«رجال الشهامة».. مُسعفو أهالى قطاع غزة: لا نخشى الموت.. وكل الدعم للأشقاء حتى عبور أزمتهم
كعادتها، تستمر مصر فى تقديم كامل دعمها إلى الأشقاء فى فلسطين حتى عبور أزمتهم، مع تكليف رجال الإسعاف المصرى بنقل المصابين وضحايا عمليات القصف الإسرائيلى التى شهدها قطاع غزة مؤخرًا، عبر معبر رفح، لتلقى العلاج فى المستشفيات المصرية.
وعن دورهم وطبيعة مهمتهم وتفاصيل الأيام التى يقضونها فى مساعدة الأشقاء الفلسطينيين من ضحايا القصف الإسرائيلى، تحدث عدد من رجال الإسعاف المصرى إلى «الدستور»، مشيرين إلى التسهيلات الهائلة التى توفرها الأجهزة الأمنية المصرية من أجل مساعدة الجرحى والمصابين من أهالى القطاع.
محمود فاضل: رؤية عَلم مصر تُشعر الفلسطينيين بالأمان
كان محمود فاضل يستعد للخروج مع أسرته فى ثانى أيام العيد، ليكافئ أسرته بـ«فسحة» بعد ٣٠ يومًا من الصوم، لكن تم استدعاؤه من محافظته القليوبية للتوجه فى مأمورية عمل لمساعدة المصابين من غزة، بسبب الأزمة التى تعرضوا لها.
وقال «فاضل» إنه كان يوجد نحو ٥٠ سيارة إسعاف موزعة عند معبر رفح وعند إقليم قناة السويس و١٠ سيارات فى مستشفى الطوارئ بالإسماعيلية تقف على أتم الاستعداد لنقل المصابين إلى المستشفيات شرق وغرب القناة، وهى سيارات تكفى لأداء المهمة الإنسانية. باعتزاز وفخر شديدين حكى «فاضل»: «نحن فخورون بهذا التكليف لمساعدة أهالينا من غزة وفلسطين حتى تمر هذه الفترة على خير وتمر بسلام على إخوتنا فى فلسطين، فالمكان الآمن لهم هو مصر وبمجرد عبورهم يشعرون بأنهم أتوا لمستقر الأمن والأمان، وهذا الإحساس نراه فى أعينهم بمجرد خروج أى فرد من المعبر ورؤيته علم مصر إذ يشعر بالأمن وتسكن الطمأنينة نفسه».
وأضاف المسعف الأربعينى أنه تتم تلبية احتياجات كل المنتقلين إلى هنا: «كل الخدمات والدعم يقدم لهم، وسيارات الإسعاف مجهزة تجهيزًا عاليًا، والأجهزة الطبية متوافرة والمستلزمات الطبية كذلك ولا يوجد أى نقص».
واستكمل: «أصحاب الإصابات الخفيفة ينقلون إلى استقبال المستشفيات، ومن يحتاج للجراحة ينقل فورًا للتدخل الجراحى، وتستمر مأمورية عملنا دون كلل، هذا دورنا وواجبنا ولازم نقوم به على أكمل وجه».
أما عن أسرته التى تركها بشكل مفاجئ دون تحقيق وعده لأبنائه بـ«فسحة» العيد فقال: «يتصلون بى بشكل مستمر للاطمئنان، مع عشرات الدعوات بالحفاظ علينا وتشجيعى على العمل».
محمد حسن: مجهزون بأعلى التقنيات الطبية
ذكر محمد حسن، مسعف بهيئة إسعاف شمال سيناء، شارك فى نقل المصابين الفلسطينيين إلى المستشفيات المصرية، أن سيارات هيئة الإسعاف مجهزة بكل التجهيزات الطبية المطلوبة لمساعدة المصابين والحفاظ على أرواحهم حتى يتم نقلهم إلى المستشفيات.
وأضاف: «نجرى جميع الإسعافات الأولية اللازمة للمصاب بداية من قياس الضغط والنبض والسكر والأكسجين، وإذا احتاج المصاب لتركيب أى أجهزة، سواء كان تنفسًا صناعيًا أو صدمات كهربائية فجميعها موجود بالسيارة».
وتابع حسن: «كنا نستقبل الحالات من سيارات الإسعاف الفلسطينية عند معبر رفح، وننقلها إلى سيارتنا التى تتجه فورًا لأقرب مستشفى فى الجانب المصرى».
وأوضح: لا يكتفى المسعف بإجراء الإسعافات الأولية فقط للمصاب، لكن كنا نحاول طمأنة المصابين، خاصة أن غالبيتهم أطفال لنخفف عنهم حالة الصدمة التى عاشوا فيها بسبب أعمال القصف والعدوان الإسرائيلى». وأشار إلى أن قوات الأمن من الجيش والشرطة تُيسر بشكل كبير عمل المسعفين وتأمينهم أثناء تأدية عملهم.
جمعة حسين: 80% من الإصابات لأطفال.. وتسهيلات أمنية كثيرة حفاظًا على الأرواح
قال جمعة حسين، المسعف فى هيئة الإسعاف بشمال سيناء، إنه تم تكليفه بالمساعدة فى نقل المصابين من أهالى غزة، وذلك بعد قرار الرئيس عبدالفتاح السيسى بنقلهم للعلاج فى المستشفيات المصرية.
