حكاية آية والذرة المشوي.. تبيع على الكورنيش من أجل أكل العيش: أتمنى توفير كشك لوالدتي (فيديو)
على كورنيش الإسكندرية، وقفت أمام قطع الخشب المشتعلة والفحم، تضع براد الشاي، وبجانبه تضع «الذرة»، ممسكة بمروحتها المصنوعة من قطعة من الكرتون، تداعب الهواء لتنضج بضاعتها الشهية التي اشتهرت بها على الكورنيش.
في سن السادسة عشر خرجت آية للعمل، لتكون سندًا لوالدتها التي ليس لديها أبناء غيرها، وعونًا لنفسها حيث أصرت «ست البنات» على إكمال تعليمها الجامعي من مهنة بيع الذرة المشوي.
تقول آية رجب مسعود، الطالبة بالفرقة الثالثة بكلية التجارة جامعة الإسكندرية، أنها تعمل في مهنة بيع الذرة المشوي على الكورنيش منذ 6 سنوات، وأصبحت مرتبطة بالعمل بها من أجل تحسين حالتها المعيشية بجانب أنها أحبت تلك المهنة.
وأضافت لـ« الدستور» أن منذ وفاة والدها في عام 2015، بدأت تفكر في عمل يساعدها هي ووالدتها على أعباء الحياة، حيث إن المعاش كان لا يكفي مصاريف الدراسة، واحتياجات المنزل، وإيجار الشقة السكنية التي يعيشون بها، فلجأت للنزول إلى العمل.
وتابعت عملت في مهنة بيع الذرة المشوي، لأنها مهنة والدتي قبل أن تتزوج والدي، ومهنة جدي أيضًا توارثتها عنهم، وأدخلت معها بيع الشاي الذي يساعد أيضًا خلال أيام ركود بيع الذرة، مشيرة إلى أنها اختارت كورنيش الإسكندرية ليكون قريبًا من منزلها فهي تقطن بمنطقة أبو قير شرق المدينة، وتساعدها في العمل والدتها رغم مرضها وإصابة قدمها ولكنها تقف معها وتساعدها قدر المستطاع.
وأوضحت « آية» أنها أيام الدراسة تذهب إلى الجامعة، لتعمل والدتها على فرش بيع الذرة والشاي مكانها حتى تنتهي محاضرتها، لتعود وتستلم عملها قائلة: «برجع من الكلية اشتغل وممكن اشتغل أكتر من 12 ساعة متواصلة من واحدة الضهر لواحدة بليل، حتى أيام النوة الشديد في الشتاء كنت شغالة بردو».
وعن رد فعل أصدقائها والمواطنين على الكورنيش، أشارت إلى أن الزبائن والمواطنين يعاملونها معاملة عادية فهي تعمل من أجل لقمة العيش، حتى أن جميع زملائها في الكلية وأساتذة الجامعة يعرفون بأنها تعمل في بيع الذرة المشوي والشاي على الكورنيش وتتلقى منهم عبارات الدعم والتشجيع دائمًا، لافتة إلى أنها تعمل في مهنة شريفة تكتسب منها رزقها بالحلال وهو ما تراه شيء تفتخر به.
ولفتت إلى أنها بخلاف بيع الذرة والشاي عملت في بيع الترمس والتين الشوكي، لتوفير مصروفات الدراسة وعلاج والدتها قائلة: «هفضل اشتغل حتى بعد الدراسة، أدور على وظيفة بدراستي، ولكن أتمنى توفير كشك صغير لوالدتي يعوضها عن التعب ووقفة الشارع التي تسبب الكثير من المشاكل والمتاعب».