منشورات الجمل تطرح النسخة العربية ليوميات الكاتب الإيطالى تشيزارى بافيزى
صدرت حديثا عن منشورات الجمل٬ النسخة العربية لكتاب "السقوط في الزمن"٬ للمفكر الروماني إميل سيوران٬ وترجمه للعربية آدم فتحي٬ والذي يشير في مقدمة ترجمته للكتاب إلى أن: "الأهمية التي يوليها الإنسان المتحضر إلى الشعوب التي تسمي متخلفة هي أكثر ما يثير الريبة. يعجز عن تحمل نفسه أكثر فيعمد إلى التنفيس في تلك الشعوب عن فائض الأمراض التي تتكالب عليه٬ ويدعوها إلى معاناة مآسيه٬ ويناشدها كي تواجه مصيرا لم يعد قادرا على الاستهتار به لوحده.
لقد بلغ به الإفراط في اعتبارها محظوظة بعدم "الارتقاء" حتي بات يشعر تجاهها بحفيظة مراهن خائب مختل التوازن٬ بأي حق تبقي تلك الشعوب علي انفراد٬ خارج سير الانحطاط الذي يعانيه منه هو منذ القدم٬ دون أي إمكانية للإفلات٬ تبدو له الحضارة٬ عمله وجنونه٬ شبيهة بعقوبة حكم بها علي نفسه وبات راغبا بدوره في إنزالها بكل من ظل ناجيا منها حتي الآن.
في سياق متصل وعن نفس الدار٬ صدرت الطبعة العربية اليوميات تحت عنوان "مهنة العيش"٬ للكاتب الإيطالي تشيزاري بافيزي، بترجمة جديدة أنجزها المترجم صالح الأسمر.
يشار إلى أن "تشيزاري بافيزي" شاعر وروائي وناقد ومترجم إيطالي٬ لم يقصد من كتابة يومياته في الفترة من ١٩٣٥ ــ ١٩٥٠ المعنونة بــ "مهنة العيش" أن تكون مخصصة للنشر٬ ولا هي مخصصة للآخرين٬ في نهاية حياته غير قصده بإضافة عنوان وفهرست لليوميات٬ لكن ذلك لم يغير من حقيقة أن هذه اليوميات تضمنت مقاطعا مبهمة٬ جملا غير منتهية٬ أخطاء مطبعية٬ ملاحظات شخصية٬ هي من القصر بحيث يحتاج القارئ إلي حدس معناها. احتوت الطبعة الإيطالية الأولي من كتاب يوميات "مهنة العيش" علي هوامش تفيد بأن علي القارئ أن يحزر بعض الكلمات.
وعقب تسعة أيام من انتهائه من تدوين يومياته "مهنة العيش" أنهى تشيزاري بافيزي حياته منتحرا٬ حيث تناول جرعة زائدة من الحبوب المنومة في غرفة في فندق بتورينو قبل ذلك بزمن قصير٬ كان قد نشر روايته "القمر والنيران" عام ١٩٥٠ والتي فازت بواحدة من أرقي الجوائز الأدبية الإيطالية٬ جائزة "ستريجا" للرواية٬ لكنه أيضا واجه نهاية علاقته بالممثلة الأمريكية كونستانس داولينج.
وحسب الصراحة التي تتسم بها يوميات تشيزاري بافيزي "مهنة العيش"٬ يلمح بافيزي إلي العلاقة المضطربة بين الحياة والكتابة من خلال عنوان فرعي : "سرية مهنية"٬ غطي فترة أربعة أشهر خلال السنتين الأولي (١٩٣٥ ــ ١٩٣٦) التي سجلها فيها٬ مصورة بطريقة نابضة بالحياة أيضا في قصص مثل : "بلاد المنفي"٬ و"طيور السجن".