وأضاف: «عملنا على مدار الأيام التى سبقت وقف إطلاق النار فى نقل المصابين من معبر رفح إلى المستشفيات المصرية، وتم تحديد المستشفى حسب صعوبة الحالة، وبناءً على التعليمات، فالحالات العادية جرى نقلها إلى مستشفى العريش، وباقى الحالات إلى مستشفيات الإسماعيلية أو القاهرة».
وتابع: «أقرب مستشفى إلى معبر رفح يبعد نحو ٥٠ كيلومترًا، ونصل إليه خلال ربع ساعة، وذلك فى ظل التسهيلات الأمنية التى قدمتها الأجهزة الأمنية المصرية لننهى عملنا بسرعة حفاظًا على أرواح المصابين، ونشكر الرئيس السيسى، الذى أصدر هذه الأوامر للقوات، وخفف المعوقات التى كنا نواجهها».
وأوضح «جمعة» أنه يعمل فى هيئة الإسعاف منذ عام ٢٠٠٧، لذا فقد شهد وقائع خطيرة، وكان من بين المسعفين الذين شاركوا فى نقل المصابين فى العديد من الأحداث، ومن بينهم ضحايا العمليات الإرهابية التى شهدتها مدينة العريش، ومصابو وشهداء العمليات الأمنية ضد الإرهابيين فى شمال سيناء، مشيرًا إلى أن الأوضاع بالنسبة للضحايا فى فلسطين مختلفة.
وأردف: «إصابات الأطفال كثيرة جدًا، فنحو ٨٠٪ من المصابين الذين تم نقلهم أطفال تتنوع إصاباتهم بين حالات تحتاج إلى بتر، وأخرى مصابة بشظايا فى أغلب الجسد، كما أننا وجدنا الإصابات العائلية، وقد نقلنا أُمًّا وأطفالها أو عددًا من الإخوة فى سيارة واحدة، الأمر الذى يشعرنا جميعًا بالأسى والحزن، خاصة من هم مثلى من المسعفين، ممن لديهم أطفال، لذا نحمد الله دائمًا على الأمن والأمان الذى نعيش به فى مصر، الذى يجعلنا نترك أسرنا ونحن مطمئنون عليهم».
إسلام بكر: مساعدة إخواننا شرف.. ومئات من زملائنا جاهزون
أوضح إسلام بكر، مسعف، مدرج بقوائم انتظار الأطقم المساعدة، أنه وزملاءه كانوا جاهزين للانتقال لمعبر رفح لنقل المصابين الفلسطينيين إلى المستشفيات المصرية.
وأضاف: «يعمل العشرات من المسعفين حاليًا عند معبر رفح لمساعدة الفلسطينيين ولكنّ هناك مئات آخرين على استعداد للانتقال لمساندة زملائهم وسد العجز إن وجد».
وتابع إسلام: «عمل المسعف دائمًا يكون محفوفًا بالمخاطر، لذا لا أحد منا يخشى العمل عند معبر رفح وسط النيران التى يشعلها الاحتلال فى فلسطين، بل نشعر بأنه شرف».
وذكر: «هذه ليست المرة الأولى التى يشارك فيها المسعفون فى مساعدة أهالى غزة، ففى عام ٢٠٠٨ كان لهم دور عظيم فى نقل المصابين عبر معبر رفح إلى المستشفيات المصرية التى فتحت أبوابها لاستقبال المصابين وجرحى الغارات الإسرائيلية».
واختتم: «عملنا يتلخص فى نقل المصابين والجرحى وإجراء الإسعافات الأولية التى تنقذ أرواحهم لحين نقلهم إلى المستشفيات لاستكمال علاجهم»، مؤكدًا أن مساعدة الفلسطينيين «شرف لكل إنسان يدعم حقوق غيره ويرفض الظلم والعدوان».
محمد الشوربجى: مستعدون للعمل «تحت القصف»
أكد المسعف محمد الشوربجى أن العمل الإنسانى هو أساس وظيفة المسعف، مشيرًا إلى أنه شارك من قبل فى نقل حالات مصابة فى أحداث سابقة من غزة، خاصة أنه يعمل فى إسعاف العريش منذ عام ٢٠٠٩.
وأضاف «الشوربجى» أنه وزملاءه يقدمون كل الخدمات المطلوبة منهم بفخر واعتزاز، وهُم على استعداد تام للعبور إلى الجانب الآخر، حتى فى حالة القصف، لجلب الحالات من داخل مستشفى دار الشفاء، وتقديم كل الخدمات الطبية التى يحتاجها الفلسطينيون، موضحًا أنهم اعتادوا على العمل «تحت ضرب النار» لذلك لا يخشون شيئًا، وهم يقدمون المساعدة، كما أنهم سبق وعملوا أثناء حرب قوات الجيش والشرطة ضد الإرهابيين فى سيناء. وتابع أن الفلسطينيين بمجرد رؤيتهم رجال الإسعاف المصريين يشعرون بالأمان لأنهم يعلمون مدى جودة الطب فى مصر، وما تقدمه من الإمكانات والخبرة وعمل الجراحات الفورية لمن يحتاجها، وكذلك تركيب أطراف صناعية إذا لزم الأمر.
وأوضح أنه تم نقل جميع الحالات إلى مستشفى العريش، لتشخيصها، ثم توزيع المصابين على المستشفيات وفقًا لكل حالة واحتياجاتها.