السعوديون والصقور.. ناد يطلق مبادرة للحفاظ على شريك الحياة البدوية
أعاد نادي الصقور السعودي، تفاصيل الحياة البدوية إلى أذهان السعوديين والتي كان يعيشها الأجداد برفقة صقورهم ، والتي عاشت على أرض الجزيرة العربية قبل 9 آلاف سنة وفق ما أثبتته دراسات المؤرخين وعلماء التنقيب والآثار، إذ كانت تلك الصقور خير معين لهم في حلهم وترحالهم، وفي أوقات الرخاء والشدة، فحفظوا لها هذا الوفاء جيلاً بعد جيل.
- الصقور كانت تؤدي دوراً جوهرياً في حضارة المملكة
ويسجل التاريخ والآثار المكتشفة أن الصقور كانت تؤدي دوراً جوهرياً في حضارة المملكة، فهي تحرس سماءها، استأنسها الإنسان وأصبحت مصدر رزق له، وشريك الصيد والمأكل، وهواية متوارثة لأبنائها، يُجمع على حبها الكبير والصغير، وتجسد أيضاً صفات الشجاعة والنُّبل، حيث تحظى برعاية ملوك المملكة، بدءاً من المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود، حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده.
- تأسيس نادي الصقور السعودي
واستكمالاً لهذه المحبة المتأصلة، جاء الأمر الملكي بتأسيس نادي الصقور السعودي قبل أربعة أعوام، بإشراف صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، حيث يجمع النادي الصقارين تحت رابطة واحدة ويحافظ على الصقور والهواية التراثية، ويقيم الفعاليات التي تعزز مكانة هذا الإرث المتجدد.
لم تكن حياة البادية سهلة، ولكن الصقر كان يخفف من وطأتها وقسوتها، فكان شريكاً شجاعاً يؤدي دوره بجدارة، يمكن الاعتماد عليه، مما دفع نادي الصقور السعودي إلى استحداث برنامج للحفاظ على بعض سلالاتها النادرة وإعادتها إلى مواطنها الأصلية، حمل البرنامج اسم "هدد"، ويهدف إلى الحفاظ على التوازن البيئي والحياة الفطرية، من خلال الحرص على تكاثرها، والحد من انقراض النادر منها.
- إطلاق برنامج "هدد" للحفاظ على بعض سلالاتها النادرة
وحقق برنامج "هدد" في غضون أشهر قليلة من إطلاقه إنجازات مميزة، فمنذ إطلاقه في نوفمبر الماضي هبّ السعوديون للمشاركة بصقورهم ومنحوها للبرنامج، وأُطلِق أوائل هذا العام 33 صقراً في خمسة عشر موقعاً، موزعة على8 مناطق إدارية داخل المملكة، وأثمر ذلك في تكوين مجموعة طبيعية جديدة، وحدث تزاوج بينهم أنتج 60 فرخاً من صقور الوكري والشاهين الجبلي المهددة بالانقراض.
وجاء البرنامج بتعاون أفراد المجتمع المحلي، إضافة إلى المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية والقوات الخاصة للأمن البيئي، من أجل إحياء وحماية 28 ماكَراً (عُشّاً) للإسهام في تكاثرها وتقديم الرعاية الصحية لها، فيما يواصل نادي الصقور السعودي عمله لإطلاق مجموعة أخرى خارج المملكة خلال الأسابيع القادمة.