«فرض الجزية وفقأ أعين الطلاب».. «الأسايطة» يرصد خطايا الجماعة الإسلامية بأسيوط
في روايته "الأسايطة" والصادرة عن دار روافد للنشر، يوثق الكاتب عادل أسعد، مظاهر توغل التيارات المتأسلمة في المجتمع المصري بدءا من السبعينيات فيما عرف بالصحوة الإسلامية. يرصد عادل أسعد سطوة الجماعة الإسلامية في جامعة أسيوط، وكيف سيطر عليها أعضاء الجماعة حتي أنهم قرروا مجموعة من الأوامر والنواهي، من يخالفها أو يضبط بتحديها يكون أعضاء الجماعة الإسلامية بالمرصاد.
ويلفت عادل أسعد إلى أن من القوانين التي سنتها الجماعة الإسلامية، وكان لأعضائها في جامعة أسيوط سلطة تنفيذها: كل طالب ضبط يعاكس فتاة أو يغش في امتحان يحال إلى مجلس تأديب، وأعضاء الجماعة من حقهم "فقأ" عين أحد الطلاب أو تعذيبه بالجلد والكي بالنار علنا.
وصلت سطوة الجماعة الإسلامية إلى أن أحد الطلاب عندما تجرأ بالشكوى إلى حرس الجامعة، نصحه الضابط بالتصالح لأن العقوبة ستقع على الطرفين وقد تدمر مستقبله. بل أن الأمر وصل لأن يرسل محافظ أسيوط "محمد عثمان" سائقه إلى ناجح إبراهيم أمير الجماعة الإسلامية للحوار والتنسيق معه، فيجيبه بأنه: "مش فاضي"، فيستدير السائق عائدا، ولا يغضب المحافظ.
ويوضح عادل سعد في روايته "الأسايطة": المؤسسون للجماعة الإسلامية في أسيوط هم: صلاح هاشم، أسامة حافظ، كرم زهدي، وناجح إبراهيم، خرجوا علي الإخوان وطردوا أسامة لتكوين كيان مستقل في أسيوط، وفي المنيا محيي عيسي وأبو العلا ماضي، وفي القاهرة عصام العريان وعبد المنعم أبو الفتوح وحلمي الجزار. وانضم إلى تنظيم الجماعة الإسلامية في أسيوط عاصم عبد الماجد وعصام دربالة، وبعد سنة انضم محمد شوقي الإسلامبولي إلى الجماعة، والمحافظ تقابل مع الأمراء وأعطاهم الإشارة للقضاء على الشيوعيين والناصريين. وكان يسمح بالمعسكرات وتمويلها وصرف مرتبات من شركة المقاولون العرب ورئيسها صهر السادات.
وعن مظاهر تغلغل الجماعة الإسلامية في أسيوط وتغييرها لملامح المجتمع الأسيوطي يقول عادل أسعد في روايته "الأسايطة": الجلابيب قصيرة فوق بنطال، وعود السواك، والمصحف تحت الإبط. البنطلون حرام والجلباب الأبيض سنة، والشوكة والملعقة والسكين تشبه بكسري أنوشروان، والأرض فرض والمقعد حرام، صباح الخير ونهارك سعيد الأفضل منهما السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، بيوتنا حرام. أقاموا مساجد في المدن الجامعية، أحدهم تلا في صلاة العشاء جزءا من القرآن، الركعة استمرت ساعة، هاجموا علماء الأوقاف.
جامعة أسيوط التي انتخبت يوما القبطي "سامي أرميا" رئيسا لاتحاد طلابها، حرمت علي الطلاب الأقباط تعليق صور المسيح في غرف نومهم، مفاتيح المدينة الجامعية في أيدي أمراء الجماعات الإسلامية، وفي المدينة ميلشيات طلابية لمعاونتهم. حضر وزير الأوقاف لمناقشتهم هاجموه. فرضوا الجزية على الأقباط في القرى وجلدوا من يعارضها، وذبحوا أغنياء الأقباط وأصحاب محلات الذهب.