كيف تحمي الأم المصابة بكورونا طفلها أثناء الرضاعة الطبيعية؟.. أطباء يجيبون
مع صعوبة الموجة الثالثة لفيروس كورونا المستجد الذي يشهده العالم في الوقت الحالي وتداول الأخبار بإصابة فئات لم تتعرض للإصابة خلال الموجتين الأولى والثانية بل أصبح الأطفال معرضين للإصابة في هذه الموجة بل وإصابات عائلات بأكملها ما أصاب الجميع بالذعر.
لذلك عندما أصيبت هاجر المحمدي بفيروس كورونا المستجد منذ عدة أسابيع شعرت بالرعب والخوف على طفلها المولود حديثًا ولم يتجاوز عمره الشهر بعد وكذلك طفلتها البالغة من العمر عامين، قالت إنها تلتزم بكافة الإجراءات الاحترازية منذ بداية الأزمة وتعزل نفسها تماما في البيت هي وطفلتها خاصة وأنها كانت في شهور حملها فكانت تخشى على جنينها، "شاكة إن جاتلي كورونا بسبب المستشفى اللي ولدت فيها لأن دي المرة الوحيدة اللي خرجت فيها وبعد اسبوعين اتفاجئت أن عندي رغم عدم ظهور أي أعراض عليا غير الكحة فقط وكنت بحسبها من بعد الولادة".
ومع استشارة الأطباء واتباع بروتوكول العلاج المناسب، أضافت حمدي أن الطبيب أكد لها أهمية استمرارها في إرضاع طفلها "قالولي اللبن في مضادات للمرض وهيديه مناعة ميتصابش"، ملتزمة بإرتداء الكمامة أثناء الرضاعة وغسل يديها وقدرها جيدًا قبل الرضاعة وبعدها".
وتابعت أنها كانت ترتدي الكمامة حتى وهي نائمة خوفًا على أطفالها لأنها لم تستطع عزل نفسها عنهم لصغر سنهم والخوف عليهم "كنت بنام تحت رجلهم بالكمامة وكان بيجيلي ضيق تنفس وبنام بصعوبة لكن كدا افضل ما يتصاب حد فيهم لا قدر الله".
كانت حالة هاجر ضمن الكثير من الأمهات اللاتي يرسلن أسلئتهن بشكل مستمر على المجموعات الخاصة بهم على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، يستفسرون عن كيفية التعامل مع اطفالهن إذا أصبن بكورونا دون تعرض أطفالهن للإصابة.
وتستعرض "الدستور" آراء الأطباء عن كيف يمكن للأم أن تحمي نفسها خلال رضاعة طفلها وكيف يمكن تعزيز صحتها حتى تقاوم المرض بشكل سريع؟.
في البداية أكدت الدكتورة أماني مصطفى، طبيبة الأطفال، أن معدل انتقال الاصابة من الأم المصابة بفيروس كورونا إلى الطفل المرضع أو الأطفال صغيرة السن قليل للغاية وطالما أن الأم ملتزمة الرضاعة الطبيعية لطفلها فهي تمثل واقي طبيعي للطفل لأنها تكسبه مناعة طبيعية لمقاومة المرض.
وأوضحت مصطفى، في تصريح لـ"الدستور"، أن الأم تلتزم بالعزل المنزلي إذا كانت حالتها لا تحتاج معها إلى الحجز في المستشفى لا قدر الله، وتقوم بعزل نفسها في غرفة بمفردها، وتقوم الإرضاع طفلها كل ساعتين أو ثلاث ساعات وعند الرضاعة يفضل أن ترتدي ملابس مختلفة عن التي ترتديها وهي معزولة لضمان الوقاية والأمان لطفلها زيادة.
وشددت على ضرورة ارتداء الأم للكمامة أثناء الرضاعة وضرورة الالتزام بغسل الأيدي جيدًا قبلها والتعقيم جيدًا، ولا خوف أو قلق من أدوية بروتوكول العلاج لفيروس كورونا.
وعن تخوف بعض الأمهات من أن الأدوية التي يتناولونها ضمن البروتوكول العلاج أن تنتقل من خلال لبن الرضاعة إلى الطفل، أكدت الدكتورة أماني أنه لا خوف من هذا الأمر على الإطلاق لأن الطبيب المعالج يصف الأدوية التي تناسب طبيعتها كأم مرضعة بحيث يتأكد ألا يتأثر الطفل من أي علاج تأخذه الأم.
