سمير الفيل: «ساويرس» مفاجأة لى بعد فقدان الأمل فى الحصول على الجائزة (حوار)
أعرب الكاتب سمير الفيل عن سعادته بعد إعلان فوزه بجائزة ساويرس الثقافية لعام 2021، عن أفضل مجموعة قصصية، فرع كبار الأدباء بعنوان «أتوبيس خط 77»، الصادرة عن الهيئة المصرية العامة للكتاب.
وقال «الفيل»، في حوار مع «الدستور»، إن حصده الجائزة مفاجأة بالنسبة له؛ لأن القائمة القصيرة كانت تضم مجموعة من الكتاب الكبار.
وإلى نص الحوار..
-ماذا يمثل لك حصولك على جائزة ساويرس الثقافية؟
- هذه مفاجأة لي، وكنت فاقد الأمل في حصولي على الجائزة، حيث إن القائمة القصيرة كانت تضم، أسماء كبيرة أيضًا، وجائزة ساويرس من الجوائز الثمنية عندي، بعد حصولي على جائزة الدولة التشجيعية، لأنها تحظى بسمعة طيبة، ولها مصداقية كبيرة في الوسط الأدبي، والغريب إني بدأت شاعرًا وذلك كان خلال فترة حرب الاستنزاف، واتجهت بداية من 2001، لكتابة القصة القصيرة، وأنتجت 18 مجموعة قصصية، منهم المجموعة الفائزة «أتوبيس خط 77».
-ماذا تتناول المجموعة «أتوبيس خط 77»؟
- تتضمن المجموعة 12 نصًا سرديًا محكمًا، تعالج المشكلات الاجتماعية التي يتعرض لها المجتمع، في قضايا تخص العلاقة بين الرجل والمرأة، كما تكشف تلك العلاقات الشخصية التي تسود الأوساط الشعبية، من خلال لغة متماسكة، وأحداث شيقة يتميز بها الكاتب.
المجموعة بها قدر من الحميمية، لأنها تعالج مشاكل إنسانية داخل البيت المصري، وكيفية أن السياسات الاجتماعية والاقتصادية تنعكس على تصرفات الأفراد.
-انتقلت من كتابة الشعر إلى كتابة القصة القصيرة.. كيف طوعت اللغة في ذلك؟
- في كل مجموعة قصصية جديدة أسعى للتجربة في البداية سواء في اللغة أو في التكنيك، بينما المساحة التي أتعامل معها في الكتابة هي الحارة التي أنتمي إليها، حيث إنني أعيش في مدينة دمياط الساحلية، وتشتهر بعمل الموبيليا، وهي تعاني الآن إلى حد ما من الركود الاقتصادي، وهي هذه الحرفة مهيمنة على جميع العلاقات في البلد، ومن هنا أوم برصد هذه العلاقات وأرصد معها أيضًا التحولات السياسية والاقتصادية.
وأعالج في كتابتي دامًا العديد من القضايا الواقعية التي يعاني منها المجتمع بشكل مباشر، وفي ذات الوقت أحافظ على عطاءات الأجيال القادمة، فأنا ممتن جدًا بكتاب عظماء مثل يوسف إدريس، ويحيى حقي، ومحمد المخزنجي، ومحمد المنسي قنديل، وغيرهم، هؤلاء كتاب لهم لمستهم الجمالية والفكرية.
- هل ترى أنك حققت نجاحات أكبر مع كتابة القصة القصيرة بدلًا من الشعر؟
أرى أن الشعر فيه قدر من التحليق، وقدر من أن الإنسان يمنح ذاته قدرة الإنطلاق، أما في القصة القصيرة أنت تشد إلى رقعة الواقع، وتتعامل مع مفراداتها بفهم ووعي واستفسار، ولابد أن يكون لك موقف متقدم من الحياة، ولا يصح أن تعود خطوات.
ودور الكاتب في كل مجتمع من المجتمعات العربية التنوير، وتصوير الأدوات، والعلاقات، وأحاول أن أطبق هذا في مجموعاتي القصصية، أحيانًا أنجح، ومرة أحفق، وفي الثلاث مجموعات الأخيرة، أخرهم "خط أتوبيس 77"، نجحت في تحقيق ذلك.
-هل تعمل في الوقت الحالي على مشروع أدبي جديد؟
بالفعل، استغليت فترة الجائحة الأولى من فيروس كورونا، وعدم نزولنا إلى الشارع، وقررت أن أتحدى ذلك الفيروس بالكتاب، ونجحت في كتابة ما يقرب من 65 قصة في خلال عام، وأصدرت منهم المجموعة الأولى بعنوان «ليمون مر»، وهناك مجموعتين تحت الطباعة، أعمل على تنقيحهم حاليًا، وسأنتظر لفترة معينة لنشرهم، حتى تأخذ كل مجموهة حظها من الإنتشار.
-هل تعتمد على الواقع في الكتابة أم الخيال؟
أنا لا أذهب إلى الخيال إلا إذا أجبرني النص لذلك، فأنا أميل للكتابة الواقعية أكثر، فهناك بعض الكتابات لكتاب كبار جميعها من الخيال، لكن على الأقل لابد من وجود ملمح واقعي بها، أو مشهد، أو جملة تربطك بالواقع.
-هل أثرت البيئة في دمياط على كتاباتك؟
قبل عام 2011 كنت موظف حكومي، أذهب إلى العمل وأعود، وبعد خروجي على المعاش، أتجهت إلى المقهى، ووجدت الناس تتحدث فقط، فاصطحبت كتبي معي، وكنت أجلس بشكل يومي، أقراء قصة كثيرة، وبدأ بعدها الأصدقاء يتوافدون على ذات المقهي، ونتبادل في قراءة الإبداع سواء قصة قصيرة أو شعر، وكان الغرض من ذلك الارتباط بالحركة الاجتماعية، والغرض الثاني تدوين ملاحظة، أو مدخل قصة، أو مشهد غريب يكون مفتاح عمل إبداعي جديد.
ومن أسرار الكتاب عندي، لم يوجد في ذهني ما سأكتبه اليوم، إنما بداخلي طاقة كتابية، وأبدأ الجملة الأولى بعدها تقودني إلى النص.
-لمن تهدي الجائزة؟
أهدي الجائزة إلى الكاتب الكبير الراحل صبري موسى، ابن مدينة دمياط، مؤلف «فساد الأمكنة»، وأيضًا الكاتب عبد الحكيم قاسم، لأنهم أثروا كثيرًا في تذوقي الأدبي.