الطريقة الكسنزانية بالعراق تحذر من هدم مرقد الإمام أبى حنيفة النعمان
وجه رئيس الطريقة الكسنزانية في العراق والعالم الشيخ نهرو محمد الكسنزان رسالة لإخماد نار الفتنة، حيث دعا إلى عدم عودة الطائفية، ونشر رسالة الإسلام الحقيقية التي تجمع الناس وتجعلهم أخوة متحابون في الله، والتصدي لأهل الفتن والصراعات.
وقال شيخ الطريقة الكسنزانية، في بيان له، "إن الصوت المنكر الذي يدعو إلى هدم مقدسات المسلمين ومنها مرقد الإمام أبي حنيفة النعمان رضي الله عنه هو إيقاد للفتن وهتك لكل ماحرمه الله سبحانه وتعالى، واستباحة لكل قيم الخير وقيم السلام والمحبة والرحمة وايقاد لنار فتنة نائمة".
وأضاف "أن الصوت الذي يدعو إلى هدم الضريح الشريف المقدس للإمام أبي حنيفة النعمان أقض مضاجعنا وندعو إلى وأد كل فتنة يراد بها سفك دماء الأبرياء التي حرم الله سفكها"، وأعرب عن "خشيته من هذه الفتنة وتوسيع مساحتها، في حين ان علقم الطائفية البغيضة مازال يزعجنا بمرارة ذكراه".
وطالب رئيس الكسنزانية في العالم الشيخ نهرو محمد الكسنزان "الحكومة العراقية بتوفير الأمن لبيوت الله والدفاع عنها وعن حرماتها من خلال اجهزتها الامنية"،لأن ذلك الأمر من شأنه إحداث حالة من الفتنة لأن أهل التصوف بالعراق لن يسكتوا على هدم مزارات الصالحين.
الجدير بالذكر أنه منذ يومين، برزت دعوات من ناشطين ومدونين، على صلة بفصائل مسلحة، لهدم معالم تراثية عراقية، مثل نصب أبي جعفر المنصور، غربي بغداد، بداعي الخلافات التاريخية مع الإمام جعفر الصادق، فيما امتدت تلك الدعوات إلى المطالبة بهدم مرقد الإمام أبي حنيفة النعمان شيخ أهل السنة والجماعة.
وكانت منطقة الأعظمية وسط العاصمة العراقية بغداد، قد شهدت انتشار أمنياً مكثفاً، على خلفية دعوات من متطرفين إلى هدم مسجد ومرقد الإمام أبي حنيفة النعمان، وسط دعوات لتدخل حكومي عاجل.
وانتشر المئات من عناصر الأمن العراقي، حول محيط المسجد، ونصبوا نقاط التفتيش، ومنعوا المارة من الاقتراب، تحسباً لأية تجمعات مفاجئة من قبل الداعين لذلك، فيما أغلقت مداخل المدينة، بوضع الحواجز الإسمنتية، لتخفيف الازدحامات الحاصلة بداخلها.
ولم تعلن أية جهة حتى الآن تبنيها لهذه الدعوات المريبة التي أثارت جدلا وغضباً في الشارع العراقي.
وقال ضابط في وزارة الداخلية العراقية، إن "وحدة الرصد ومكافحة الشائعات رصدت منذ يومين دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة تويتر، دعوات تطلقها حسابات وهمية، وغير معرفة، تدعو إلى هدم بعض المراقد، وكذلك النصب والتماثيل".
وأضاف أن الدعوات تنطلق من دعوات طائفية، ومتطرفة في تفسير الوضع العراقي، حيث صدرت أوامر من القيادة العليا، بضرورة التحرك، ووقف تلك الخطابات التي تحرض على الكراهية والعنف وتغذي الفكر المتطرف".
وتظاهر العشرات، الجمعة الماضية، للمطالبة بإزالة تمثال أبي جعفر المنصور وسط بغداد، وحاول بعضهم مهاجمة التمثال.
وأطلقت مجموعة من رواد مواقع التواصل الاجتماعي قبل أيام حمّلة تحت وسم "يسقط صنم المنصور"، للمطالبة بإزالة تمثال رأس أبي جعفر المنصور، الموجود في دوار رئيسي بمنطقة المنصور، أحد الأحياء الراقية في بغداد.
ويستند المطالبون بتحطيم تمثال الخليفة العباسي، إلى أحداث وروايات سياسية – دينية، خلال الحقبة العباسية.
لكن تلك الدعوات امتدت إلى مرقد الإمام أبي حنيفة، وهو أحد علماء المسلمين، وصاحب المذهب الحنفي في الفقه الإسلامي، حيث يعد مرقده في منطقة الأعظمية، وسط بغداد، من أبرز معالم العاصمة، وهو يقع في المنطقة المجاورة، لمدينة الكاظمية التي يقع فيها مرقد الإمام موسى الكاظم.
وبعد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، حدثت معركة عسكرية في الأعظمية، تم على إثرها تدمير جزء من منارة الجامع والساعة والضريح وأجزاء أخرى داخل الجامع، وتحطمت المباني حول الجامع ومنها مبنى جمعية منتدى الإمام أبي حنيفة.