سئمت من وعودهم الزائفة..
محلل وكاتب أمريكي بارز: الشعوب العربية لفظت «الإخوان» وجماعات الإسلام السياسي
نشرت صحيفة "واشنطن بوست" مقالا للكاتب والمحلل السياسي البارز فريد زكريا قال فيه أن "جماعات الإسلام السياسي أصبحت في حالة سيئة وفي أضعف حالاتها"، مضيفا أن "الشعوب العربية أصبحت تشعر بالاشمئزاز من قادة تلك الجماعات وخصوصا الإخوان وسئمت من وعودهم الزائفة لذلك قامت بلفظها بعدما دعمتها في بداية الأمر".
وذكر زكريا أن الحركات المتطرفة بدأت بالازدهار في العالم العربي في عقد السبعينات من القرن الماضي، حيث حث المتطرفون أبناء مجتمعاتهم على التخلي عن "الحداثة الغربية التي قادت إلى الفقر والطغيان- من وجهة نظرهم- وتبني فكرة الإسلام السياسي التي تقود في النهاية للخلافة الإسلامية".
وأوضح الكاتب أنه في العقود القليلة الماضية انغمست الحركات الإسلامية المتشددة في العملية السياسية في مصر وتونس والعراق والسودان والأردن ومناطق أخرى، ولكن بعد أن رأى ملايين المسلمين كيف تعمل تلك الحركات، لفظوها قولا وفعلا.
وتابع قائلا: "فر مسلمي الدول العربية بأعداد كبيرة من فكرة الخلافة الإسلامية، بعدما شاهدوا بأعينهم فساد تلك الجماعات (الإسلام السياسي)، وفي مصر احتج شعبها على حكم الإخوان"، مؤكدا أن "الإيمان الأعمى بوعود قادة جماعات الإسلام السياسي أو القادة الدينيين (وعلى رأسهم الإخوان) قد استُنفد بشدة."
ولفت الكاتب إلى محدودية نجاح جماعات الإسلام السياسي في العالم العربي السنوات الماضية تعطي صورة أن العرب والمسلمين يريدون الحرية والديمقراطية أكثر من الخلافة الإسلامية.
وأضاف: "تميل معظم جماعات الإسلام السياسي اليوم إلى أن تكون محلية (طالبان في أفغانستان، بوكو حرام في نيجيريا، الشباب في القرن الأفريقي)، وهذا تحول كبير عن أيام مجد القاعدة، عندما أصر قادتها على أن التركيز يجب ألا يكون على "العدو القريب" (الأنظمة المحلية) بل على "العدو البعيد" (الولايات المتحدة والغرب على نطاق أوسع)".
وأشار إلى أن تنظيم القاعدة الإرهابي تفكك إلى مجموعة ميليشيات في أماكن متفرقة دون قيادة مركزية أو أيديولوجية، قائلا أن تنظيم "داعش" ربما يعمل بشكل أفضل قليلا من القاعدة ناحية الثروة المالية، لكن ايضًا يبحث عن أماكن غير مستقرة أو غير خاضعة للحكم ، مثل موزمبيق للعمل منها، مضيفا أن "التركيز على النزاعات المحلية يعمل على تآكل الجاذبية الدولية لهذه الحركات".