فضائح الحلفاء
تقرير: أوروبا هدف للتجسس الأمريكي في قطاع الدفاع
ما زالت "فضائح" تجسس وكالة الأمن القومي الأمريكية تشغل حليفاتها الأوروبية، خاصة في أعقاب ما كشفه عميل الاستخبارات الأمريكي سنودن عام 2013، بتجسس وكالة الأمن القومي الأمريكية على حليفاتها الأوروبية خاصة ألمانيا.
ساعدت المخابرات الدنماركية نظيرتها الأمريكية "NSA"، وكالة الأمن القومي، في التنصت على كبار السياسيين الأوروبيين والألمان، وفقا لتحريات جديدة، وما يثير السخرية هو أن الحكومة الدنماركية كانت ضحية أيضا للتجسس.
وذكر تقرير لمؤسسة "رؤية" أن تقارير إعلامية ألمانية قد كشفت في وقت سابق عن قيام المخابرات الألمانية بمساعدة وكالة الأمن القومي الأمريكية في التجسس على الحكومة الفرنسية والمفوضية الأوروبية في بروكسل طوال سنوات، وتم استخدام محطة الرصد ذاتها للتجسس على مسئولين رفيعي المستوى في وزارة الخارجية الفرنسية وقصر الإليزيه وكذلك المفوضية الأوروبية الهيئة التنفيذية للاتحاد الأوروبي.
وتابع التقرير أنه بات معروفا أن التجسس هو "حق مشروع" يحق للدول استخدامه في جمع المعلومات لأغراض الأمن القومي، منها ما يتركز في معرفة التهديدات الخارجية للأمن القومي وربما التهديدات الداخلية ضمن مهام الاستخبارات الداخلية الوطنية، لكن التجسس بين الحلفاء هو يتعارض دون شك مع المواثيق والصكوك الموقعة بين الحلفاء أو الأصدقاء، لكن لو تحدثنا عن أوروبا أو تحديدا الاتحاد الأوروبي، دون شك لا يوجد تجسس في مجالات الدفاع والأمن، بقدر ما يتركز على التجسس في مجال "الصناعات" وبراءات الاختراع، وربما كانت أوروبا قد شهدت أنشطة استخباراتية ساخنة على أراضيها من أجل الحصول على ما يجري في مختبراتها ماعدا حرب الحصول على التجهيزات.
وتابع التقرير: أما الحديث عن تجسس الولايات المتحدة على حليفاتها الأوروبية، خاصة ألمانيا، فهو يأخذ شكلا آخر، وربما من الصعب في هذه الحالة الفصل ما بين التعاون الأمني والاستخباراتي وما بين تجسس الولايات المتحدة على ألمانيا والدنمارك ودول أوروبية حليفة لها.
وكثيرا ما اتهمت الاستخبارات الألمانية بأنها تعمل لصلح الاستخبارات الأمريكية، والتحقيقات أطاحت برءوس الاستخبارات الخارجية الألمانية والداخلية.. الأمر صعب فهمه ربما حتى من قبل اللجان الأمنية داخل البرلمانات، فمهما حصل أعضاء البرلمانات من خبرة استخباراتية، دون شك لا ترتقي إلى خبرة رجال الاستخبارات المتمرسين خاصة الميدانيين، وهذا ما يثير الشك حول الاتهامات التي تواجهها الاستخبارات الأوروبية بأنها تعمل بالوكالة لصالح الاستخبارات الأمريكية.
المشكلة لم تعد مشكلة حديثة، بقدر ماهي وليدة نتائج الحرب العالمية الثانية ومشروع مارشال والحرب الباردة بعد عام 1945.
وأوضح التقرير أن هذا يعني أن عمليات التجسس هذه سوف تبقى مستمرة ولا يمكن إيقافها، أما إذا تحدثنا عن تجسس الولايات المتحدة على دول أوروبا تحديدا، فهذا يعود إلى سبب ضعف إمكانيات وقدرات أوروبا في محركات الإنترنت أولا، والتجسس الفضائي، فهي تقف عاجزة أمام وكالة ناسا، وهذا ما يجعل أوروبا تقع تحت سيطرة "ناسا" وكالة الأمن القومي تحديدا، والتقديرات تقول: إن أوروبا لا تستطيع الخروج من المظلة الأمريكية "وكالة ناسا" إلى عقود من الزمن، وما تحتاجه أوروبا هو النهوض بأمنها القومي في مجال الأمن الاستراتيجي غير التقليدي، بضمنه محركات الإنترنت، والتجسس الفضائي، وأمن السايبر.