من سجلات آخر وباء: نجيب محفوظ ينتظر «زقاق المدق» و46 فيلمًا فى دور العرض
شهدت مصر في 1947 آخر وباء قبل تصنيف منظمة الصحة العالمية لكوفيد-19 كوباء عالمي، وهو وباء الكوليرا الذى راح ضحيته نحو 10 آلاف نسمة كما ألغيت احتفالات شم النسيم الذي كان يوافق قدوم رمضان؛ وقتها كانت مصر تلتقط أنفاسها من تبعات ويلات الحرب العالمية الثانية؛ بينما كان أهل الكتابة والفنون فى ذروة إبداعاتهم وسط كل ذلك؛ وهو ما نرصده خلال السطور التالية:
• 46 فيلما فى دور جميع العرض السينمائية
فى هذا العام كانت مصر تشهد ذروة من انتاج الأعمال السينمائية؛ حيث عرض 46 فيلما مصرياً بدور العرض السينمائى خلال شهري يناير وفبراير؛ كان أبرزها فيلم "أبو حلموس" من تأليف نجيب الريحاني وبديع خيري؛ و إخراج إبراهيم حلمي، و بطولة نجيب الريحاني وحسن فايق وعباس فارس وزوزو شكيب وهو الفيلم الذى حقق نسبة مشاهدة جماهيرية كبيرة، كما عرض 3 أفلام من إخراج حسن الإمام هي "ملائكة فى جهنم، الستات عفاريت، عودة الغائب بالاشتراك مع أحمد جلال".
• نجيب محفوظ كان ينتظر صدور روايته "زقاق المدق"
كان نجيب محفوظ ينتظر فى هذا العام صدور روايته "زقاق المدق" التى تم تحويلها الى فيلم سينمائي عرض فيما بعد وتحديداً عام 1963، وقامت ببطولته الفنانة شادية، وهو الفيلم الذى تدور أحداثه في فترة الأربعينات والحرب العالمية الثانية وتأثيرها على المصريين، وقد غير مخرج الفيلم حسن الإمام نهايته.
• أنيس منصور يتخرج فى كلية الآداب
فى هذا العام كان أنيس منصور يشق طريقه الى عالم الشهرة والنجومية؛ خاصة بعد أن تخرج فى قسم الفلسفة بكلية الآداب جامعة القاهرة؛ وهو القسم الذى التحق به برغبته الشخصية وتفوق فيه، حيث حصل على ليسانس آداب عام 1947، ثم عمل أستاذاً في القسم ذاته، لكن في جامعة عين شمس لفترة.
أنيس منصور "سندباد العصر" لم يستطع أن يتجاوز ما تتعرض له البلاد من وباء بأحلامه التى لا حد لها؛ حيث تفرّغ للكتابة والعمل الصحفي في مؤسسة أخبار اليوم؛ حيث آثر أن يتفرّغ للكتابة مؤلفاً وكاتباً صحفياً، وترأس العديد من مناصب التحرير لعدد من الصحف والمجلات بعد ذلك.