قصة مصنع فاكسيرا الوحيد للقاح كورونا في الشرق الأوسط
سعت مصر منذ بدء انتشار جائحة كورونا إلى إيجاد لقاح مضاد لفيروس كورونا، وشاركت العديد من الدول في مراحل التجارب على اللقاحات التي تم اكتشافها، حتى تمكنت من عقد عدة اتفاقات مع عدد من الشركات المصنعة لبدء التصنيع في مصر منها، وتلقت مصر أمس المادة الخام لتصنيع اللقاح الصينى وتصنيعه بشركة فاكسيرا لبدء بإنتاج ٢ مليون جرعة ضمن خطة تهدف لإنتاج ٤٠ مليون جرعة خلال العام الأول، فريق صيني من الخبراء لمصر بالأمس، حيث من المتوقع خلال ثلاثة شهور أن يتم انتاج اللقاحات محليا، ولكن ماهي شركة فاكسيرا التي ستنتج لقاح كورونا، وكمية الغنتاج الذي سيخرج منها، «الدستور» عرضت القصة الكاملة لشركة فاكسيرا المصعنة للقاح كورونا.
الشركة المصرية القابضة للمستحضرات الحيوية واللقاحات (فاكسيرا) هي شركة تابعة لوزارة الصحة والسكان في مصر، وهي واحدة من أقدم مصانع الأمصال واللقاحات في مصر والشرق الأوسط وأفريقيا، بالإضافة إلى بنك الدم (المصرية لخدمات نقل الدم).
وكانت تسمى الهيئة القومية للمستحضرات الحيوية واللقاحات ثم تحولت لشركة قابضة عام 2002، وتتكون شركة "فاكسيرا" من 3 شركات فرعية هى الشركة البيطرية، وشركة الدم، وشركة الأمصال.
مصنع الأمصال
أحد المصانع التابعة لشركة فاكسيرا وهدفت مصر من خلال إنشاءه إلى إنتاج أمصال منقذة للحياة مثل الأمصال المضادة للدغات الثعابين والعقارب والحيات والتيتانوس والدفتيريا ولسعات النحل ومصل حصان طبيعى ليحقق البعد الاستراتيجى فى توفير الأمصال للسوق المحلى والتصدير للشرق الأوسط وإفريقيا.
ويضم مصنع إنفلونزا الطيور، وشركة خدمات الدم، ومصنع الأورام، ومصنع السرنجات ذاتية التدمير.
وافتتح "مبنى 60" أو "إيجيفاك" لإنتاج الأمصال واللقاحات والطعوم بالشركة القابضة للأمصال واللقاحات "فاكسيرا" في عام 2017 بإجمالى تكلفة استثمارية للمصنع 700 مليون جنيه، ويعد الأكبر فى الشرق الأوسط، واستغرق إنشائه وتجهيزه 30 شهرا، لتحقيق الاكتفاء الذاتى من الأدوية الحيوية وخاصة الأمصال، وتبلغ السعة الإنتاجية للمصنع 8 ملايين و640 ألف أمبول، و4 ملايين و320 ألف فيال شهريا، ويختص بإنتاج 13 مصلا ولقاحا هاما للسوق المحلى، مما يسد احتياج السوق المحلى ويحقق فائق للتصدير.
وتعاقدت الشركة القابضة للمستحضرات الحيوية واللقاحات "فاكسيرا" على أعمال البنية التحتية لأول مصنع للقاحات فى عام 2004، وتمثلت نسبة الإنجاز فى المشروع وقتها لــــ 25% ، وتم الإنتهاء من الهيكل الخرسانى للمصنع في عام 2011، وتوقف العمل فيه منذ ذلك الوقت، وتم العودة للعمل فى يوليو 2018، وتم استكمال الأعمال فى أكتوبر من العام نفسه، إلى أن تم الانتهاء من حوالى 90% من الأعمال الإنشائية في العام التالية، وفى 2020 كان للمصنع دور كبير في إنتاج اللقاحات.
وهدفت فاكسيرا من خلال المصنع إلى تغطية 70% من احتياجات السوق المصرى، ووقف استيراد هذه اللقاحات لحماية الثروة الحيوانية والداجنة بمصر، ويواكب المصنع المقاييس العالمية من حيث التصميم والتنفيذ ويعد نواة لصناعة اللقاحات البيطرية ليس فقط على مستوى السوق المصرى، بعد أن كانت الدولة تستورد فى العام مليار و200 مليون جرعة للتطعيم ضد أنفلونزا وهو ما يتم توفيره بعد التصنيع.
إنتاج لقاح كورونا
في ديسمبر العام الماضي تابعت لجنة من منظمة الصحة العالمية خطوط الإنتاج بالمركز وأصدرت تقريرها بالموافقة: "فاكسيرا جاهز لإنتاج كل أنواع اللقاحات ماعدا فايزر، وعندما تبدأ التعاقدات فإن عمليات التصنيع ستبدأ على الفور".
ووصلت مصر أولى دفعات المادة الفعالة لتصنيع اللقاح الصيني، ووصلت لجنة صينية لإنتاج أول دفعة من لقاح "سينوفاك" وتقدر بـ 2 مليون جرعة.
وتمر عملية إنتاج اللقاحات بعدة مراحل بدايةً من إجراء اختبارات تحليل المواد الخام في معامل هيئة الدواء المصرية، ثم مراحل التعبئة، والاعتماد، وإجراء دراسات الثبات، كما ستخضع الجرعات للتحليل في معامل هيئة الدواء المصرية للتأكد من مأمونيتها وفاعليتها فور الانتهاء من التصنيع.
دعم فاكسيرا
دعمت الدولة الشركة القابضة للمستحضرات الحيوية واللقاحات "فاكسيرا"، لمواصلة استثماراتها باعتبارها ذراع الدولة لإنتاج لقاح فيروس كورونا، بـ 750 مليون جنيه ، وتم من خلالها تطوير معامل الشركة وخطوط الإنتاج سواء بالمقر الرئيسي أو مصنع الشركة بمدينة السادس من أكتوبر.
ووجهت وزيرة الصحة بمضاعفة الحوافز المادية لجميع العاملين بالشركة الذين سيشاركون في عملية تصنيع اللقاحات، وتقديم كافة سبل الدعم لهم وتذليل أي تحديات قد تواجههم، من أجل تحقيق الرسالة التاريخية لمصر في إنتاج اللقاحات لحماية المواطنين من خطر الإصابة بالفيروس.