وأشارت إلى أنه في حالة الاصابة الشديدة للأم المرضعة الأمر الذي يستدعي دخولها إلى المستشفى يجب ألا يتم الاعتماد على الرضاعة الطبيعية في هذه الحالة بل اللجوء إلى أي بديل، حتى تتحسن صحتها ولا تكون سببًا في عدوى الطفل ويمكن تعزيز صحة الطفل إذا كان في مرحلة الاكل والشرب بفيتامين سي والفواكه والخضروات التي تقوي جهاز المناعة لديه.
ولفتت مصطفى إلى ضرورة أن تقوم الأم بتعزيز صحتها جيدة من خلال تناول الغذاء المناسب والحرص على تناول بروتوكول العلاج في مواعيده ووفقًا لإرشادات الطبيب، وضرورة التهوية المستمرة للغرفة التي تقوم بعزل نفسها فيها والتعقيم الجيد والمستمر لها والأدوات التي تستخدمها.
كانت قد نشرت وزارة الصحة منشور توعوي توضح فيه أن فيروس كورونا المستجد لا ينتقل عن طريق لبن الثدي أو الرضاعة الطبيعية من الأمهات اللواتي تأكدت إصابتهن بالمرض إلى الرضع، وقالت وزارة الصحة في المنشور: يتكون لدى الأم أجسام مضادة لفيروس كورونا، والتي تنتقل مباشرة لجسم الطفل عن طريق لبن الأم لتزيد من مناعة الطفل واللبن الصناعي لا يعطى هذه المناعة.
وقال الدكتور عبداللطيف المُر، أستاذ الصحة العامة بكلية الطب جامعة الزقازيق، إن الأطفال أقل قابلية الإصابة بفيروس كورونا من الكبار لذلك لا خوف على الأطفال من الأم المرضعة إذا تعرضت للإصابة بفيروس كورونا المستجد، مع ضرورة الالتزام بالعزل المنزلي وغسل الأيدي بصورة مستمرة قبل الرضاعة وبعضها وارتداء الكمامة ويفضل كمامتين أثناء الرضاعة.
وشدد المر على ضرورة إلتزام جميع أفراد الأسرة بتطبيق جميع الإجراءات الاحترازية وأهمها التباعد الاجتماعى وإرتداء الكمامة وتجنب الزيارات العائلية، والالتزام بمتابعة الطبيب بصورة مستمرة وإتباع بروتوكول العلاج المناسب.
وأشار إلى أهمية تبني نظام غذائي وتناول الطعام المتوازن وممارسة الرياضة البدنية، وتناول الحصص المقررة من الفواكه والخضراوات والألبان ومنتجاتها، والعصائر الطازجة وضرورة شرب المياه كثيرًا ما لا يقل عن 10 أكواب، وضرورة تناول الأطعمة الغنية بالفسفور كالأسماك والروبيان والحيوانات البحرية.
ووضع المُر روشتة طبية غذائية يمكن أن تلتزم الأم بها لتعزيز الصحة العامة بها كي تتعافى بسرعة "لأي مريض وليس الأم فقط بل يجب على أي مصاب بالكورونا أن يسعى لتعزيز صحته ليتماثل للشفاء بسرعة ويقوي جهاز المناعة لتجنب عدم الاصابة مرة أخرى.
وذكر ضرورة أن تحتوي الوجبات على الخضروات والفواكه والنشويات والبروتين، وأن تحتوي كل وجبة على القدر المناسب من السعرات الحرارية تكفي الجسم وتمنع السمنة، وكذلك تحتوي على الأملاح المعدنية مثل الحديد والكالسيوم والماغنسيوم.
ـ دراسة تؤكد عدم انتقال كورونا من الأم لطفلها
وفي يوليو من العام الماضي نُشرت دراسة علمية أكدت أنه من غير المحتمل أن تنقل الأمهات المصابات بفيروس كورونا المستجد العدوى إلى أطفالهن حديثي الولادة أثناء الرضاعة الطبيعية ما دامت هؤلاء الأمهات يتخذن الاحتياطات الصحية المناسبة.
وأجريت الدراسة على 120 طفل وُلدوا لـ116 أما مصابة بفيروس كورونا في ثلاثة مستشفيات بمدينة نيويورك في الفترة ما بين 22 مارس و17 مايو، وقد تم إجراء اختبار كورونا لجميع الأطفال في غضون 24 ساعة بعد الولادة للتأكد من عدم إصابتهم بالفيروس، وبعد ذلك، أجرى الباحثون متابعة لهؤلاء الأطفال وأمهاتهم.