بعد بتر ساقه.. «محمود» أول طفل يحارب السرطان بالفروسية و50 عملية جراحية
يظن الكثيرون منا أن الأبطال فقط، هم من نراهم بالأعمال الدرامية والسينمائية ولكن فى الحقيقة يوجد الكثير منهم من يعيشون بيننا، يتحدون المستحيل ويجعلون من الصعاب سلما يصعدون إليه لتحقيق أحلامهم وإثبات أنه لا مستحيل مع الإرادة والإصرار والعزيمة القوية، ومساندة من يحبونهم لهم وخصوصا من فقد شيئا من جسده ويعتبره الناس بنظرتهم المحدودة أنه يعاني من عجز ما .
الطفل محمود سامح صاحب الــ 12 عاما من عمره والذي شاء القدر أن يكون من الأشخاص الذين أصيبوا بمرض السرطان، الذي أنهى حياة الكثيرين ممن أصيبوا به وأقعد البعض منهم حبيسا لآلامه مستسلما لأوجاعه، ولكن محمود أصر على مقاومته وأن لا يجعل هذا المرض اللعين الذي أفقده أحد ساقيه عائقا بينه وبين ممارسة بل واحتراف هوايته التى يحبها منذ صغره وهى الفروسية وركوب الخيل والتي اختارها دون غيرها من أنواع الرياضات التى كان من الممكن ممارستها.
- بتر الساق بعد 50 عملية لمحاربة السرطان
ولكن حبه للخيول منذ طفولته هو من جعله يصر على اختراق هذا العالم بعشق واهتمام شديد مما دفع ليس فقط أسرة محمود إلى ترحيبهم بهذا ومساندتهم له على الرغم من قلقهم عليه بعض الشيء، والذي تبدد مع وجود مكان مناسب لإلحاقه به بل خلق لدى مدربين اللعبة نفسها الكثير من الحماس لتدريب هذا الطفل المحب للفروسية على الرغم مما تتطلبه هذه الرياضة من شدة التركيز والتوزان، وخاصة الساقين التي تم بترت إحداهما بعد إجراء 50 عملية جراحية لمحاربة السرطان .
بهذه الإرادة والحماس لدى الجميع وخاصة الطفل محمود تم التغلب على العديد الصعوبات فب مثل هذه الرياضة وخاصة أنها تعتمد على وجود حصان غير مضمون رد فعله تجاه المتدرب الصغير، فكان الاتجاه دائما فب البداية إلى استخدام الخيل المدرب بشكل أهدى وغير عنيف، مع صنع وتركيب سرج الحصان بشكل معين ليتحقق مبدأ الأمان له.
- تفوق غير متوقع والحصول على بطولة
وعلى الرغم من توقعات المدربين له بتأخره بعض الشيء عن باقي المتدربين معه نظرا لظروفه، إلا أن محمود أطاح بهذه التوقعات بعيدا بتفوقه الملحوظ واستجابته الكبيرة مع مدربيه والقفز لمستويات أعلى من المتوقعة محققا تفوقا نظريا وعمليا، في حضور لجنة مشكلة لتقييم المستويات الخاصة بجميع المتدربين مما يؤهله للمشاركة فى جميع البطولات، التي من الممكن ان يشارك بها غيره ممن ليس لديهم اى مشكلة جسدية ، مما جعله يحصد مركز أول جمهورية مفتوح مما كان دافعا قويا لأن يتم إعفاءه من المصاريف مدى الحياة من قبل اتحاد اللعبة نفسها.
تتوافر لدى محمود أهم الصفات الضرورية والأساسية للتفوق فى رياضة ركوب الخيل وهو حبه للحصان نفسه بشكل ملحوظ ، وكما أضاف محمود لهذه الرياضة بحبه لها تفوقه الكبير بها اضافت له هذه الرياضة الكثير من الصبر والهدوء.
ومن الامنيات التي حلم بها هذا الطفل البطل هو رؤية بعض الفنانين وقد تحقق له هذا بالفعل بزيارة بعض الفنانين لمستشفى 57357 مثل الفنان أحمد فلوكس، والذي أحب محمود واستمر على التواصل معه وأيضا بمقابلة بعض الفنانين مثل الفنانة إلهام شاهين حينما أتيحت له فرصة السفر إلى مهرجان الجونة .
وعلى الرغم من عشق محمود لرياضة الفروسية وتفوقه بها ولكنه يرى أنها ستظل هوايته المفضلة وسيتم احترافها، والمشاركة فى البطولات الخاصة بها ولكنه يتمنى أن يلتحق بكلية الهندسة قسم المعمار.