تطعيم الأطفال بلقاحات كورونا للدول الفقيرة تشكل معضلة أخلاقية في بريطانيا
ذكرت صحيفة "ديلي ريكورد" البريطانية اليوم السبت، أن مسألة تطعيم الأطفال في المملكة المتحدة أو التبرع باللقاحات للبالغين المعرضين للخطر في البلدان منخفضة الدخل، باتت تشكل معضلة أخلاقية في البلاد، وذلك فقا لخبراء استشاريين متخصصين في اللقاحات بالحكومة البريطانية.
وأشارت الصحيفة إلى أنه تمت الموافقة على استخدام لقاح فايزر/ بيونتك المضاد لفيروس كوفيد - 19 المستجد، لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و 15 عاما في المملكة المتحدة يوم الجمعة القادم .
وذكرت وكالة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية في بريطانيا، قد صرحت باستخدام اللقاح في الفئة العمرية الأصغر بعد مراجعة سلامتها وجودتها وفعاليتها، وبأن اللجنة المشتركة للتلقيح والتحصين، ستقدم المشورة للحكومة بشأن هذه الفئة العمرية التي يتم تطعيمها كجزء من إطلاق عملية التطعيم.
وقال نائب رئيس اللجنة البروفيسور أنتوني هارندن ، إنه في الوقت الذي تأثرت فيه مجموعة قليلة جدا من الأطفال بشدة بفيروس كورونا، فإن الأطفال بشكل رئيسي لا يصابون بالمرض بشكل خطير.
وتابع بقوله : "إن الكثير من فوائد تطعيم الأطفال ستتمثل في منع انتقال العدوى إلى البالغين، وبالتالي، فإن طرح معضلات أخلاقية حول ما إذا كان ينبغي إعطاء الأطفال جرعة مضادة لـ كوفيد - 19 بشكل رئيسي من أجل المنفعة غير المباشرة للبالغين.
وأضاف البروفيسور هارندن : " إننا بحاجة إلى أن نكون على يقين تام من أن الفوائد التي تعود على الأطفال وربما للمجتمع تفوق بكثير أي مخاطر" .. وقال إن "هناك قضية أخلاقية أخرى أوسع تتعلق بما إذا كنت تقوم بتلقيح الأطفال في هذا البلد أو ما إذا كنت تتبرع بهذا اللقاح دوليا إلى البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل حيث لا يزال لديها سكان بالغون معرضون للخطر إذا لم يتم تطعيمهم"، مشيرا إلى أن اللجنة المشتركة للتلقيح والتحصين ستقدم على الأرجح مجموعة من الخيارات للحكومة.
وكان وزير الصحة البريطاني مات هانكوك قال إن البلاد لديها إمدادات كافية لتقديم اللقاح للأطفال الذين تبلغ أعمارهم 12 عاما أو أكثر إذا أوصت اللجنة المشتركة للتلقيح والتحصين بالقيام بذلك.
وأشار إلى أنه سيكون واجبه الأول أن يرى الأطفال في المملكة المتحدة يتلقون التطعيم، بدلا من التبرع بجرعات للدول النامية.. وقال في تصريحات صحفية : إن " دوري الأول ، وواجبي الأول كوزير للصحة في المملكة المتحدة هو التأكد من أن المملكة المتحدة محمية وآمنة.
يشار إلى أن مدير مجموعة أكسفورد للقاحات، قال في تصريحات سابقة إنه "من الخطأ الأخلاقي تقديم لقاحات كوفيد-19 للأطفال في البلدان الغنية في الوقت الذي لا تزال فيه المجموعات المعرضة للخطر في الدول الفقيرة غير محصنة".