فكتورسحاب يروى تفاصيل لقائه بـ«عبد الوهاب» قبل النكسة
روي الناقد الموسيقي فكتور سحاب تفاصيل لقائه مع محمد عبد الوهاب عبر كتابه "محمد عبد الوهاب سيرة موسيقية“ الصادر عن دار ريشة للنشر والتوزيع، قائلا: ”تسنى لي أن التقي عبد الوهاب ثلاث ساعات على انفراد "مع أخي إلياس" في فندق "شتورا بارك" قبيل نكسة الخامس من يونيو1967، حين غادر مصر إلى لبنان ، تخوفا من تأزم الوضع مع إسرائيل".
وأضاف: “كان اللقاء نموذجيا في إلقاء الضوء على شخصية عبد الوهاب السياسية والوطنية. لم يكن من الصنف المقاتل الذي يرفض مثلا مغادرة مصر في الملمات . لكن حديثه عن جمال عبد الاصر كان فيه من الصدق والاستفاضة والإعجاب بشخصية الزعيم العربي وقوميته وصلابته الوطنية ، مالم يدع عندي مجالا للشك في مشاعر عبد الوهاب العربية والوطنية ، وإن كان أسلوبه هذا في الإعراب عن هذه المشاعر الوطنية ليس من الصنف الذي يحبه الذين يؤثرون التظاهر واللافتات والأصوات العالية”.
وتابع: "بعد كل هذا لم يشأ البعض أن يلاحظ أن محمد عبد الوهاب لم يغن أي غناء وطني أو سياسي في عهد الرئيس السادات. وأكتفى بتلحين أغنيتين غنت أحداهما فايدة كامل "يا زعيمنا يا سادات سنة 1977"، والمجموعة "مصر السادات" وكلتاهما قبل "كامب ديفيد"حين وقف وقفته في استقبال السادات، بثياب لواء في القوات المسلحة ليقود فرقة عسكرية أنشدت "بلادي بلادي" "للسيد درويش"، وقد أصبحت وقتها النشيد الوطني المصري، أعرب في حيفة الراي الأردنية عن ندمه على هذه الوقفة، ولم يكن قد مضي عليها أكثر من ثلاثة أشهر، وكان السادات لايزال في أوج سلطانه".
واختتم: "سأل الرئيس جمال عبد الناصر يوما عن رأيه في الفن الملتزم فقال "كل فن يرفع مستوى الشعب الثقافي والوجداني والحضاري هو فن ملتزم، وبذلك نزع الزعيم العربي عن الالتزام الشرط الشكلي السطحي الذي يفترضه بعض التيارات اليسارية، على الفن الملتزم، وهو ضرورة أن ينطق بكلام وطني أو بشعر قومي. وصارت بذلك أغنية "الجندول" وأوبرتي "قيس وليلي" عملين ملتزمين من الدرجة الأولى. وهذا صحيح، وألا صار الالتزام مسألة سهلة : نخار شعرا وطنيا ونصوغ له ابسط الألحان، وربما أسقمها، ثم نقول انه فن ملتزم".