ترجمات ومؤلفات سياسية أدبية.. «العربي» تُشارك في معرض الكتاب بعناوين جديدة
تطرح دار العربي للنشر والتوزيع٬ عدد من العناوين الجديدة التي تتنوع ما بين المترجمات والمؤلفات السياسية والأدبية، بالتزامن مع فعاليات الدورة الثانية والخمسين٬ لمعرض القاهرة الدولي للكتاب٬ المقرر انطلاقها نهاية الشهر الجاري، نستعرضها في هذا التقرير.
ــ "الأرجنتين.. التدخلات الأمريكية في شئون أمريكا اللاتينية" لمروة عيسى
تكمن أهمية هذه الدراسات في توضيح الدور الكبير الذي تقوم به الولايات المتحدة الأمريكية في فرض هيمنتها على دول أمريكا اللاتينية ومنها الأرجنتين، وفرض سيطرتها عليها، واستغلال واستنزاف ثرواتها بشكل كبير
واتخذت الولايات المتحدة من مبدأ مونرو عام 1823 ذريعة لتدخلها وفرض هيمنتها على دول أمريكا اللاتينية، واستخدمت سياسة العصا والجزرة، إلا أن سياسة العصا الغليظة كانت أكثر استخدامًا لفرض إرادتها من أجل الحفاظ على المصالح الأمريكية في قارة أمريكا اللاتينية.
وتمثل ذلك في التدخل في الشئون الداخلية لدول أمريكا اللاتينية ومنها الأرجنتين، وتحريض دول أمريكا اللاتينية الأخرى على عدم الاعتراف بالحكومة الأرجنتينية، وأسهمت الولايات المتحدة الأمريكية في قيام الانقلابات في الأرجنتين ضد الحكومات غير الموالية لها بحجة تعاون الأرجنتين مع دول المحور؛ ولكن الحقيقة أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت تريد أن ترضخ الأرجنتين لتحقيق رغبات السياسة الأمريكية ومصالحها، وظلت العلاقات متوترة بين الجانبين الأمريكي والأرجنتيني طوال فترة حكم الرؤساء الأمريكيين روزفلت وترومان وايزنهاور.
وكانت الولايات المتحدة الأمريكية تستخدم أسلوب الضغط الاقتصادي على الرؤساء الأرجنتين حتى لا يستقلوا اقتصاديًا ولا يستطيعون القيام بإصلاحات اقتصادية في بلادهم، وبالتالي يظلون تابعين سياسيًا واقتصاديًا للسياسة الأمريكية وهذا ما حدث مع الزعيم الأرجنتيني بيرون. كما اتخذت الولايات المتحدة الأمريكية من دول أمريكا اللاتينية حائط صد للتصدي للاتحاد السوفيتي والشيوعية في أعقاب الحرب العالمية الثانية والحرب الباردة حتى لا تدخل الشيوعية إلى هذه المنطقة من العالم.
مروة عيسى هي عضوة في الجمعية المصرية للدراسات التاريخية، كتبت العديد من مقالات الرأي في أحد المواقع الإخبارية ومنها: القوة الناعمة وتدمير الوعي العربي٬ هذا ما جناه المصريون٬ لعبة الأمم٬ أغيثوا سوريا: حلب تحترق٬ لكي الله يا سوريا٬ في مصر للمواطن تمن٬ عجائز الشباب٬ عندما نجبر على البقاء٬ الواقع الأليم وتغير المفاهيم٬ عذرا أساتذتي٬ الصمت حتى الموت٬ ليتنا نبصر.
ــ أمريكا ودورها في الصراعات العربية للدكتورة جيهان عبد السلام
يحمل الكتاب الحالي في طياته توثيقًا للسياسات الخارجية الأمريكية تجاه المنطقة العربية عبر أكثر من سبعةِ عقودٍ تمتد من منتصف القرن الماضي حتى مئة يوم على بداية حكم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وتتفق البيانات والمعلومات والأُطروحات الواردة في الكتاب الحالي مع الأدبيات الرصينة للعلوم السياسية والتي تؤكد أن السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية تجاه المنطقة العربية إنما ترتكز على عدة ركائز أبرزها؛ حماية المصالح الأمريكية في تلك المنطقة، وضمان تدفق البترول لتغذية الصناعات الأمريكية، وحماية أمن إسرائيل، والحفاظ على استقرار المنطقة العربية كمنطقةِ نفوذ أمريكي من الناحيتين العسكرية والأمنية.
