في ذكرى وفاته.. كيف رأى أمل دنقل شعر سعدي يوسف وعبد الوهاب البياتي؟
ونحن نستعيد سيرة الشاعر المصري الأصيل أمل دنقل الذي تحل ذكرى رحيله غدا في الحادي والعشرين من مايو، أردنا أن نعرف رأي أمل دنقل نفسه في شعراء عصره أمثال عبد الوهاب البياتي وسعدي يوسف.
البداية مع عبد الوهاب البياتي ففي حوار لأمل دنقل نشر بتاريخ 1 ديسمبر 1976 في مجلة "البيان" الكويتية، يسأله الكاتب الصحفي سيد عثمان: ما رايك في الأعمال الأخيرة للأستاذ عبد الوهاب البياتي: سيرة ذاتية لسارق النار، "وقمر شيراز".
فأجاب أمل دنقل لست وحدي الذي يتابع الشاعر الكبير عبد الوهاب البياتي. فكم مهتم بالشعر في العالم العربي يتابع البياتي كواحد من الشعراء الرواد. ولكني أعتقد أن البياتي وصل إلى قمة إبداعه في ديوانه:«الذي يأتي ولا يأتي»، «الموت في الحياة». وأعتقد ان درجة التحقق الشعري في دواوينه الاخيرة ليست بارزة وليست مميزة كما بدت في هذين الديوانين العظيمين. إنه رائد ومبدع، وإنما أقول أنه لم يصب بحالة شعرية جديدة.
أما السؤال الثاني فكان عن الشاعر سعدي يوسف، فقد سأله سيد عثمان: منذ أيام سمعتك تردد أشعارا للشاعر العراقي سعدي يوسف من دیوانه الأخير (الأخضر بن يوسف ومشاغله) فما الذي يشدك لدى سعدي يوسف؟
رد أمل دنقل على عثمان بقول: "سعدي يوسف هو أكثر الأصوات الشعرية العربية معاصره، أنه من الجيل الذي بدأ مسيرته الشعرية في الخمسينات لكنه استطاع على خلاف أكثر منهم- أن يكون شاعرا تجد فيه الأجيال التالية نبضها الشعري. هذه قيمته الأولى- قيمته الثانية في نظري هي تواضعه.. أبناء جيله عادة ما تحس أنهم يرتدون عباءات شعرية ملونه: واحد يلبس عباءة المسيح المضطهد، وآخر يلبس عباءة الصوفي الزاهد، وثالث يلبس عباءة النبي الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه لكن سعدي، عندما تقرؤه تحس أنه سعدي فقط. تحس أنك جالس مع صديق يروي لك معاناته في حياء.. هو ليس مبالغا في تصوير آلامه ولا في تصوير قسوة الأخرين.. إنه يروي لك فقط. ويترك لك أنت أن تبدي دهشتك من بشاعة ما هو كائن وبساطة ورقة ما ينبغي أن يكون!".