«شهادة حسن سير وسلوك».. أزمات التبنى مع الراقصات فى مصر
ذات يوم توجهت الفنانة تحية كاريوكا إلى مستوصف للأطفال «اللقطاء» بمستشفى أبو الريش في محاولة لتبني أحد الأطفال.
ووقع اختيار الفنانة الراحلة على الطفل رقم 1120 وقفت وأطالت الوقوف، وكان الطفل في شهره السابع ويُدعى محمود، جاءت أمه إلى المستشفى لتلده وفي اليوم السادس من ولادته اختفت وبحثت الإدارة عنها في كل مكان ولم يعثروا لها على أي أثر، فأُعطى رقمًا وأصبح لقيطًا، حسب حوارها بإذاعة "البرنامج العام".
وقررت "تحية" أن تكون له أمًا، لكنها أكملت جولتها ووقفت ثانية عند طفلة صغيرة في الشهر الخامس تُدعى زينب وتحمل رقمًا 11228، فانتهت من الاختيار وكانا "محمود" و"زينب"، واستفسرت عن المطلوب لتنتقل حضانة الطفلين إليها، وعرفت أن المطلوب هو شهادة لإثبات حسن السير والسلوك موقّعة من اثنين موظفين بالدولة، لا يقل راتبهما عن 20 جنيهًا، وأخرى من "قلم السوابق" لإثبات خلو صحيفتها الجنائية من السوابق.
وبعدما حصلت على الشهادتين قالت إدارة المستشفى إنها بحاجة إلى شهادة ثالثة تثبت امتلاك الفنانة المصرية عقارًا يقدر ثمنه بـ300 جنيه يُكتب باسم الطفلين، ولم تكن تملك هي سوى منزلها الذي كانت تعيش فيه، ويقدر ثمنه بأكثر من المبلغ المطلوب، وأكدت أنها سوف تنقل ملكيتها للطفلين.
عند هذا الحد كانت الشروط مستوفاة، لكن بقي أن تجتمع لجنة خاصة بالتبني للموافقة عليها كأم للطفلين، وبدأت البحث عن منزل أكثر اتساعًا وأكثر ملاءمة من الناحية الصحية لولديها الجديدين، كما اتفقت مع مرضعتين منحت كلًا منهما 5 جنيهات شهريًا غير مصروفاتهما الأخرى، وهيأت لهما المكان اللازم.
وذهبت بعد أيام لمعرفة قرار اللجنة فأبلغوها أن الطلب لا يزال تحت البحث، فأمضت أيامًا حائرة لا تعرف مصيرها، وحينما قررت اللجنة كان الرفض هو النتيجة، لأنها "راقصة" فصاحت غاضبة: "لأنني فنانة، هل تظنون أن الفن عار، ألا تفهمون من الفن إلا أنه عبث منافٍ للأخلاق".
لم تكن الفنانة تحية كاريوكا هي الوحيدة التي رُفض تبنيها للأطفال، لأنها راقصة، فالفنانة بوسي قالت في تصريحات صحفية إن إحدى دور الرعاية رفضت أن تتبنى طفلًا لأنها راقصة، إضافة إلى الراقصة شمس التي حاولت أن تتبني طفلًا أيضًا، ورفض طلبها لنفس السبب.