«اخص عليكي يا دنيا».. نجيب الريحاني يحكي قصة فيلا حدائق القبة لماري منيب
يعد نجيب الريحاني من أهم الفنانين في القرن الماضي حيث قدم العديد من الأعمال الفنية المهمة بين المسرح والسينما، كما شارك بالتأليف والإخراج في أعمال عديدة ومن كثرة حبه لعمله بالفن كان له عدة تجارب أنتاجية.
ويصادف اليوم الذكري الـ72 لوفاة نجيب الريحاني حيث ولد في 21 يناير 1889 ورحل في 8 يونيه من 1949 عن عمر ناهز 60 عامًا، مسيرة نجيب الريحاني لم تكن سهلة بذل مجهود كبير وعاني كثيراً ليحقق ما كان يريده.
ورصد الكاتب فايز نصار في مجلة ألف ليلة وليلة اللبنانية سلسلة مقالات قصة الألفة بين نجيب الريحاني وماري منيب الذي كانت تعد من أقرب أصدقائه، وفي أحد مقالاته رصد حوار دار بين نجيب وماري عن الموت الحديث جمع الثنائي قبل وفاة نجيب الريحاني بفترة قليلة وبعد أن أشتري قطعة أرض في منطقة حدايق القبة الذي كانت تعد من المناطق الجديدة في ذلك الوقت بهدف بناء فيلا له يقضي فيها السنوات الأخيرة من عمره في هدوء ونظراً لأنه كان لا يحب الوحده طلب من ماري منيب وبديع خيري أن يشتري كل منهم أرض بجانبه ويبنون عليه فيلا ليكونوا جيرانه.
وجاء نص الحوار بين ماري منيب ونجيب الريحاني كالأتي:
الريحاني: عارف يا ست الستات اني مش حاعيش كتير حاسس كده إن البنزين فرغ وأن السيارة حاتخزن في الجراچ وأنا مش خايف من الموت، لكن اللي صعبان عليا اني حشرب مقلب نضيف اذا توفيت دلوقتي.
ماري منيب: كلام إيه ده يا سي نجيب؟ ميصحش تتكلم كده.. انت كويس جدا وكلها كام يوم وتقوم بصحتك.
الريحاني: ده كلام يا ست الستات.. كلام.. أنا استرد صحتي.. وأنفد من عزائيل.. وامثل علي المسرح! ياريت لكن مفيش فايدة.
ماري منيب: انت بتزعلني خالص بالكلام ده أنا مش حاجي أزورك أبدًا.
الريحاني: اوعي تعمليها يا ماري أنا ماليش حد يحبني يإخلاص إلا انتي وبديع، المهم أنا كنت بقول أيه؟ آه كنت بتكلم عن المقلب اللي حشربه أنا اتعرضت للموت ألف مرة في حياتي وفي اوقات كتيير تمنيت الموت لنفسي علشان ارتاح وبعدين جاهدت وتعبت وانصلح الزهر معايا شوية حبيت ارتاح كام سنة واعيش في بيت ابنيه علي ذوقي .. وبنيت البيت واديني هودع قبل ما تمتع بيه كأن المقادير مش عايزني ارتاح ابدا كأني متخلقتش للراحه بقي ده مش مقلب؟
ماري .. هز رأسه وتاهت عيناه في سماء الغرفة وغمغم قائلاً: اخص عليكي يا دنيا!