«خفت يقولوا إيه لمّك على الرقّاصة دي».. لماذا غضب نجيب محفوظ بسبب فيفي عبده؟
كان الأديب الراحل نجيب محفوظ يرى أن السينما أفادته؛ لأنها عرّفته إلى الناس الذين لا يصلون إلى أعماله بسبب عدم قدرتهم على الكتابة أو القراءة، لكنه بعدما شاهد فيلم "نور العيون" عبر عن غضبه وضيقه من العمل، لأنه بحسب تعبيره، لا يمت بصلة للقصة المأخوذ عنها الفيلم.
التقى الناقد الفني طارق الشناوي بأديب نوبل نجيب محفوظ في كازينو النيل بعدما شاهد "نور العيون" إخراج حسين كمال، بطولة فيفي عبده، وعادل أدهم، سيناريو وحيد حامد، المأخوذ عن إحدى قصص الأديب الراحل في مجموعته "خمارة القط الأسود".
عرض فيلم "نور العيون" عام 1991، وأعلن نجيب محفوظ غضبه في حوار نشر وقتها بجريدة "روز اليوسف"، وقال لـ"الشناوي": "أنا خايف الناس يعاتبوني ويقولوا إيه اللي لمّك يا نجيب على الرقّاصة دي"؟، يقصد بطلة الفيلم فيفي عبده.
الكاتب والسيناريست وحيد حامد، قال إن كل ما جاء في الفيلم وشاهده الجمهور يُسأل عنه المخرج حسين كمال.
كان الأديب نجيب محفوظ قد أعلن عن اعتراضه على ما جاء في الفيلم، وقال إنه شاهد الفيلم وقد كتب عليه قصة الأديب الكبير نجيب محفوظ، فتشجعت على مشاهدته، خاصة أن مخرج الفيلم وكاتبه اسمان كبيران، لكني وجدت أن الفيلم لا علاقة له بالقصة التي كتبتها.
وأكد الأديب الراحل أن القصة لم يكن بها شخصيات نسائية أبدًا، حتى يمكن أن تكون بطلتها "راقصة"، لكنهم أقحموا شخصية "الراقصة" في الفيلم، لتليق بفيفي عبده وتكون هناك مشاهد رقصات خليعة.
أمنيات
"كنت أتمنى أن أكون سائق ترام".. نشرت مجلة "آخر ساعة" في عددها الصادر في سبتمبر عام 1965 عن الأمنيات التي كان أديب نوبل نجيب محفوظ يريد تحقيقها.
وقال أديب نوبل، إنه عندما كان طفلًا كان يتمنى أن يكون سائقًا للترام، فلقد كان معجبًا للغاية بقدرة سائق هذه الآلة الكبيرة على السيطرة عليها.
وعندما بلغ العاشرة من عمره، بدأ أديب نوبل، يتابع مباريات كرة القدم وأعجب بما يقدمه اللاعبين، حسين حجازي ومختار التتش ومرعي، وتمنى أن يصبح لاعب كرة قدم تهتف الجماهير له وتتغنى باسمه في الملاعب بعد هز شباك المنافسين بالأهداف.
ومع اقتراب أديب نوبل نجيب محفوظ، من سن الثانية عشرة، بدأ يقرأ الروايات، فالبداية كانت عندما قرأ رواية من تحت الدرج في مدرسته بعيدًا عن أعين المدرس، واكتشف مدرسه هذه الواقعة أكثر من مرة وقام بضربه على أصابعه.
بدأ "محفوظ" في قراءة قصص الأنبياء، ثم القصص البوليسية وبعدها تعلق بالسينما وتصور أن ما يراه على الشاشة شيء حقيقي وعند ذهابه لمشاهدة فيلم يظل يبحث عن الناس الذين رآهم وتخيل أنهم اختفوا وسط زحام المشاهدين.