دور الفن والإعلام فى بناء الوعى المجتمعى
فى لقاء منتدى حوار الثقافات الذى نظمته الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية تحت عنوان "المجتمع المدنى وبناء الوعى – تحديات اللحظة الراهنة" أيام 15 و16 و17 يونيو 2021 كانت هناك جلستان حول الفن ودورة فى بناء الوعى، والإعلام وصناعة الوعى، ساأحاول أن الخص لكم السادة القراء والسيدات القارئات أهم ماجاء بهما من حوار ونقاش وتوصيات.
تحدث الدكتور حلمى النمنم الكاتب ووزير الثقافة السابق عن نشأة وارتباط الفن بالمعابد منذ قديم الأزمان، وعن أن الفن بطبيعته ديمقراطى ويجعل الإنسان قادراً على اكتشاف التباينات بين البشر، وأضاف أن الفن المصرى لعب دورا هاما فى تجديد الحياة وفى بناء الوعى. وأكد النمنم على الاهتمام بالفنون عبر مراحل التعليم المختلفة مع اكتشاف المواهب والعمل على صقلها وتنميتها، وفى نهاية كلمته أكد على الاهتمام بكل الأشكال الفنية سمعية ومرئية، وأن المشكلة الحقيقية تقع فى عدم تقديم القضايا الاجتماعية والتاريخية وتناول رموز لها تاريخ.
وركز الدكتور رامى جلال عامر الكاتب الصحفى وعضو مجلس الشيوخ على أن الفن والمجتمع كل منهما يؤثر فى الآخر، وأن الفن كى يقوم بدوره فى بناء الوعى لابد من أن تتوافر له مساحة كبيرة من الحرية، وأضاف أنه انتشر فى السنوات الأخيرة نموذج البطل البلطجى وانتشرت النماذج التى تنتهج العنف مما أثر على السلوكيات المجتمعية وبالذات بين الشباب، كما انتشرمن خلال الكثير من المسلسلات والأفلام والأغانى الفن الهابط والأفكار الهدامة، كما أكد على أنه فى الوقت الذى لايمكن رجوع الرقابة أو منع العرض لأى سبب فى عصر المعلومات، لابد ان تنتج الدولة مثلما كانت من قبل لترسيخ القيم والثقافة والهوية.
وأكدت الأستاذة خيرية البشلاوى الناقدة الفنية والكاتبة الصحفية على دور الفن فى بناء الوعى وإعمال العقل وأن الوعى أنواع منها الوعى الاجتماعى، والوعى الأخلاقى، والوعى بالتاريخ وقدسية الوطن، والوعى بأهمية العلم، والوعى السياسى كما أشارت إلى أن الفنان الواعى قادر على الإبداع.
وفى الجلسة الخاصة بالإعلام وصناعة الوعى أكد الأستاذ محمود مسلم عضو مجلس الشيوخ ورئيس شبكة دى إم سى على أن الإعلام ناقل للأخبار، وهو جزء من عملية بناء الوعى وأن الجزء الأكبر يقع على المؤسسات الدينية والتعليمية والثقافية والشبابية.
بينما تناول فى كلمته دكتور محمد سعيد محفوظ (مستشار رئيس تحرير الأهرام ورئيس مؤسسة ميدياتوبيا) الحديث عن تأثير مواقع التواصل الاجتماعى على المواطنين وعلى بناء رأى عام فى العديد من القضايا التى تشغل المجتمع، كما أشار إلى أنه تكونت مايسمى ب "نخبة السوشيال ميديا" ومن الممكن أن يكون تأثيرها سلبيا أو إيجابيا وفقا لكفاءتها وقدرتها على تشكيل المواقف، وقدرتها على تغيير اتجاهات الجمهور، وأنه لابد من التزام الدقة فى المعلومة والتزام المنطق فى الحجة، وأن تكون مصالح الجمهور لها الأولوية.
وأشارت دكتورة حنان يوسف عميد كلية الإعلام بالأكاديمية البحرية فى كلمتها إلى تراجع الميديا التقليدية أمام السوشيال ميديا وأن الوعى النقدى المستنير هو المكمل للرأى العام الجمعى، وإننا فى حاجة إلى وضع خطة استراتيجية ورؤية مستقبلية للرسالة الإعلامية، وأيضا فى حاجة إلى تغيير صورة الإعلامى بحيث يكون له مصداقية وتأثير على الجمهور.
وانتهت الجلستان بعدد من التوصيات منها أهمية توفير مناخ من الحريات للإبداع مع توافر المعلومات وإتاحتها وحرية تداولها، وإنشاء قناة إخبارية مصرية قادرة على المنافسة والتأثير محليا وأقليميا ، وعالميا، والبعد عن تلقين الجمهور لرأى واحد وصوت واحد حيث يتناقض هذا مع عصر ثورة المعلومات.