بغدادى: المسلم الذى يزور الأضرحة ويشارك فى حلقات الذكر يصل لأعلى درجات الإيمان
قال الشيخ جابر بغدادي، وكيل الطريقة الخلوتية الجودية، رئيس مؤسسة القبة الخضراء، إن الحديث عن تحول المسلم العادي إلى متصوف أمر غير صحيح؛ لأن أى مسلم صوفى وأى صوفى مسلم، لكن هناك من أخذ الإسلام بعيداً وهناك من أخذ التصوف بعيداً، إنما المعنيون كروح وجسد، فالسلام جسد روحه التصوف، والمسلم العادى رجل أخذ مظهر الإسلام، والمسلم الصوفى طبق الجوهر.
وأضاف بغدادي، في تصريحات الخميس: إن هناك مَن يصور الصوفى على أنه هذا الرجل الذى يزور الأضرحة ويشارك فى حلقات الذكر ويلتزم بقراءة الأوراد وفى هذه الحالة لا يصبح هذا المسلم صوفيا فقط، بل إنه يصبح مؤمنا وموحدا بالله ويصل لأعلى درجات الإيمان، لأن النبى (ص) عرفنا أن الناس أنواع فى الحديث المسلسل الذى خرجه الإمام البخارى، فيما صح عن سيدنا عمر، رضى الله عنه، أنه قال: "كنا جلوسًا عند النبى، صلى الله عليه وسلم، فخرج علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر، ولايرى عليه أثر السفر، فجلس إلى النبى فأسند ركبتيه إلى ركبتيه، وقال: يا رسول الله أخبرنى عن الإسلام، فقال: أن تشهد أن لا إله إلا الله، وإن قام بعمل ذلك يدخل الجنة وهذا أول مقام من مقامات أهل الجنة، وقال: يا رسول الله أخبرنى عن الإيمان، فقال: أن تؤمن بالله ورسوله وملائكته ورسله والقدر خيره وشره، وقال: أخبرنى عن الإحسان، قال: أن تعبد الله كأنك تراه".. إذن فالنبى، صلى الله عليه وسلم، يرشدنا أن الناس فى معرفة ربنا والتعامل مع الدين ثلاثة فئات، فهناك جماعة أخذوا من الدين ظواهر العبادات، وهؤلاء على صواب لا يمكن أن نقلق منهم أو نكفرهم مهما حدث.
وتابع بغدادي: كل من قال لا إله إلا الله، له ما له وعليه ما عليه، وله على الأمة كلها مهما فعل أن نحترمه، وهو رجل يكفى أنه شهد أن "لا إله إلا الله"، وبعد ذلك ارتقى حاله فعمل بما علم، وبدأ يصلى وبدأ يحب وبدأ يذكر الله وبدأ يزور الأضرحة، وبدأ يزور الصالحين، وثمرة هذا هو التصوف، ثمرة أننى صليت وذكرت ربنا وجلست بجوار شيخ عارف بالله وعارف بالرسول، ومكارم الأخلاق تصبح حقيقتى، وعندما أشارت السيدة عائشة إلى سيدنا النبى، صلى الله عليه وسلم، قالت، كان قرآنا يمشى على الأرض، فهذا تصوف، ثمرة هذا "الكرامة" التى تحدث عند بعض الصالحين، وثمرة التجليات، وثمرة المعرفة الإلهية، فالفرق بين الرجل العادى والصوفى مقامات إيمانية فقط.