عالمة آثار دولية تثمن كشف «المدينة المفقودة» بالأقصر: استثنائي لتنوير العالم
أشادت آنا كوتاربا مورلي، المؤرخة وعالمة الآثار بجامعة فليندرز بجنوب أستراليا، باكتشاف المدينة المفقودة بالأقصر، مضيفة أن المجتمع العلمي ينتظر بفارغ الصبر مزيدًا من المعلومات عن هذا الاكتشاف الهام لتنوير العالم حول الحياة الحضرية اليومية للمصريين القدماء.
وقالت مورلي، وهي خبيرة في التراث الثقافي حول العالم وتعمل حاليًا عضوة في البعثات الأثرية لمصر والشرق الأدنى وشرق أفريقيا، في مقالة نشرها موقع "Scroll.in": "تم العثورعلى مدينة صناعية ملكية عمرها ما يقرب من 3400 عاما على الضفة الغربية لنهر النيل بالقرب من مدينة الأقصر، والتي كانت تسمى (آتون المبهرة)".
وأضافت أن هذا الاكتشاف يعد هاما للغاية؛ إذ تمت مقارنته من حيث الأهمية باكتشاف مقبرة توت عنخ آمون قبل قرن تقريبا، قائلة: "يُعتقد أنها أكبر مدينة تم اكتشافها في مصر، والأهم من ذلك أنها تعود إلى ذروة الحضارة المصرية".
وذكرت الخبيرة بعلم الآثار أن "مصر القديمة كانت معروف عنها بأنها (حضارة بلا مدن) نظرا لأن ما نعرفه يأتي في الغالب من المقابر والمعابد، في حين تشتهر الحضارات العظيمة الأخرى في العصر البرونزي بمدنها العظيمة، َولكن المدينة المفقودة تعتبر اكتشافات استثنائي ليس فقط من حيث حجمها ومستوى ازدهارها ، ولكن من حيث حالة حفظه الممتازة لمحتوياتها".
أهمية إبراز الحياة الحضرية المصريين القدماء
وأوضحت في مقالها أن فترة حكم أمنحتب الثالث تعد من أغنى الفترات في التاريخ المصري، متعابة: “ستكون هذه المدينة ذات أهمية لا تُحصى بالنسبة لعلماء الآثار وعلماء المصريات، الذين ناضلوا لقرون من أجل فهم خصوصيات الحياة الحضرية والمنزلية في العصر الفرعوني”.
وبينت أنه تم التنقيب عن عدد قليل جدًا من المدن المصرية الأخرى من فترة الأسرات المبكرة (3150 قبل الميلاد) إلى الفترة الهلنستية (بعد غزو الإسكندر الأكبر لمصر عام 332 قبل الميلاد)، وهذا يعني أن الحياة الحضرية المحلية والتخطيط الحضري كانتا لفترة طويلة من المجالات البحثية المثيرة للجدل في دراسة مصر الفرعونية.
وواصلت مورلي: “نحتاج إلى فهم من أين أتت المدن، وكيف تشكلت وكيف شكلت تطور المجتمعات الحضرية السابقة لتعلم دروس للمستقبل. نتطلع إلى البحث والنتائج التي يتم نشرها من مدينة أمنحتب الثالث القديمة لتنويرنا حول الحياة اليومية للمصريين القدماء”.
ازدهار اقتصادي في عهد "الفرعون العظيم"
استطردت مورلي في مقالها: “ينتظر المجتمع العلمي بفارغ الصبر مزيدًا من المعلومات لإجراء مقارنات بين مدينة إخناتون والعاصمة المكتشفة حديثًا التي أسسها والده، واصفة أمنحتب الثالث، الذي حكم بين عامي 1386 قبل الميلاد و1349 قبل الميلاد، والمعروف أيضًا باسم أمنحتب العظيم -الفرعون الرائع- وبأنه كان أحد أكثر الحكام ازدهارًا في التاريخ المصري”.
وأضافت: "خلال فترة حكمه باعتباره الفرعون التاسع للأسرة الثامنة عشرة، شهدت مصر ذروة قوتها الدولية، حيث صعدت إلى مستوى غير مسبوق من الازدهار الاقتصادي والروعة الفنية وتم تخليد رؤيته العظيمة في عاصمته، والتي يعتقد أن توت عنخ آمون استخدمها لاحقًا".
تمدن مصر القديمة
وأشارت إلى أنها تدرس للطلبة بالجامعة مادة أكاديمية حول أسس الحياة الحضرية، وقالت "دائما ما يفاجئ طلابي بقلة ما نعرفه عن التمدن في مصر القديمة"، وشرحت أولى المدن العظيمة ومعها الحضارات العظيمة الأولى ظهرت على طول الوديان الخصبة للأنهار العظيمة في بلاد ما بين النهرين (العراق حاليًا) ووادي السند (الهند وباكستان حاليًا) والصين في بداية العصر البرونزي ، منذ 5000 عام.
ولفتت إلى أن البعثة الأثرية المصرية المسئولة عن الكشف كانت بدأت التنقيب في المنطقة العام الماضي، بحثا عن المعبد الجنائزي للملك الصبي توت عنخ آمون، ولكنها عثرت على مدينة مختبئة تحت الرمال لما يقرب من ثلاثة آلاف سنة ونصف.
وتابعت قائلة: "تم اكتشاف غرفا مليئة بأدوات وأشياء مستخدمة في الحياة اليومية للمصريين القدماء مثل الأفران وأواني التخزين و الفخار والمجوهرات والمخابز والمطابخ، كما تضم المدينة الورش والمناطق الصناعية والإدارية".