«اظهر وبان».. مبادرة لمجموعة من الفتيات لإعادة إحياء تراث حى الضاهر
وراء كل باب قصة ووراء كل بيت حكاية، وفى كل شارع آلاف القصص التى لا بدّ أن تُروى، ففى حى الظاهر وجدت مجموعة من الفتيات بدبلوم التنمية الثقافية بجامعة القاهرة، غايتهن، فى كشف أسرار هذه المنطقة التى تعلن فى كل شبر فيها عما كانت مصر القديمة؟ وكيف عاش أهلها فى أروقة هذه المدينة العريقة؟ وكيف أصبحت الآن فى عام2021؟
عَرف التاريخ منطقة الضاهر برقي أهلها ومبانيها، فقد كانت تشكل فى عصرها الذهبي، منطقة حضارية تجمع ما بين المصريين والأجانب، المسلمون والمسيحيون واليهود، يعيشون جنبًا إلى جنب، حتى تزاحمت المحال التجارية على أرض المنطقة، وتحولت الكثير من البيوت إلى مخازن تجارية، ومع هذا بقي فى المنطقة روحها بتراثها الفريد الذى يميزها عن غيرها من المناطق المصرية، وهو ما سعى فريق "اظهر وبان" للكشف عنه من جديد.
إعادة إلقاء نظرة جديدة على حي الضاهر
تحدثت الفنانة مروة عبد المنعم، المسٸولة الفنية عن المبادرة، للدستور، قائلة: "المبادرة جعلت جميع الناس، خاصة المهتمين بالتراث، الفرصة فى إلقاء نظرة على منطقة الضاهر بشكل مختلف، فلا يوجد جهة رسمية قدمت الضاهر كمكان تراثي، فلهذا سعينا احنا فى إلقاء الضوء على البيوت والكنايس وآثار الضاهر المنسية بنظرة جديدة".
وعلى الرغم من عدم وجود ميزانية كافية للمبادرة التطوعية، فاستطاعت المبادرة أن تقدم فيلمًا وثائقيًا عن حي الظاهر، وورشة عمل فوجرافية عن آثار المنطقة، مع إقامة ليالي عرض يصحبها جولات لأهم معالم المنطقة، تروي مروة.
الشعور بالفخر والانتماء
تعبر هدير رمضان، منسقة مشروعات بالمبادرة، عن شعورها تجاه إنجاز مجموعة من مهام المشروع التنموي: " المبادرة عرفتني أكثر عن بلدي وعلى الجمال الذى بها، وأهميته لنا وللأجيال القادمة، كما جعلتنى أشعر بالفخر والانتماء لهذا البلد وخاصة هذه المنطقه التى لا أعد أحد سكانها ولكنى أتمنى أن كل سكانها يشعروا بقيمتها الكبيرة وأصالتها".
كتيب يروي حكايات أهل الضاهر
ترى دعاء بركات، المسؤولة عن الصياغة وكتابة المحتوى بالمبادرة، أن المبادرة هامة لأنه لم أجد اهتمام تراثي بهذه المنطقة التى تحوى الكثير من الآثار بها، واصفة المبادرة بأنها كـ"الحجر فى بحر راكد"، وفيما يخص الكتابة عن أهل الضاهر، قالت: وجدت فرحة كبيرة من أهالى الضاهر حينما قررنا الكتابة عنهم، كأبطال المنطقة، فى كتيب يحمل مجموعة من الحكايات عن أهل الضاهر باسم المبادرة.
فيما تسعى هدير، فى الخطوات القادمة، إلى "تشبيك" كل أعمال المبادرة مع المجهودات التى تقوم بها الدوله مع المجتمع المدني: "سنحاول أن نبقى حلقة الوصل هذه حتى نستطيع أن تستمر مبادرتنا فى الحافظ على تراثنا، الذى سيبقى دائما مصدر فخر لنا و للأجيال القادمة".
الضاهر متحف مفتوح
وتحلم سارة، المسؤولة الإعلامية بالمبادرة، أن تلتفت الدولة إلى آثارها المنسية فى منطقة "الضاهر"، وبمشاركة المهتمين بالآثار والشباب المتطوعين، يمكن أن نحول حى الضاهر، إلى "متحف مفتوح" وهو شعار المبادرة، ليزوره الناس من مختلف دول العالم.
كما نظمت المبادرة، معرضًا للصور فى استوديو ناصيبيان، التابع لجمعية "الجيزويت" الثقافية، وليلة عرض للفيلم الوثائق عن حي الظاهر، حضره عددًا من المهتمين بالتراث، أبرزهم الأب وليم سيدهم، رئيس مجلس إدارة جمعية النهضة الثقافية، ودكتورة سلمي مبارك، وكتورة داليا السجيني، والفنان أحمد السيد ابو موسى، وعدد من المتهمين بالتراث المصري.