيضًا أن يكون هناك جانب في كيفية التعامل مع أولياء الأمور فيما يتعلق بالنظام الذي سيتم تطبيقه، بحيث يكون لديهم وعي كافِ بكافة الإجراءات.
تابع أيضاً:
وأوضحت "نهى"، في حديثها مع "الدستور"، أنه بالنسبة لأطفال الدمج فالتعامل معهم سيكون حسب نوع الإعاقة سواء سمعية أو بصرية أو حركية، وبشرط أن تكون إعاقته بسيطة فكل الفئات لا يمكن دمجها، فمثلًا أطفال الإعاقة الحركية "ممكن أجيب مكعبات بالأرقام أو حروف ويشارك أصدقائه من غير حركة، كدا هو اتعلم معاهم ومحسش إنه أقل".
ولفتت إلى أنه يُفضل أن يكون طفل واحد فقط في الفصل لديه إعاقة أو طفلين على الأكثر، كي يتم التعامل معه بشكل طبيعي لا يُشعره بأي نقص، فمثلًا طفل لديه إعاقة سمعية بسيطة نقوم بتشغيل فيديو أمامه وأقرانه عبارة عن حروف أو أرقام أو أي مادة تعليمية، أو نضع المكعبات أمامه، وبهذه الطرق لن يشعر بأنه أقل في شئ لأنه يتعامل مع ما يقدم له بنفس كفاءة باقي الأطفال الموجودين في الفصل، كذلك الحال بالنسبة لأطفال الإعاقة البصرية البسيطة.
آية: تطوير الحضانة حافز إيجابي للطفل وأولياء الأمور والمدرسين
آية جمال، معلمة أخرى بإحدى حضانات جزيرة الشعير، اعتبرت أن تطوير الحضانة يعتبر حافز إيجابيًا لأولياء الأمور والمدرسين، والأهم منهما الأطفال لأن أهم أمر في التعامل مع الأطفال توفير بيئة آمنة ونظيفة ومتطورة، وبفضل تلك التطورات التي ألحقتها وزارة التضامن الاجتماعي ضمن مبادرة حياة كريمة في تطوير الحضانات على مستوى الجمهورية أصبحت أماكن مجهزة بشكل مميز للأطفال وأولياء الأمور.
وأوضحت "آية"، في حديثها مع "الدستور"، أن التطورات التي لحقت بالحضانة منها نقاشة وتبليط وسيراميك وتلوين الفصول بألوان هادئة، كما تم تغيير كل الحمامات وتجهيزها بأدوات صحية جديدة ومناسبة لتعامل الأطفال، كما تم تزويدها بمكان خاص بالألعاب، كما تم مراعاة أن يكون المكان جيد التهوية ومريح بالنسبة للأطفال والمدرسين.
وتحدثت أيضًا عن الدورات التدريبية التي تلقوها، فقالت إنها كانت عبارة عن مبادئ تعلم الأطفال، ميول واتجاهات الطفل، خصائص المراحل العمرية للأطفال، الأنشطة المستخدمة للطفل، كيفية التعامل مع أولياء الأمور، مشيرة إلى أنه مع افتتاح الحضانة بثوبها الجديد سيتم الاجتماع مع أولياء الأمور لتوضيح النظام الجديد فيها وطريقة التعليم، والتناقش معهم بالشكل الذي تم التدريب عليه في الدورات التدريبية.
شيماء: الحضانات أصبحت راقية متطورة
شيماء كامل، إحدى المعلمات في حضانة الجمعية العامة بمنطقة السلام، تقول: "الحضانة اتغيرت 360 درجة"، والتي لخصت بها الاختلاف الذي طرأ على الحضانة من جميع المستويات، مشيرة إلى أن التجديد لم يختص بالجانب التأسيسي فقط أيضًا شمل الدورات التدريبية للمعلمات، ووصفتها: "أثرت فينا بشكل شخصي ليس على طريقة تعاملنا مع اطفال الحضانة فقط بل على طريقتنا في التعامل مع أطفالنا نحن"، فتعلمن كيفية التربية الإيجابية للطفل، والتعامل الصحيح مع كل طفل مهما كان يعاني من مشاكل نفسية أو مرضية.
وتابعت أن تلك الدورات أيضًا علمتهن كيفية التعامل مع ولي الأمر والتعاون معه، وإرشاده بصورة غير جارحة لمعاناة طفله في حال وجود أي مشكلات نفسية أو مرضية، كما صححت من مفاهيم طبية خاطئة كثيرة كانت لديهم في التعامل مع حالات الطوارئ مثل الحروق، ونزيف الأنف للطفل وغيرها من الأمور.