فى الذكرى السادسة لاستشهاده.. مروة هشام بركات توجه رسالة مؤثرة لوالدها
دونت المستشارة مروة هشام بركات عبر حسابها الشخصي "فيسبوك" رسالة مؤثرة فى الذكرى السادسة لاغتيال أيادي الإرهاب لوالدها البطل النائب العام السابق المستشار هشام بركات، نهار شهر رمضان الكريم عقب نزوله من منزله بمصر الجديدة فى طريقه إلى مقر عمله.
وجاء نص رسالة ابنة الشهيد:
29 يونيو 2021 الذكرى السادسة
رسالتى إلى حبيبي / أبي
لم أكن أريد أن أستعمل كلمة "حبيبي" بل أردت أن أستعمل كلمة أخرى، كلمة أقرب إلى الحقيقة وإلى شعوري نحوكِ وهي "العشق"، حنيني الجارف لك لم يترك لى الاختيار فقد أصبحت أنت رمزًا لكل ما أحبه في وطني.
العيش دون أب أمر ثقيل جدًا، أثقل من أن يتحمله قلبي.
رحيل من نحب يشبه الطوفان غير أنك لم تلحق بسفينة نوح.
أتذكر نصيحتك لي في ذات اليوم منذ 6 سنوات قبل أن أعتلي منصة القضاء، وقد جاء منها "أنا أحبك وأعشقك، ولكنّي لا أريد منكِ أن تفني كيانك فى كيانى ولا فى كيان أي إنسان، ولا أريد لك أن تستمدى ثقتك فى نفسك وفى الحياة مني أو من أي أنسان، أريد لك كيانك الخاص المستقل، والثقة التى تنبعث من النفس لا من الآخرين.
وإذ ذاك عندما يتحقق لكى هذا لن يستطيع أحد أن يحطمك، لا عدم وجودى في الدنيا ولا أي مخلوق. إذ ذاك فقط تستطيعين أن تلطمي من يلطمك وتستأنفى المسير.
وإذ ذاك فيزدهر كيانك وينمو ويتجدد، انطلقي يا حبيبتي، صِلِي كيانك فقط بالأرض الطيبة أرضنا، بالشعب الطيب شعبنا وستجدين حبًا كبيرًا، حبًا جميلًا، حبًا لا يستطيع أحد أن يسلبك إياه، حبًا تجدين دائمًا صداه يتردد فى الأذن، وينعكس فى القلب، ويكبر به الإنسان ويشتد: حب الوطن وحب الشعب.
وفى الطريق ستجدينني يا حبيبتي، أنتظرك، لأنى أثق بك، وأثق في قدرتك على الانطلاق وإثبات الذات .
ولذلك لقد تعلمت ثم تعلمت منك يا حبيبي وها أنا الآن أسير في الطريق بكل قوة.. تعلمت منك أنني إذا أردت شيئًا بشدة، وأن أصل إلى بر القلوب فعليّ أن أنفق مما أحب؛ ليس مال فقط، وإنما بذل من النفس وعطاء ومحبة اتباعًا لقوله تعالى "لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ".
فمتى أردت أن يستجاب ليّ في أمر ما كنت أتطلع لمن هم في حاجة إلى نفس الأمر فابذل لهم في الدعاء خفية، وإذا أردت التقرب من الله أنفقت مما أحب بالأكثر. أو كما كنت تقول لي يا حبيبتي علينا أن نجعل خبيئة بيننا وبين الله لا يعرفها أحد سوانا.
اليوم مر على غيابك 6 سنوات.. 6 سنوات أكلت الأخضر واليابس من قلبي وعمري.. 6 سنوات من الحزن والوجع والتيه.. 6 سنوات فقدت فيها كل ما أعرفه عن نفسي وتحولت لنسخة أخرى أحاول التعرف عليها من جديد!.
اليوم أقول لك أنني أحبك جدًا، وأعلم يقينًا أن الحب لا يمنع شخص من الرحيل، لكننى أحبك رغم كل شيء وعلى كل حال. حتى وإن لم أملك لك سوى حبي وعدة رسائل، تُكتب على أمل وصولها إليك.
ولأني مؤمنة جدا أن المحبة كلها دعاء، وأنى لا أملك من الأمر شيئًا.
فأنا هكون ممتنة حد السماء وشاكرة جدًا لكل شخص هيشوف رسالتي لوالدى يدعي للشهيد الصائم "هشام بركات" بكل ما هو خير.
من كان لنا في قلبه شيء من الود والحب فليدعوا له، لروحك ولقلبك اللي زي نور الفجر السلام.
لا أوحش الله لك مسكنا يا هشام.. لا أوحش الله لك مسكنا.