«ملتقى الحوار» يرصد أثر النزاعات المسلحة على حرمان الأطفال من التعليم
أصدر مرصد مكافحة الإرهاب بمؤسسة ملتقى الحوار للتنمية وحقوق الإنسان، تقريراً بعنوان “أثر النزاعات المسلحة على حرمان الأطفال من الحق في التعليم”، أكد على تدني مستوى التعليم في اليمن حيث تصل الأمية إلى أكثر من 60%، كما يعد الأطفال هم الفئة الأكثر تضرراً بالحرب في اليمن سواء من خلال الجوع والأوبئة التي تهدد حياتهم أو الحرمان من التعليم لتضرر عدد كبير من المدارس علاوة على أزمة التعليم العام ومحدودية إمكانيات التعليم الخاص والبدائل المتاحة.
وأوضح التقرير إلى أن اندلاع الحرب في أغلب محافظات الجمهورية اليمنية أدى إلى تدهور العملية التعليمية بشكل غير مسبوق نتيجة لتدمير عدد كبير من المدارس فضلاً عن تحويل الكثير منها إلى ثكنات عسكرية ، كما أن عدم انتظام الرواتب أدى إلى انقطاع عدد كبير من المدرسين عن العمل.
كما أدى الصراع المستمر في اليمن إلى خروج أكثر من مليوني طفل من المدرسة، بالإضافة إلى أن 5.8 مليون طالب كانوا مسجلين في المدارس قبل جائحة كورونا، هم الآن عرضة لخطر التسرب.
وفي الفترة ما بين مارس 2015 و ديسمبر 2020 أشار التقرير إلى تجنيد الأطفال تحت غطاء التعليم أو ما يسمى "مراكز التعليم الصيفية" حيث تتواجد معسكرات تدريبية مغلقة استقطبت من خلالها مليشيا الحوثي أكثر من 300 ألف من اليمن وبخاصة المناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثية حيث جندت مليشيا الحوثي (25) ألف طفل من أجزاء محافظة تعز بينما تتساوى محافظتا إب والحديدة بالعدد بواقع (30) ألفاً بنسبة زيادة تجاوزت 70% عن الأعوام الماضية.
وفيما يتعلق بالانتهاكات الحوثية ضد الأطفال في اليمن في الفترة ما بين مارس 2015 حتى فبراير 2021 فقد ذكر التقرير أن هناك (465) حالة اعتداء على المرافق التعليمية واستخدامها لأغراض عسكرية، و(2 مليون ) طفل خارج المدارس ، و(8.1) مليون طفل بحاجة إلى تعليم طارئ وتم خصخصة (14) مدرسة، وأن هناك عدد (194) اقتحام ونهب لمؤسسات تعليمية.
وفيما يتعلق بتداعيات النزاع المسلح ومصير أطفال اليمن، فقد أكد التقرير إلى أن النزاع المسلح أدى إلى إغلاق (3700) مدرسة في اليمن مما تسبب في حرمان قرابة (18) مليون طالب وطالبة من مواصلة التعليم وإكمال العام الدراسي 2014-2015، وتم اعتماد نتائجهم بناء على نتائج الفصل الدراسي الأول من العام ذاته، كما ألحقت الحرب أضرارا مختلفة في أكثر من (1010) مدرسة منها (190) مدرسة تدمرت كليا و(720) مدارس تضررت بشكل جزئي فيما استخدمت قرابة (461) مدرسة مراكز الإيواء النازحين، واستخدمت (134) مدرسة لأعمال عسكرية.
كما ارتفعت أعداد الأطفال العاملين في اليمن بسبب الحرب إلى أكثر من مليونين ونصف المليون طفل تحت سن الـ17، خلال عام 2020.
وجاء بالتقرير أن الجماعة الحوثية ارتكبت في العاصمة صنعاء وحدها أكثر من (28) ألف انتهاك بحق قطاع التعليم خلال عام واحد بين الفترة من أكتوبر 2018 وأكتوبر 2019 وتوزعت هذه الانتهاكات بين القتل خارج القانون والاعتداءات والتعذيب والاعتقالات ونهب المرتبات والمساعدات الإنسانية وتجنيد الأطفال من المدارس وفرض الفكر الطائفي وشعارات الجماعة إلى جانب تغيير المناهج وزرع ثقافة الموت والكراهية.
وانتهى التقرير إلى عدد من التوصيات من أهمها:
- التصدي لمحاولات الحوثيين المستمرة بتغيير المناهج التربوية في المدارس، عبر إدخال مفاهيم غريبة عن المجتمع اليمني.
- التركيز على توجيه الدعم للمؤسسات اليمنية التعليمية للعمل على تنشئة جيل يمتلك من الوعي من يمكنه من التعامل مع مثل هذه الهجمات الفكرية الخطيرة وعدم الانسياق معها ودفع خطرها عن الأمة أجمع، فالتعليم هو الحصن المنيع أمام مثل هذه المشاريع الفكرية المنحرفة.
- المطالبة بوقف الحرب ورفع الحصار والمضيّ قدمًا في صناعة السلام وإعادة الإعمار.
- زيادة الإنفاق على التعليم، واستدامة تمويله، وصرف رواتب المنتسبين إليه أثناء الأزمات والحروب باعتباره حقًّا إنسانيًّا مكفولًا في القوانين والمواثيق الدوليّة.
- على المجتمع الدولي والمانحين وشركاء التنمية دعم الحوافز النقدية المقدمة للمعلمين بينما يستمر البحث عن حلول طويلة الأمد لأزمة الرواتب في اليمن.