القصة الكاملة.. لماذا استدعى القاضي الجليل محمد السعيد الشربيني محمد حسين يعقوب للشهادة؟
أرسى القاضي الجليل، المستشار محمد السعيد الشربيني، رئيس الدائرة الخامسة إرهاب بمحكمة جنايات أمن الدولة طوارئ، مبادئ قضائية جديدة تجمع بين نزاهة العدالة والرحمة والدقة خلال مباشرة الدائرة الخامسة إرهاب بمحكمة جنايات أمن الدولة طوارئ.
فعندما قرأ القاضي نص التحقيقات مع المتهمين بارتكاب جرائم إرهابية، لم يغفل اعترافات المتهمين عن نشأتهم والمراحل الأربعة التي مروا بها وهم "الالتزام، السلفية، السلفية التكفيرية، ثم الجهاد بإراقة الدم" حتى وصلوا لقفص المحاكمة جراء ما ارتكبوه من جرائم.
وبمطالعة القاضي لأوراق القضية وجد أن المتهمين حددوا بالأسماء المشايخ الذين أثروا في عقولهم، واعتنقوا فكرهم وساروا على نهجهم في تطبيق تفسير النصوص القرآنية التي استقوها حتى أصبحوا إرهابيين بجرائم وضعتهم تحت مقصلة القانون.
- استدعاء "يعقوب وحسان" للشهادة استجابة لطلب دفاع أحد المواطنين
ولأن العدل أساس الملك والحكم عنوان الحقيقة، استجاب القاضي الجليل لطلب دفاع أحد المتهمين بطلب الاستماع لشهادة محمد حسين يعقوب، محمد حسان، لعل الدفاع يجد فيما يقولان طوق نجاه لموكله الذي يعتبر نفسه تلميذ نجيب نفذ تعاليم مشايخه ليحظى بالجنة والحو العين كما لقنوه في دروسهم بشرط قتل الأبرياء واستخدام العنف وحمل السلاح في وجه أبناء وطنهم.
ولكن محمد حسين يعقوب تخلف عن الحضور دون تقديم أي عذر، فربما كان سبب ذلك الخوف من التورط في القضية كمحرض أو الفزع من المواجهة في حضرة عدالة المحكمة، التي لم يعتاد عليها في جلساته في الفضائيات في برنامجه الذي أطلق عليه "مجلس العلماء" وبرنامجه "أهل الفتوى" وجلساته مع أصدقائه من جماعة الإخوان الإرهابية وإعلانه عن دعم ما أطلق عليه غزوة الصناديق عقب أحداث يناير 2011.
- إصدار قرار بضبط وإحضار الشهود
فما كان من القاضي الجليل إلا تطبيق صحيح القانون واستخدام حق المحكمة في إصدار قرار ضبط وإحضار الشهود، لتطمئن عدالة المحكمة وضميرها لسير محاكمة المتهمين، وكذلك استعمالًا للرأفة بالمتهمين في القضية حتى يحصلوا على حقهم الكامل في الاستجابة لجميع مطالبهم ليعلموا أن العدالة فوق الجميع وأن الحكم الذي سيصدر في حقهم لن تشوبه شائبة.
وخلال الجلسة تنصل محمد حسين يعقوب من جميع أحاديثه التي لقنها للمتهمين وغيرهم، وأخلى مسئوليته عنهم بل وصفهم بالضالين ليجدوا أنفسهم ضحية شيخهم الذي تخلى عنهم برغم ولائهم واقتناعهم التام بجميع، ما كان يقول بل وصل الأمر لإنكاره بأنه شيخ وعالم ومفتي وفقيه بأمور الدين أو مخاطبًا للعقول وبرأ ساحته تمامًا ليترك من اتبعوه لمصيرهم.
- التصدي لإساءة "يعقوب" بالتشكيك في نزاهة المحكمة
ولم ينس محمد حسين يعقوب أثناء الجلسة طلب إسقاط مبلغ 1000 الغرامة عن التخلف عن حضور جلسة الشهادة، ووافق المستشار الجليل على ردها وقال أثناء الجلسة "خدهم" مش هيأثروا عليك، كما تصدى القاضي الجليل لإساءة أدب محمد حسين يعقوب الذي حاول إظهار نفسه بالفاهم للقانون وطلب قراءة أقواله فنهره القاضي الجليل قائلًا: "تعلم الأصول"، ولا تحاول التشكيك في نزاهة المحكمة، أقوالك معلنة على الرأي العام ومسجلة بالحرف في محضر الجلسة".
- تخصص في الحكم على الإرهابيين ومستحلي دماء الشهداء
وتردد اسم «المستشار محمد سعيد الشربيني»، رئيس محكمة جنايات أمن الدولة طوارئ، على مواقع التواصل الاجتماعي والأخبار عقب جلسة محاكمة 12 إرهابيًا في «قضية داعش أمبابة».