وفى ضوء الركائز السابقة تشكلت السياسة الخارجية الأمريكية تجاه المنطقة العربية وقضاياها المهمة. وقد كان الاختبار الأبرز للسياسة الخارجية الأمريكية – في المنطقة العربية - هو الادعاء بأنها وسيط موضوعي وأمين في عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، إلا أن المعلومات والوثائق والأُطروحات التي عرضتها المؤلفة في كتابها الحالي تُثبت يقينًا أن الولايات المتحدة اتبعت في إدارة القضية الفلسطينية سياسة الكيل بمكيالين لمصلحة الكيان الإسرائيلي على اعتبار أن صُنَّاع القرار في البيت الأبيض يعتقدون أن إسرائيل هي جزء من الحضارة الغربية ولا ينبغي التخلي عنها، وأن الدفاع عنها هو دفاعٌ عن الحضارة الغربية في مقابل من يعادون تلك الحضارة بخاصة فصائل المقاومة الفلسطينية الإسلامية.
ونظرًا لأن المؤلفة قد استندت إلى التحليل الرأسي للسياسة الخارجية الأمريكية نحو القضية الفلسطينية بوصفها القضية العربية الأبرز- لدى العرب- فإنها قد طرحت العديد من المواقف الأمريكية من تلك القضية والتي اختلفت من إدارة إلى أخرى، فقد كان ثمة وساطة عادلة في عهد الرئيس الأسبق "كلينتون" على حين كان ثمة وساطة متحيزة لإسرائيل من قبل إدارة الرئيس "بوش الابن"؛ وتفاقم هذا التحيز ليصل إلى مرحلة التحيز السافر في عهد الرئيس الحالي "دونالد ترامب" الذي اتخذ قرارًا غير مسبوق بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس في الرابع عشر من مايو 2018 تزامنًا مع احتفال إسرائيل بذكرى توحيد القدس .
كما تتضمن صفحات الكتاب الحالي موقف الإدارة الأمريكية من العراق والتي أفضت في النهاية إلى الغزو العسكري الأمريكي للعراق في التاسع عشر من مارس من عام 2003م.
الدكتورة جيهان عبد السلام عوض هي مديرة تحرير جريدة "الأهرام"، تم تعيينها صحفية بمؤسسة "الأهرام" عام 1994، وحصلت على عضوية نقابة الصحفيين عام 1995، كما شاركت في تقديم برنامج "تحيا مصر" على إذاعة البرنامج العام مع عبد الرحمن رشاد رئيس قطاع الإذاعة المصرية خلال عام 2014.
صدر لها كتاب "أمريكا والربيع.. خفايا السياسة الامريكية في المنطقة العربية"، العربي للنشر والتوزيع، 2019.
ــ شاب مسلم وامرأة هندوسية في مواجهة المجتمع الهندي
كما تطرح دار العربية للنشر النسخة العربية لرواية "أحزان هندية"٬ من تأليف عبد الله خان وترجمة ريم راود.
بين كتبه الدراسية ودواوين الشِعر، وأسرته كبيرة العدد، تنحصر حياة "عارف" الهادئة. يجتهد بكل طاقته للاستعداد لامتحانٍ يؤهله للحصول على منصب مأمور، آملًا أن ينتقل بأسرته إلى حياةٍ أفضل، وإلى مصاهرة عائلات راقية عند تزويج شقيقاته؛ لكن حياته تنقلب تمامًا فور ظهور "سوميترا" فيها. يندفع بمشاعره الساذجة نحوها، متناسيًا الظروف الدينية والاجتماعية التي تَحول تمامًا دون ارتباطهما. تؤثِّر علاقتهما سلبًا على حياته ومستقبله، فيما تؤدي التغيرات السياسية في الهند والاحتقان الطائفي المتزايد إلى تفكيك عائلته.
رحلة طويلة، تمتد خلال العقد الأخير من القرن العشرين، يكتشف فيها "عارف" نفسه، وتتغير نظرته إلى المجتمع من حوله، ويبدأ في رؤيته بعينٍ جديدةٍ، أكثر فهمًا. يتنقل خلال ذلك بين قريته، بأساطيرها وخرافاتها وصراعاتها، ومدينة "باتنا"، التي ـ كغيرها من المدن الكبيرة ـ لا تعرف سوى العمل والكدح والجدية.
يفقد "عارف" سذاجته شيئًا فشيئًا، محاولًا مواجهة المتاعب والأحزان التي تحيط به من كل جهة.
هذه هي الترجمة العربية للعمل الأول للكاتب والسيناريست الهندي "عبد الله خان"، الذي تُرجم إلى تسع لغات أخرى، والذي يستعرض فيه اختلاف الدين والثقافة والطبقات الاجتماعية في الهند، عبر أحداث جذابة.