«شخص واحد وفروقات كثيرة».. تواضروس الثاني بين الباباوية والأسقفية

تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اليوم، بذكرى السيامة الأسقفية للبابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، ففي اليوم نفسه من عام 1997 قام البابا الراحل شنودة الثالث بابا الكنيسة المصرية رقم 117، بسيامة الراهب ثيؤدور، أحد رُهبان دير القديس العظيم الأنبا بيشوي العامر للرهبان الأقباط الأرثوذكس أسقفًا عامًا يُساعد الأنبا باخوميوس مُطران البحيرة ومطروح والخمس مدن الليبية الغربية.

والده تنبأ عنه .. بكره يرسموه "أسقف"

نجح البعض في أن يزج بشائعة عن البابا وسط زخم هائل يملئ السوشيال ميديا ولاسيما "فيس بوك"، وأفادت تلك الشائعة أن البابا الأسبق القديس كيرلس السادس التقى الفتى وجيه صبحي باقي سليمان، المولود في يوم الثلاثاء 4 نوفمبر سنة 1952م، وهو صغيرًا ورتب على كتفه مُتنبئًا له بأن يكون له شان عظين في الكنيسة وهو ما نفاه البابا شخصيًا في إحدى اللقاءات الإعلامية له.

القصة مُصابة بالتحريف، صححها البابا شخصيًا في لقاء إعلامي له، وقال إنه عندما انتقلت الأسرة حديثُا إلى دمنهور، لم تكن معروفة، وحينما تقدم الطفل وجيه للسيامة شماسًا اخرجه كبير الشمامسة من الصف بحجة أنه غريب ولا يعرفه أحد من الكنيسة، وهو ما لم يتأثر به الطفل لحداثته، بينما انهمرت الأ في البكاء، وعندما عاد الأب من العمل وعلم بالقصة، أرادت تعزيتها بقوله "بكرة يرسموه أسقف"، وهو ما تم فعليًا في عام 1997، بعد أن مر على فترة الرهبنة بدير الأنبا بيشوي في 31 يوليو عام 1988 م.   

لماذا اختار البابا شنودة أن يسيمه على "البحيرة" تحديدًا؟

مرت أسرة والد البابا تواضروس صبحي باقي سليمان، على 4 محافظات، في مراحل عُمرية مُختلفة، وبدأت الرحلة بالمنصورة التي عاش بها حتم تم عامه الخامس، ثم تم الانتقال إلى الصعيد حيث سوهاج وهناك قضى بين 3 او 4 سنوات، حيث بلغ الثامنة او التساعة من العمر، وقضى الفترة الأكبر من حياته في دمنهور التابعة إلى إيبارشية البحيرة، قبيل أن ينتقل أخيرًا إلى الإسكندرية للدراسة في كلية الصيدلة التي تخرج منها عام 1975.

وشهدت دمنهور جولات خدمية كبرى للبابا، الذي بدأ العمل في الخدمة الكنسية في صيف المرحلة الأولى الثانوية سنة 1968 وتحديدًا بكنيسة رئيس الملائكة الجليل ميخائيل الأثرية للاقباط الأرثوذكس بدمنهور، كما مارس سر التوبة والاعتراف لسنوات على يد القمص ميخائيل جرجس راعي الكنيسة والذي سيم عليها عام 1963، وفي سنة 1975 تم تعيينه أمينًا للخدمة بنفس الكنيسة، بعد رسامة الأمين السابق له كاهنًا، كما تمت ترقيته شماسًا بدرجة أغنسطسًا أي قارئ في 27 سبتمبر 1975 بيد الحبر الجليل نيافة الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح والخمس مدن الليبية الغربية.

كل هذا وارتباطه الشديد بإيبارشية البحيرة والخدمة في دمنهور دفع البابا شنودة لسيامته في نفس الإيبارشية، لاسيما وأن رؤية البابا في اختيار أسقف يكون من نفس الإيبارشية أو على الأقل من إيبارشية مجاورة حتى يكون على دراية كاملة بظروف الخدمة بها.

الفارق بين البابا تواضروس الثاني والأنبا تواضروس الأسقف العام

بخصوص المجمع المُقدس 

الأنبا تواضروس الأسقف العام كان عضوًا في ثلاث لجان وهم لجنة الإيمان والتعليم والتشريع، ولجنة العلاقات الكنسية، ولجنة الرعاية والخدمة، بينما وفقًا للائحة المجمع فإن البابا هو رئيس المجمع المقدس ورئيس أساقفة الكرازة المرقسية حسب قوانين مجمع نيقية المسكونى المقدس

كما أن الأنبا تواضروس الأسقف العام له أن يتلقى دعوة بالحضور في جلسات المجمع مثل بقية الأساقفة، بينما يجتمع  المجمع برئاسة البابا البطريرك ولا يجوز أن يجتمع بغير رئاسته فى حياته، ويستثنى من ذلك حال مرض يمنعه من التحدث أو التفكير، وهو الذي يُرسل الدعوة لانعقاد المجمع المقدس إلى الأعضاء بتوقيعه.

بخصوص الإيبارشيات

فليس للأنبا تواضروس الأسقف العام إلا مسؤولية في إيبارشيته التي يتعامل معها وفق رؤية مطران الإيبارشية بينما وفقًا للائحة المجمع المقدس فإن البابا تواضروس الثاني هو المسئول عن جميع الإيبارشيات الخالية و الجديدة كالتى فى المهجر إلى حين سيامة أو تعيين أساقفة لها، وله الحق الكامل في أن ينتدب نائباً باباوياً أو وكيلاً لإدارتها تحت إشرافه، كما أنه من حقه أن يعين لجنة مجمعية لمعاونته فى إدارة شئون المهجر.

بخصوص السيامات

كان للأنبا تواضروس الأسقف العام الحق في سيامة شمامسة وتعيين خدام وسيامة كهنة في رتبة القسيسية والقمصية، بينما وفقًا للائحة المجمع المقدس فمن حق البابا تواضروس الثاني اختيار الأساقفة العموميين الذين يعاونونه في الخدمة، وسيامة الأساقفة الجدد وترقية الأساقفة للمطرانية.

بخصوص المسؤولية

تحمل الأنبا تواضروس الأسقف العام مسؤولية إيبارشية البحيرة ومطروح والخمس مدن الليبية العربية فقط، وما يُسند إليه من مهام من قبل البابا شنودة الثالث أو الأنبا باخوميوس مطران البحيرة، بينما البابا تواضروس الثاني هو المسئول عن الأمور العامة فى الكنيسة وهو الذى يمثلها أمام الدولة وأمام الكنائس الأخرى وكل الهيئات الرسمية والدينية.