وتولى المستشار الجليل مهمة نظر العديد من القضايا الهامة والشائكة، حيث تخصص في الحكم على أعداء الله والإرهابيين الذين استحلوا دماء الشهداء، واعتاد قبل الحكم على المتهمين في قضاياه أن يستخدم القرآن الكريم فكان يطلق كلماته التي تضمنت: «أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ».
وكان يستطرد في أحاديثه قائلًا: إن مما تواترت عليه الشرائع السماوية والأديان الأرضية، أن صون الإنسان أعلى غاية لها وأسمى تعاليمها وأجل مقدساتها، فالإنسان بناء الرب وصنعه من روحه الشريف وملعون كل من حمل على صنعة الله معولا من معاول الهدم، وها نحن اليوم تفجعنا نقيصة تطعن في جسد ألامه بسهام الغدر وتلهب أكباد هذا الشعب بأثره حسرات والما لا ينقطعان".
وكان ينعي شهداء الإرهاب بأن الضحايا تطبق عليهم قول الله عز وجل، بسم الله الرحمن الرحيم، "وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ، فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ، يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ".
- أبرز القضايا التي صدر الحكم فيها برئاسة المستشار الشربيني
- ميكروباص حلوان
المستشار الجليل تولى مهمة نظر العديد من قضايا الإرهاب أبرزهم «ميكروباص حلوان» التي راح ضحيتها 7 أفراد من قسم شرطة حلوان، وقضي على 7 متهمين بالإعدام شنقًا، و3 متهمين بالسجن المشدد 15 عامًا عما أسند إليهم، و15 متهمًا بالسجن المشدد 10 سنوات، وبراءة 7 متهمين آخرين.
- عنف المطرية
وكان هو رئيس محكمة الجنايات التي قضت بالسجن المشدد 10 سنوات على متهم إعادة محاكمته بـ«أحداث عنف المطرية»، لاتهامه في تجمهر مؤلف من أكثر من 5 أشخاص، الغرض منه ارتكاب جريمة، وقد وقعت منهم تنفيذًا للغرض المقصود بالتجمهر مع علمهم بالجريمة، كما أنهم عطلوا عمدًا سير وسيلة من وسائل النقل العام البرية وهي القطار رقم 307 اتجاه المرج.
- خلية الطلبة
وقضى بالمؤبد لـ5 متهمين في قضية «خلية الطلبة»، لانضمامهم لإحدى خلايا "لجان العمليات النوعية" التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية.
- اقتحام قسم التبين
وكان قضي بالسجن المشدد 15 سنة لـ12 متهمًا، والمشدد 10 سنوات لـ12 آخرين، والمشدد 7 سنوات لـ10 متهمين، وإلزامهم بسداد 10 ملايين و101 ألف جنيه قيمة التلفيات التي أحدثوها في القضية المعروفة إعلاميًا بـ«اقتحام قسم التبين».
- كنيسة مارمينا
وأدرج 3 متهمين القضية المعروفة بـ"أحداث كنيسة مارمينا بحلوان"، على قوائم الإرهاب.
- داعش التجمع
وقضى بمعاقبة 6 متهمين بالمؤبد، ومتهم بالسجن المشدد 10 سنوات، وبرأت متهمين في قضية «خلية داعش التجمع الأول».
- إدراج مستشار المعزول على قوائم الإرهاب
وقرر إدراج عبدالله شحاتة، مستشار الرئيس المعزول الراحل محمد مرسى، و20 آخرين من عناصر اللجان النوعية، على قوائم الإرهاب لمدة 5 سنوات.
- اللجان نوعية
وكانت قررت محكمة جنايات أمن الدولة العليا، بمعاقبة 10 متهمين من عناصر جماعة الإخوان الإرهابية، بالسجن المؤبد لمدة 25 سنة، لاتهامهم بالانضمام لإحدى الخلايا العنقودية المسلحة التابعة للجان النوعية.
- قضايا ما زالت تنظر
كما أنه حاليًا ينظر إعادة محاكمات عدد من المتهمين في قضايا مختلفة أمثال «اللجان النوعية في المرج» و«اقتحام قسم مدينة نصر»، «خلية الوايلي الإرهابية»، «خلية الزيتون الأولى»، بـ«داعش حلوان»، «داعش السلام»، «تمويل الجماعة الإرهابية»، «عنف الظاهر»، أحداث قسم النزهة و«داعش أمبابة» التي استجاب فيها لطلب الدفاع بسماع شهادة الشيخ محمد حسان، والشيخ محمد حسين يعقوب، لتأثر المتهمين بفكرهم.
وبالفعل تم ضبط وإحضار الشيخ محمد حسين يعقوب عقب تخلفه عن الشهادة، وحدثت بينهم مناقشة وجدال حول الفكر التكفيري حتى إنهاء الشهادة.