بوتشيلي.. فنان «الوجوه الملائكية والجحيم»

ساندرو بوتشيلي، واحد من أبرز رسامي عصر النهضة الإيطالية، تشير سيرته إلى أنه رحل في 17 مايو 1510، وقد ولد بمدينة فلورنسا في 1445 التي عاش بها وأبدع  جل أعماله.

وألحقه والده في وقت مبكر جداً بمرمسم الراهب والرسام الإيطالي فيليبّو ليبّي ليتعلم الفن عنه، وقد أخذ منه تكنيك تركيزه على الخط، لتظل تأثيرات ليبّي ملازمة لساندرو طوال حياته الفنية.

وكان فيليبّو ليبّي من المتأثرين بأسلوب مازاتشو في فن التصوير وأسلوب دوناتيلو في فن النحت.

تتميز لوحاته ساندرو بخطوطها الواضحة المتناسبة وألوانها الرقيقة وزخارفها المتعددة وشاعريتها.

وقد يرجع هذا إلى عدم مشاركته زملاءه الفلورنسيين اهتماماتهم بالعلوم والطبيعة، لذا فإنه لم يحاول أن يصوِّر المناظر ذات الأبعاد وفقاً لقوانين المنظور، أو يُصوِّر جسم الإنسان وفقاً لقوانين علم التشريح.

لوحة «ولادة فينوس»

تعد لوحة «ولادة فينوس» واحدة من أبرز اللوحات وأكثرها شهرة لبوتشيلي، ومن محتويات معرض أوفيزي في فلورنسا، وهي تصوِّر الإلهة فينوس بعد أن خرجت من البحر كامرأة نمت بشكل كامل وصولاً إلى شاطئ البحر.

ويمكن وصف أعمال بوتشيلي أنها خالية من البهجة إلا في قليل منها، وهذا نجده في العديد من الوجوه والخطوط والأشكال التي قدّمها وتعتبر لوحة البشارة أنموذج لتلك البهجة.

كان لدى ساندرو سلسلسة من ما يمكن الإشارة إليه بأنها لوحات مظلمة والتي تدور حول الموضوعات الدينية، فقد انشغل واهتم بوتيتشيلي بالجحيم وقد صوّره عبر لوحة جاءت بعنوان «الجحيم والهاوية»، وتوجد الآن بمكتبة الفاتيكان.

إلى جانب هذا، قدّم ساندرو في الفترة من 1490 حتى 1497 سلسلة من 91 رسماً توضيحياً كبيراً للكوميديا الإلهية لدانتي.

وتعد لوحات ساندرو من ضمن الأغلى سعراً على مستوى  العالم، وقد وصل سعر لوحة «شاب حمل ميدالية»، والتى عرضت العام الماضي بمزاد سوذبي إلى ما يقرب من 100 مليون دولار أمريكي.