«عبد الناصر كان يرى أنور زاهدا في السلطة».. جيهان السادات تروي كواليس علاقة الرئيسين
كان الرئيسان الراحلان جمال عبد الناصر ومحمد أنور السادات يقيضان وقتا طويلا معا، يتناولا العشاء سويًا، فيتناول "أنور عشاءه في بيت "عبد الناصر" أو العكس".
تروي جيهان السادات في مذكراتها "سيدة من مصر" كواليس علاقة زوجها الرئيس الراحل أنور السادات مع الزعيم جمال عبد الناصر، وقالت: "في المناسبات كنت أذهب إلى بيت عبد الناصر، وكانت العلاقة بينه وبين زوجته تبدو لي رسمية وتقليدية، فتحية لم تكن تخاطب زوجها أبدا باسمه، بل دائما كانت تناديه بالريس، حتى أمامنا، وكذلك كان يفعل أولاده الخمسة، وكانت خجولا ومتواضعة جدا، ونادر ما تتحدث أثناء الطعام الذي نلتقي عليه، ولم تشارك مطلقا في أي حديث في السياسة، الموضوع الدائم على المائدة".
واعترفت جيهان السادات في مذكراتها، أن أنور السادات كان يحب "عبد الناصر" ويحترمه كثيرا، لكن "عبد الناصر" كان صعب جدا، وكثير الشك لدرجة كبيرة، قائلة: "وهي خصلة عادية في أبناء الصعيد فكثير منهم في طباعهم غيرة وحدة، كنت أشعر بالأسف أحيانا من أجل عبد الناصر، لمعرفتي كم يتعذب بارتيابه في إخلاص هؤلاء الذين حوله، ولكني فهمته".
وأكدت "جيهان" في مذكراتها، أن الطبيعة الشكاكة لـ"عبد الناصر" اشتعلت بعد نجاح الثورة مباشرة، فقد ظلت عشر سنوات في سرية التي أحاطت تنظيم الضباط الأحرار في منتهي النجاح في بلد كثير من الأسرار فيه معروفة لكل إنسان، قائلة: "وقد غذى شكوكه أكثر بطانته المحيطة به من الذين حاولوا إثبات إخلاصهم بإضافة مؤثرات خيالية كل فترة إلى المؤتمرات الحقيقة التي دبرتها الجماعات الإسلامية والأحزاب السياسية الأخرى".
وأشارت إلى أن "عبد الناصر" كان يثق في "أنور" أكثر من غيره، لأنه كان يراه "زاهدا" في السلطة لنفسه بقدر اهتمامه الحقيقي بنجاح الثورة. في الوقت الذي كان مصابا بالتوجس والريبة في إخلاص الآخرين وصدق نواياهم. وفطن إلى ذلك.