رئيسا وزراء تونس وفرنسا يوقعان 7 اتفاقيات للتعاون الثنائي
أكد رئيس الحكومة التونسي هشام المشيشي ونظيره الفرنسي جان كاستكس أنه تم توقيع 7 اتفاقيات للتعاون الثنائي في جملة من المجالات المالية والاقتصادية والتنموية، فضلا عن تتويج أعمال الاجتماع الثالث للمجلس الأعلى للتعاون التونسي الفرنسي باعتماد إعلان سياسي مشترك وإقرار 4 خرائط طريق للتعاون تعكس سعي الجانبين إلى مزيد من الارتقاء بالعلاقات الثنائية في مختلف المجالات وتوضيح الرؤية لإرساء شراكة استراتيجية متميزة.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده الطرفان اليوم الخميس بقصر الحكومة بالقصبة أكدا خلاله أهمية الاتفاقيات الموقعة في تعزيز التعاون التونسي الفرنسي وفي فتحها لآفاق جديدة في عدد من المجالات.
ونقل بيان لرئاسة الحكومة التونسية صدر اليوم عن المشيشي قوله "إن عقد اجتماع المجلس الأعلى للتعاون التونسي الفرنسي المحدث بمقتضى الاتفاقية الموقعة بباريس في 7 أبريل 2015 يمثل مناسبة متجددة لتدعيم العلاقات في مجالات متنوعة وذلك بعد لقاء باريس في ديسمبر الماضي لتعميق الحوار المشترك حول السبل الكفيلة بتعزيز الشراكة الاستراتيجية الاستثنائية القائمة بين البلدين في مختلف مجالات التعاون".
وأشار المشيشي إلى أن هذا اللقاء يمثل موعدا متجددا للوقوف على مدى التقدم في تنفيذ المشاريع والبرامج المشتركة واعتماد الخطط الثنائية لكافة القطاعات ذات الأولوية مع استكشاف الفرص المتاحة في المجال الاقتصادي والمالي والتعليم العالي والبحث العلمي والرقمنة والتربية والتكوين المهني إضافة إلى فتح آفاق أرحب للعلاقات التاريخية بما يتماشى وخصوصيات المرحلة لمجابهة التحديات في مرحلة ما بعد جائحة الكوفيد-19.
وأشاد بدعم الجمهورية الفرنسية لمخطط الإصلاحات الكبرى التي تعتزم الحكومة التونسية تنفيذه، فضلا عن وقوف الشريك الفرنسي إلى جانب تونس في مفاوضاتها مع صندوق النقد الدولي والمؤسسات الأوروبية لحشد الموارد الضرورية لتنفيذ الإصلاحات المذكورة، كما أبرز أن اللقاء مثل فرصة لتحديد أولويات الشراكة بين تونس والاتحاد الأوروبي للفترة 2021-2027.
وأكد أهمية البعد الثقافي لتحقيق مزيد من التقارب بين شعبي البلدين بما في ذلك الاستعدادات الجارية لتأمين كل الظروف الملائمة لإنجاح القمة الـ 18 للفرانكفونية التي ستحتضنها تونس في نوفمبر القادم، فضلا عن التظاهرات التي سيتم تنظيمها للنهوض بالتعاون في الفضاء الفرانكفوني ومنها الملتقى الفرانكفوني الأول للأمن المزمع عقده بتونس في 29 يونيو الجاري.
وجدد المشيشي عزم البلدين على المضي قدما في تعزيز التعاون لمكافحة ظاهرتي الإرهاب والجريمة من خلال مزيد من التنسيق في المجال الأمني والتكوين وتبادل الخبرات وتطوير التعاون القضائي وآلياته.
وأوضح أن أعمال المجلس الأعلى للتعاون تطرقت إلى التصرف الأمثل في الهجرة المنظمة طبقا لاتفاقيات التصرف التوافقي في الهجرة والتنمية المتضامنة لسنة 2008 وفق مقاربة متكاملة تأخذ بعين الاعتبار كافة مكونات الاتفاق بما يعزز التنمية المتضامنة التونسية الفرنسية.
من جانبه، نوه كاستكس بأهمية زيارته رفقة عدد من الوزراء ورؤساء المؤسسات الاقتصادية الفرنسية وذلك بمناسبة انعقاد الدورة الثالثة للمجلس الأعلى للتعاون التونسي الفرنسي، موضحا أن هذه الدورة تعتبر حدثا هاما يجسد عمق علاقات الصداقة القوية التي تجمع تونس وفرنسا.
وأوضح أن تونس وفرنسا هما أكثر من مجرد صديقين نظرا لعمق ونوعية المحادثات التي دارت مع المسؤولين التونسيين خلال هذه الزيارة، مبرزا أهمية التحديات التي يواجهانها خاصة منها العدو الخفي، فيروس كورونا، وتداعياته السلبية وهو ما جعل تونس وفرنسا تتعاونان تعاونا وثيقا في هذا المجال، قائلا "أود هنا أن أتوجه بالشكر للأطباء التونسيين الذين توجهوا لفرنسا خلال الموجة الأولى من هذا الوباء لدعم النظام الصحي والمستشفيات الفرنسية، كما أن فرنسا كانت حاضرة من خلال إرسال عدة مساعدات طبية ومالية لتونس، وسوف تتواصل هذه المساعدات الفرنسية حيث تم اليوم تسليم ثلاث وحدات لإنتاج الأكسجين الطبي لمستشفيات تونس إضافة إلى عدد من المعدات الطبية وأجهزة التنفس بقيمة 3 ملايين يورو".
وأكد كاستكس أهمية مساندة تونس في توفير اللقاحات ضد وباء كورونا للخروج من الأزمة الصحية الاستثنائية التي تمر بها، موضحا أن فرنسا تدعم تونس خاصة في إطار آلية "كوفاكس" وملتزمة تمام الالتزام بالاتصال والتعاون مع شركائها لكي يتم تسليم الجرعات المخصصة لتونس في أسرع وقت ممكن.
كما أكد الأولوية التي تمنحها فرنسا لقطاعات التنمية في تونس، مشيرا إلى أن البلدين سيعمقان شراكتهما خاصة في المجال الرقمي.
وقال "إنه تم التطرق أيضا إلى التحديات الأمنية للبلدين بشكل معمق وبأساليب عملية وملموسة قصد مزيد من تعزيز التعاون في هذا الإطار" مذكرا بأن البلدين يواجهان تحديات كبيرة على أراضيهما وخاصة في مكافحة الإرهاب.. وأشار إلى أن انضمام تونس لـ "نداء كرايستشيرش" لمكافحة التطرف السيبيرني يشكل مرحلة هامة للبلدين.
وأشاد بالمجهودات التي تبذلها تونس لعقد القمة الفرانكفونية بجزيرة جربة، قائلا "إن ذلك يعد موعدا دوليا هاما لتونس وفرنسا وأن هذا الموعد يلقى الدعم الفرنسي التام ومساندة المنظمة الدولية للفرانكفونية".
ولفت كاستكس إلى أن الاجتماع بين الطرفين تطرق إلى عدد من الملفات الدولية والإقليمية، موضحا في هذا السياق أنه تم تناول الملف الليبي وأن تونس وفرنسا تعملان بشكل وثيق في إطار مجلس الأمن والأمم المتحدة لدعم عملية إعادة الاستقرار في ليبيا.. موضحا أن ذلك موضوع حيوي لأمن تونس وتنميتها.