الروائي عادل أسعد الميري يكشف ضواحي الإرهاب الفرنسية في أحدث كتبه
أن تتحول حياتك إلى مجموعة من الكتب التي لا يمل القارئ منها، فانت بالتأكيد تتحدث عن كتب الروائي والمترجم عادل أسعد الميري، الذي تدور جميع أعماله سواء الروايات أو كتب السيرة حول حياته بين القاهرة وباريس، غير أنه في كل كتاب يبحث داخل الحكايات عن معنى، أو غاية يبحث عنها بين السطور.
في كتاب الأحداث، تسكع على أرصفة باريس، الصادر حديثا عن دار ايبيدي، يعيد الميري استخدام نفس العنوان، تسكع، الذي صدر قبل عقد من الزمان، عن دار أفاق، لكن بحكاية جديدة عن تسكعه في شوارع باريس، خلال العقود الثلاثة الأخيرة، ورغم أن الميري يفضل التسمية تسكع، إلا أن الكتابين، حملا بين جلدتيهما، الكثير من الفلسفة، والرؤية لذلك العالم، في مقارنة تعمد أن يعقدها دوما، بين القاهرة وباريس، حتى في أبسط التفاصيل، مثل أن يقارن بين استخدام المواصلات العامة في القاهرة، واستخدامها في باريس، في إشارة إلى عدم احترام النظام العام بين ركاب وسائل النقل العام في القاهرة، وبين سائقيها أيضا، تفصيلة قد تبدوا تافهة، غير أن الميري يمهد بها الطريق، وصولا إلى معنى الحريات في البلدين، والثقافة، وتقدير الفنون والآداب، فالنظام بالنسبة للميري لا يتجزأ، كل المعاني الفاضلة لا تتجزأ لدى الميري.
تعود أهمية كتاب تسكع على أرصفة باريس - رغم أنه يدور في نفس العوالم التي سطرها سابقا، في كتبه، تسكع، وكل أحذيتي ضيقة، ولم أعد آكل المارون جلاسيه، وأطياف، وفخ البراءة، وخيوط أقمشة الذات، وبلاد الفرنجة - إلى أن "تسكع على أرصفة باريس"، تطرق بشكل واضح، إلى أزمة المسلمين المغاربة في فرنسا، يوضح عادل أسعد الميري أن لفظة المغاربة يقصد بها في فرنسا، المسلمين من دول شمال أفريقيا، تونس والجزائر والمغرب، لافتا إلى قرار اتخذه الرئيس الفرنسي السابق جاك شراك، كان سببا في ازدياد أعداد الفرنسين من أصول مغربية في ضواحي فرنسا، بخصوص لم شمل العائلات المغاربية والذي سمح لهم باستحضار أسرهم إلى فرنسا، فأصبح تعداد المسلمين من أصول مغاربية ما يقرب من 6 ملايين، علما بأن الدولة الفرنسية عجزت عن دمجهم في المجتمع الفرنسي، وصبغهم بمبادئ الجمهورية الفرنسية!
يشير عادل أسعد الميري في كتابه إلى أن هناك ضواحي فرنسية يعيش فيها العرب المغاربة فقط، لا يدخلها فرنسيون، ولا حتى الشرطة الفرنسية، لافتا إلى البرنامج الانتخابي للمرشحة اليمينة مارين لوبون، القائم على إعادة المغاربة إلى بلادهم مرة أخرى، مؤكدا أن ذلك الأمر قد يؤدي بالجمهورية الفرنسية إلى حرب أهلية بالفعل، لأن الجيش وحده هو من يستطيع دخول تلك الضواحي!