في ذكراها.. ماذا قالت رضوى عاشور عن فوز نجيب محفوظ بـ«نوبل»؟
"منح الأستاذ نجيب محفوظ جائزة نوبل إنما يكاد يكون تكفيرا من هيئة الجائزة لذنب لا يغتفر".. هكذا قالت الكاتبة والأديبة الراحلة رضوى عاشور عند سؤالها عن رأيها في فوز نجيب محفوظ بنوبل، والتي توافق ذكرى ميلادها أمس، إذ ولدت في 26 مايو لعام 1946، في القاهرة، ودرست اللغة الإنجليزية في كلية الآداب بجامعة القاهرة، وبعد حصولها على شهادة الماجستير في الأدب المقارن، من نفس الجامعة، انتقلت إلى الولايات المتحدة، حيث نالت شهادة الدكتوراه من جامعة ماساتشوستس، بأطروحة حول الأدب الإفريقي الأمريكي.
وفي حوار لرضوى عاشور بمجلة "أفكار" بعددها رقم 248 الصادر بتاريخ 1 يونيو 2009، قالت: خلال سنين طويلة لم ينل هذه الجائزة أي أديب أو أي عالم عربي رغم تواجد صفوة كبيرة منهم على السطح الثقافي، مثل طه حسين وعباس العقاد وتوفيق الحكيم وميخائيل نعيمة وجبران خليل جبران، وبعض هؤلاء حقق من الشهرة والمجد ما لم يحققه كاتبنا الكبير نجيب محفوظ المستحق لها بجدارة، لذلك فإن منح الأستاذ نجيب هذه الجائزة إنما يكاد يكون تكفيرا من هيئة الجائزة لذنب لا يغتفر.
وتابعت: لقد رفض هذه الجائزة عدد من رجالات الفكر لأن بعضهم رأى نفسه أكبر منها كجورج برنارد شو، وبعضهم رأي أنه قد سبق منحها لشخص أقل منه كما فعل جان بول سارتر الذي سبقه إلى الحصول عليها ألبير كامو، وهذا الرفض قد زاد في مكانة الرافض لأن الفكر لا يقدر بأثمان، والفن يبرأ من التواضع المخذول.
وتابعت: وقد لاحظت ظاهرة جديدة وهي حرصنا على المبالغة في تكريم نجيب محفوظ رحمه الله، وذلك بعد نيله جائزة نوبل، رغم عدم حاجته إلى ذلك، فكأننا نقول للغرب أنت الذي دللتنا على قيمة هذه الجوهرة التي بأيدينا وهذا هبوط ونقص يجب أن نربأ بأنفسنا عنه، فنجيب محفوظ قبل الجائزة وبعدها هو قمة من قمم عالمه فكرا خالصا وإنتاجا فذا وإصرار على العطاء السخي، وإن كان رحل بجسده فأنه باقي وخالد بأعماله وأفكاره.
وأضافت: على أنني أرجو بعد الآن أن نزيد ذاتيا من معرفة مبدعينا وموهوبينا، وأن نعمل على ترجمة ونشر أعمالهم وإبراز صورتهم حتى يأخذوا مجالهم في الحق في تقدير ومواكبة العالم، فلدينا في مجال الشعر وفي مجال الفكر والعلم والفن من يستحق نوبل بعد أحمد زويل.