الأنبا نيقولا أنطونيو: «اليوم نُعيّد للصعود.. منتظرين الروح الإلهي»
أدلى الأنبا نيقولا أنطونيو، مطران الغربية وطنطا للروم الأرثوذكس، المتحدث الرسمي للكنيسة في مصر، بتصريح صحفي، حول "عيد الصعود الذي تحتفل به الكنيسة غدا".
وقال الأنبا نيقولا أنطونيو، الوكيل البطريركي للشؤون العربية، في بيان رسمي، عبر حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: الصعود الإلهي هو حدث ارتفاع المسيح إلى السماء. تاليا، هو عيدُ الكنيسة لكونه باكورة صعودها هي إلى السماء. هذا ما بيّنه القديس يوحنا الذهبي الفم بقوله: «لقد دخلت إنسانية الجميع نهائيا في ناسوت المسيح في الصعود السماوي، وقد تحققت أبديتنا من دون رجعة.. وأصبح منذئذ "موطننا في السموات (فيلبي 3: 20)"».
وأضاف: "الصعود الذي يجري، كما ذُكر في كتاب أعمال الرسل، في جبل الزيتون (1: 4-11)، هو تتمة السرّ الفصحي ويشكل نقطة ابتداء زمن الكنيسة، ذلك أنه كشْفُ مسبق وتهيئة للحدث العظيم الذي هو "العنصرة". فالروح آت والرب باق معنا، إلا أننا لا يمكننا رؤيته بعد الآن إلا بمظاهر الروح القدس".
وتابع: لذلك كان لا بدّ للمسيح أن ينطلق، لأنه كما يقول: "لأنني إن لم أنطلق لا يأتكم المعزي" (يوحنا 16: 7). وهذا لا يفضي، كما قال هو نفسه لتلاميذه، بالكنيسة إلى الحزن وإنما الى الفرح. فالصعود الإلهي ليس حدثا يؤكد على رحيل الرب- ولو كان هذا ظاهره- وإنما على حضوره معنا إلى الأبد، كما قال لتلاميذه: "وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ" (متى 20:28)، ولكن بروحه القدوس.
وأكمل: إن الرب يسوع صعد الى السماء كان بعد أربعين يوما من القيامة (أعمال الرسل)، وهي المدّة التي كان يسوع يتراءى فيها لتلاميذه لكي يهيّئهم لنوع جديد مختلف عن حضوره بينهم قبل موته قيامته، أمّا "السماء" التي ارتفع إليها الربّ يسوع فليست الفضاء الخارجيّ الذي يحيط بالأرض، بل تشير إلى الله الأب. كما أن عن أنه "جلس عن يمين الآب" لا يقصد به يميناً مكانيّة، بل يعني مجد لاهوته وكرامته اللذين يقيم فيهما ابن الله قبل الدهور، بصفته إلهاً، مساوياً للآب في الجوهر، ثمّ بصفته قد تجسّد، هو يجلس بالجسد (عن يمين الآب). أشار إليه الرسول بولس عندما كتب: "اَلَّذِي نَزَلَ هُوَ اَلَّذِي صَعِدَ أَيْضاً فَوْقَ جَمِيعِ اَلسَّمَاوَاتِ، لِكَيْ يَمْلأَ اَلْكُلَّ" (أفسس 4: 10).
واستطرد: “بصعود الرب يسوع المسيح بدأ تأليهنا نحن، أي طريق الاشتراك في الحياة الإلهية. لذا من أراد الاشتراك في الصعود وجب عليه أن يسلك طريق نكران الذات في اتجاه مُحب إلى الله والناس، أي أن ينسلخ بجهاد عن التمتع الأناني بخيرات الدنيا، كي يتجه، مع المسيح وبمؤازرة نعمته، إلى فوق، أي إلى تلك الشركة مع الله التي أعدّت لنا. لأن صعود المسيح هو صعودنا نحن أيضا، فالمسيح هو سابقٌ لنا وقد أعدّ لنا مصيراً أفضل إذا قبلنا الدخول معه إلى حضرة الله الأبديّة”.
واختتم:"اليوم نُعيّد للصعود، منتظرين الروح الإلهي".