لبنان: «الوطني الحر» و«المستقبل» يتبادلان الاتهام بتعطيل تأليف الحكومة الجديدة
شن التيار الوطني الحر في لبنان (الفريق السياسي للرئيس ميشال عون) هجوما عنيفا على رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري متهما إياه بـ"إضاعة الوقت وإقحام الخارج في عملية تشكيل الحكومة الجديدة" الأمر الذي رد عليه تيار المستقبل بزعامة الحريري، مؤكدا أن النائب جبران باسيل رئيس التيار الوطني الحر يعطل تأليف الحكومة لحسابات شخصية ودون أن يقيم وزنا لمعاناة الشعب اللبناني.
وطالب التيار الوطني الحر برئاسة باسيل من الحريري "إعادة عملية التشكيل الحكومة الجديدة إلى لبنان باعتبارها استحقاقا لبنانيا صرفا، وأن تبقى عملية التأليف مسئولية اللبنانيين وحدهم مهما بلغ مستوى المساعدة من الدول الصديقة".
وأشار التيار في ختام اجتماع هيئته السياسية المنعقدة اليوم برئاسة النائب جبران باسيل إلى أن تشكيل الحكومة يقتضي العودة إلى الأصول الدستورية والميثاقية (التوزيع العادل على الطوائف) حتى تتألف حكومة تحمل برنامجا إصلاحيا واضحا من وزراء يتمتعون بالخبرة والكفاءة والقدرة على تنفيذ الإصلاحات ومكافحة الفساد وتحقيق النهوض الاقتصادي.
وقال التيار الوطني الحر إنه يتعين “عدم إضاعة الوقت أكثر من ذلك، وتقديم تشكيلة حكومية متكاملة وفق المنهجية المعروفة والمعتمدة لكي تتمكن من الحصول على ثقة المجلس النيابي وثقة اللبنانيين”، مبديا اعتراضه على تلويح فرنسا بفرض عقوبات على سياسيين لبنانيين على خلفية الأزمة الحكومية، ومعتبرا أن مثل هذه العقوبات التي يُجرى الحديث عنها إنما تأتي بسبب "المواقف السياسية" لبعض الساسة اللبنانيين.
من جانبه، رد تيار المستقبل بزعامة رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري، معتبرا أن بيان الهيئة السياسية للتيار الوطني الحر انطوى على مجموعة من "الأضاليل التي لم تعد تنطلي على أحد من اللبنانيين".
وذكر تيار المستقبل في بيان له: "الأجدر بالتيار الوطني الحر أن يتوجه إلى رئيسه جبران باسيل ورئيس الجمهورية ميشال عون، بدلا من رئيس الوزراء المكلف، وأن يطالبهما بالإفراج عن التشكيلة الحكومية الموجودة في القصر الجمهوري منذ أكثر من 6 أشهر لتخضع لامتحان الثقة في المجلس النيابي.
وقال: "إن محاولات التذاكي التي يقوم بها التيار الوطني الحر ورئيسه، والإصرار على عدم احترام عقول اللبنانيين وأصدقاء لبنان في العالم، عبر طرح شعارات رنانة مثل الإصلاح ومكافحة الفساد، أصبح أشبه بنكتة سمجة ودعاية ممجوجة لا قيمة لها".
وأضاف: "نجدد دعوة التيار الوطني الحر إلى احترام المعايير الدستورية لتسهيل إنجاز تأليف الحكومة بعيدا عن المعايير التي يضعها جبران باسيل، والتي وضعت رئيسهم ورئيس الجمهورية في موقع الانقلاب على مبادرة الإنقاذ الفرنسية، وفي خانة المعطلين الذين يأخذون البلاد إلى الجحيم نتيجة حسابات شخصية لا تقيم أي وزن لمصالح اللبنانيين ولمعاناتهم جراء سياسات هذا العهد الرئاسي الذي يعطل نفسه بنفسه، ويمعن في إضاعة الفرصة تلو الفرصة لإنقاذ لبنان".
ويشهد لبنان فراغا حكوميا منذ نحو 9 أشهر وذلك في أعقاب استقالة حكومة الدكتور حسان دياب رئيس الوزراء في 10 أغسطس الماضي على وقع تداعيات الانفجار المدمر الذي وقع في ميناء بيروت البحري.
وكلفت الأغلبية النيابية داخل البرلمان اللبناني في 22 أكتوبر الماضي زعيم تيار المستقبل سعد الحريري بترؤس وتشكيل الحكومة الجديدة، والذي قدم بدوره إلى الرئيس ميشال عون في 9 ديسمبر الماضي تشكيلة حكومية مصغرة من 18 وزيرا، مؤكدا أنهم جميعا من الاختصاصيين (الخبراء) غير الحزبيين، وتخلو من "الثُلث الوزاري المعطل" باعتبار أن هذا الأمر هو السبيل الوحيد لإنقاذ البلاد وانتشالها من الأزمات التي تعصف بها، وبما يجعل المجتمعين العربي والدولي يعاودان الانفتاح على لبنان ومساعدته.
ولم تنجح حتى الآن الوساطات والمساعي الرامية إلى إنجاز عملية التأليف الحكومي في ظل غياب التوافق ووجود حالة من الخلاف المستحكم بين الرئيس ميشال عون ومن خلفه فريقه السياسي (التيار الوطني الحر) برئاسة النائب جبران باسيل من جهة، وبين رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري من جهة أخرى، على شكل ونوعية وحجم الحكومة.